يبدو ان عاصفة الْخِزْي التي يقوم بها التحالف العربي على اليمن منذ ثلاثة ايام وبرعاية أميركية بدأ يخف خصوصاً مع عدم وضوح الأهداف التي من اجلها تشكل هذا التحالف ، فيما جاءت القمة العربية لتعطي الأهداف الغير المنطقية في ” انسحاب الحوثيين الى صعدة وتسليم أسلحتهم التي غنموها من خمس حروب مضت كانت برعاية مملكة النفط ، وإعادة رئيس كان سبباً في هذه العاصفة والذي فقد الشرعية بعد تقديم استقالته .
القمة العربية التي لا تختلف كثيرا عن سابقاتها سوى بالتسلسل الرقمي ، فهذه القمة التي تحمل الرقم (٢٦) لم تقدم شيء سوى انها كانت واضحة التآمر في تدمير بلد فقير شقيق لهم ، لا يملك ابسط مقومات الدولة وانهيار كامل للبنى التحتية ، ناهيك عن البيان الذي لا يختلف عن سابقه فهو نسخة معدة قبل ثلاثة أشهر من اي قمة عربية .
ان اهم واخطر ماجاء في هذا البيان هو تشكيل قوة عربية مشتركة ، والذي يعد بنداً جديد لمضمون سابق في معاهدة الدفاع المشترك والذي يعد احد بروتوكلات تأسيس الجامعة العربية والذي يعود الى ١٩٥١ والذي يحاول العرب اليوم تطبيقها بعد نحو سبعة عقود وعلى شعب عربي اعزل ، وسط الصراع الطائفي في المنطقة وهو ما يعد مؤشر خطير على التدخل الخارجي في قمع شعباً يريد تحقيق العدالة والمساواة دون ان يكون تابعاً الى ال سعود او إقليماً لمملكته .
يحاول حكام السعودية وحلفائهم عدم الدخول المباشر لقواتهم في اليمن وذلك لان الجميع يعلم انهم سيخسرون امام حرباً وعرة وطويلة في بلد الأحجار الصلبة ، لهذا فهم يسعون الى الانتقام الجوي ، والذي ربما سيؤدي الى فشل الأهداف التي من اجلها بدأت الحملة على اليمن ، الامر الذي سيضعف الموقف السعودي ويجعله في موقف محرج امام رعاية الأميركان لهذا التحالف ، وبالتالي انهيار الخلف من جهة ، والفشل الذريع للسياسة السعودية خصوصاً اذا اعتبرنا انه يعد اختبارا للقيادة السعودية الجديدة ، والتي ستشعر بالعزلة العربية ، امام الانتقام الحوثي على هذا الاعتداء والذي سيجبر بعض الدول العربية اما الانسحاب من هذه الحرب الطويلة او التفاوض مع الحوثيين ، وهو ما يعطي القوة لجماعة انصار الله والقوى المتحالفة معها في الثبات على موقفها ، وعدم الخضوع والخنوع لهذا التحالف والذي ولد ميتاً بلا شك .
الارهاب الدولي اليوم هو المستفيد الاول من حالة الانقسام في المشهد السياسي العربي ، لا سيما في اليمن ، والذي سيجد ضالته هناك لتنفيذ الاجندات التكفيرية والمخططات الخبيثة ، خصوصاً بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها في العراق وسوريا ، لان المشكلة في اليمن هي سياسية ولايمكن باي حال من الأحوال حلها بالطرق العسكرية .
ان تشكيل القوة المشتركة العربية يعد خطراً يهدد الامن القومي العربي ، كما انه يساهم في تحفيز الانتشار العنكبوتي للارهاب التكفيري في المنطقة مع وجود قوة فاعلة على الارض هي “داعش” .
ما يجري اليوم في اليمن هو ليس مجرد اختلاف سياسياً بقدر ما هي هيمنة لأمراء السعودية عبر شراء ذمم عدد من القبائل في اليمن ، وهذا ما يجعل التدخل العربي مدفوع الثمن مقدماً.