26 ديسمبر، 2024 6:06 م

عاصفة الانتخابات

عاصفة الانتخابات

تحتفل الشعوب بكل موسم انتخابي وتعتبره اشبه ما يكون بالعيد الوطني الا في العراق فإن الانتخابات عندنا هي عاصفة تهب علينا في كل سنة تملا عيوننا بالغبار ولا نحصل منها على شئ جديد سوى هذا الغبار ؛ هذا ما يفكر به المواطن البسيط على اقل التقادير .

يتوقع الكثيرون أن مجريات الامور سوف لن ترى تغييرا واضحا في احسن التقديرات إن لم تبقَ على ركودها المعهود ويتوقعون ايضا ان الانتخابات وإن كانت مقبولة كممارسة ديمقراطية يشهدها العالم المتمدن لكنها في العراق لا تمثل الحسم والحد الفاصل في توجيه مجريات الامور في عراق ما بعد حكم التسلط الصدامي وحزب البعث لوجود مراكز القوى المجتمعة على هدف ما تارةً والمتقاطعة تارةً اخرى ؛ فاميركا وايران وباقي دول الجوار ليست بمناى عن التدخل في رسم واقع العراق ومستقبله على حساب ارادة المواطن العراقي ومحاولاته للتغيير ” هذه المحاولات التي هي في الاساس قليلة و نادرة جدا لاسباب كثيرة ” مما يؤثر سلبا على الموقف العام تجاه الانتخابات كممارسة ديمقراطية متكررة ربما سيصل المواطن في يوم ما الى نفض يده عنها لعدم الجدوى منها .

ينقسم المرشحون في نظر المواطن الى ثلاثة اقسام كلها تدور في فلك القصور او التقصير وهذا سبب آخر من اسباب التعثر الحاصل في العملية السياسية برمتها :

1- الباحثون عن السلطة اللاهثون ورائها من زعماء القوائم الانتخابية وعناوينها البارزة وهم بالجملة جاءوا مع الاحتلال او انهم من افرازات مرحلة الاحتلال وما بعدها ، ولا يهمهم المنجزات التي يمكن ان يقدموها والواجب أن يقدموها للمواطن المسحوق كما يفعل المرشحون في التجارب الديمقراطية في عالم اليوم ، هذه المنجزات التي تحسب لهم كاشخاص ولقوائمهم الانتخابية لو تحققت لكنهم اخفقوا في تقديم اي منجز واضح وعلى كل الاصعدة طوال السنوات الماضية لقصورهم او تقصيرهم او ارتباطهم بهذا الطرف الاقليمي او ذاك الدولي وهم مازالوا في المناصب المتقدمة وقد وضعوا كل الطاقات في سبيل العودة الى هذه المناصب بعد موافقة الاطراف اللاعبة الاساسية في الحالة العراقية المترنحة .

2- الباحثون عن الاثراء والمكاسب المادية والاجتماعية لاسيما بعدما شرع البرلمان الامتيازات الكبيرة والرواتب والمنافع التي يتمتع بها الاعضاء في سني العمل البرلماني وبعد أن يودعوا البرلمان ، فقد صار الترشيح والفوز احد الاماني التي يحلم بها اي طالب للمال والسلطة على حساب الواقع المرير لجمهور المواطنين وتزداد المأساة اذا عرفنا أنهم لم يقدموا اي شئ للمواطن بل انهم احد اسباب تردي الوضع العام عموما .

3- المرشحون الذين وصلوا الى البرلمان فاصبحوا امام واقع متداخل ومعقد وميول واتجاهات وتداخلات طائفية وقومية وتدخلات دولية واقليمية وتسلط رؤساء القوائم المتنفذين ، فهؤلاء نسبة قليلة من المرشحين حتى وإن كانوا يفكرون في تقديم شئ من المنجزات الا إنهم لم يستطيعوا تغيير شئ او تحريك ساكن فوقفوا موقف العجز التام وهم غير معذورون في هذا .

على كل المرشحين والقوائم أن يعلموا بأن الوقت لا ينتظرهم وانهم محاسبون امام التاريخ والشعب والمواثيق فليس بمستبعد لان الايام دول وإن التجربة الديمقراطية في العراق امام مفترق طرق وربما تخرج عن المسار او تنهار او تصبح عديمة الجدوى وان السلطة الاولى هي سلطة الشعب قبل وبعد الانتخابات التي اصبحت في العراق ليست الا عاصفة تثير الغبار ولكنها سرعان ما تنجلي ، فاما أن تتحول الى ربيع انتخابي وهذا مستبعد في نظر الكثيرين

او أننا نصل الى خريف تتساقط فيه الاوراق لتنبت غيرها فتكون هذه المرحلة التي نحن فيها طي الذاكرة ونكون مع بداية جديدة سيكون الله سبحانه وتعالى هو وحده العالم تفاصيلها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات