أن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وأعلموا أن الله مع المتقين | سورة التوبة – 36-
الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا | حديث شريف
قولوا فينا ماشئتم ولكن نزهونا من الربوبية | ألامام علي
أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن لطلب ألاصلاح في أمة جدي | ألامام الحسين بن علي بن أبي طالب .
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام وهو أول شهور السنة الهجرية , وفيه أستشهد ألامام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة الطف في كربلاء نتيجة رفضه أعطاء البيعة ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان لآن يزيدا هذا كان متجاهرا بشرب الخمر وقد عرف عند المسلمين في عصره بأنه من أهل اللهو والفسوق وقد وصل الى السلطة الزمنية بعد أبيه معاوية بن أبي سفيان وهو أول من أدخل البدعة في ألاسلام وأول من خرج على خليفة المسلمين الشرعي المبايع بألاجماع ذلك هو ألامام علي بن أبي طالب الذي يحدثنا عن بيعة الناس له فيقول :-
فما راعني ألا والناس كعرف الضبع الي ينثالون علي من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان , وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بألامر , نكثت طائفة ومرقت أخرى , وقسط أخرون – نهج البلاغة – ج1 ص 38-
فألامام علي بن أبي طالب هو الخليفة الوحيد الذي بويع بيعة حرة شعبية بأختيار حر يسجل في تاريخ المسلمين , والذين نكثوا بيعته هم أصحاب الجمل , والذين مرقوا عليه هم أصحاب النهروان , والذين قسطوا أي جاروا هم أصحاب صفين , وهؤلاء جميعا هم الذين مهدوا لمجيئ معاوية بن أبي سفيان ليكون خارجا على الشرعية المتمثلة بخليفة المسلمين الشرعي علي بن أبي طالب وللذين لايعرفون طبيعة ونفسية وعقلية معاوية بن أبي سفيان وهو أبن هند أكلة ألاكباد فهي التي أكلت كبد سيد شهداء ألاسلام على عهد رسول الله حمزة بن عبد المطلب الذي أستشهد في معركة أحد قال تعالى ” أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك ألايام ندالولها بين الناس وليعلم الله الذين ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين – أل عمران – 140- وأبو سفيان هو الذي قال بعد معركة أحد : والله لنقتلن محمدا ومن معه , وجمع سرية لذلك وتوعد المسلمين في منطقة حمراء ألاسد , ولما سمع علي بن أبي طالب وهو قد جرح في معركة أحد بثمانين جراحة فقال لرسول الله : والله يارسول الله لو حملوني على ألاكف ماتركت الدفاع عنك وهو الذي نزلت فيه ألاية القرأنية المباركة قال تعالى ” وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما أستكانوا والله يحب الصابرين – أل عمران – 146- وحمراء ألاسد هي سوق تبعد عن المدينة ثلاثة أميال , ولما خرج أبو سفيان وأنتهى الى الروحاء فلقي معبد الخزاعي الشاعر فقال : ما وراءك ؟ فأنشده معبد الخزاعي شعرا :-
كادت تهد من ألاصوات راحلتي
أذ مادت ألارض بالجرد البهاليل
تردي بأسد كرام لاتنابلة
عند اللقاء ولا خرق معاويل ؟
فقال أبو سفيان لركب من عبد القيس : أبلغوا محمدا أني قتلت صناديدكم وأردت الرجعة لآستئصالكم ؟
فقال النبي “ص” : ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” – مناقب أبن شهر أشوب ج1 ص194
ومعاوية سليل هذين ألابوين الحاقدين على ألاسلام ورسوله وبقي هذا الحقد الدفين يغزو نفسه ومخيلته , ولقد نقل لنا صورة ذلك الحقد الذي يكشف عن أن الرجل لم يدخل ألاسلام قلبه أبدا واليك القصة التالية :-
يقول الوليد بن المغيرة : رجع أبي يوما مغموما : فقلت له يا أبتي مالي أراك مغموما أقصر أحد من العيال بخدمتك ؟
قال : لا ولكن رجعت اليوم من ألئم الناس ؟
يقول الوليد : يا أبتي ممن رجعت ؟
قال رجعت من معاوية بن أبي سفيان ؟
يقول الوليد : فتعجبت من ألامر لآن والدي ” أي المغيرة بن شعبة ” هو من أكثر أصدقاء معاوية ؟
يقول : كيف حدث هذا يا أبتي ؟
يقول المغيرة : قلت لمعاوية بعد أن هلك الحسن بن علي : يامعاوية أما وقد هلك الحسن بن علي : هلا لك أن ترفق بأبناء عمومتك من بني هاشم ؟
يقول المغيرة : لقد ضرب معاوية على فخذي وقال : لا أم لك ؟
قلت : كيف ؟
قال معاوية : لقد حكم أبو بكر وأجتهد ما أجتهد ثم رحل فلا يقال عنه ألا أبو بكر ؟
وحكم عمر بن الخطاب فأجتهد ما أجتهد , ثم هلك فلا يقال عنه ألا عمر بن الخطاب ؟
ثم حكم أخونا عثمان بن عفان وأجتهد ما أجتهد ثم هلك فلا يقال عنه ألا عثمان أبن عفان ؟
ثم يقول معاوية بحسرة : أما أخو بني هاشم : فلايزال يذكر على المنائر خمس مرات باليوم ؟ ” يقصد به رسول الله “ص” ؟
فأذا أردنا أن نفهم ونعرف من هو يزيد بن معاوية فعلينا أن نعرف التراكم النفسي والسلوكي لتلك العائلة التي كانت من الطلقاء والتي أستغلت خروج الناكثين والمارقين فكونت لها بؤرة في الشام فخرجت على الخلافة الشرعية , ورغم كثرة ماروي عن أثم وكفر من يخرج على الخليفة في مرويات الصحاح والمسانيد ألا أننا وجدنا الكثرة الكاثرة قد سكتت عن خروج معاوية وتسببه في أدخال البدع في دين ألاسلام , ولازال هذا الصمت وذلك السكوت هو السمة ألابرز لخطباء المنابر وأئمة الجمعة والجماعة , بل أنعكست الصورة لتصبح ثورة ألامام الحسين هي المحاصرة بألافتراءات والدعاوى الباطلة مع أعراض عامة المسلمين عن الحدث الكربلائي حتى لكأن البعض لايعرف شيئا عن ثورة ألامام الحسين التي أصبحت معروفة عالميا حتى قال غاندي محرر الهند من ألاستعمار البريطاني : تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ” ؟
ومما ساعد على أعراض البعض عن ثورة ألامام الحسين ويوم عاشوراء هي أمور وعوامل كثيرة أهمها :-
1- ما عملت عليه السلطة الزمنية من تشويه وأنحراف في الروايات حتى أصبحت مناسبة ” المحرم ” ولا سيما العشر ألاوائل منه وهي التي أستشهد ألامام الحسين فيها وهو سبط رسول الله “ص” الذي وجدنا رسول الله “ص” يحرص على بيان أهمية الحسين من خلال الخطوات التالية :-
أ- قيامه “ص” بتسمية الحسين بنفسه وما في ذلك من دلالات ؟
ب- قيامه بالعق عنه في اليوم السابع ؟
ت- قيامه بأخبار المسلمين الشهادات التالية :-
1- قوله “ص” حسين مني وأنا من حسين ؟
2- الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا ؟
3- الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟
2- ومن ألوان المكر وألاحتيال الذي قامت به السلطة الزمنية أيام ألامويين حيث كتبت السيرة لآول مرة عام 92 هجرية وهو زمن حكم بني أمية مما جعل الرواية تناسب مزاج وأغراض السلطة المنحرفة عن مفاهيم ألاسلام وقد ثبتنا كيف أن معاوية يحقد على ألاسلام وعلى شخص رسول الله ثم أهل بيته وهم علي وفاطمة والحسن والحسين , وقد عمدت الكثير من الروايات الى أظهار أهل البيت وكأنهم أناس ليس لهم منزلة تختلف عن بقية المسلمين فلا فضيلة لهم ولا سابقة ثم كرسوا مفهوم من أخطر المفاهيم التي أنطلت على عامة الناس ألا وهو : ” أن كل الناس هم الى زوال والى فناء حتى النبي وقد مات النبي محمد فلا يجوز تعظيم أحد ولايجوز ألاعتزاز بأحد سوى الله ؟ وهي طريقة ماكرة يراد منها تصفية ذكر أهل البيت عليهم السلام حتى يخلو لهم الجو فلا ينافسهم أحد في السلطة وأتخذت هذه الدعوى المراحل التالية:-
أ- لا ذكر ألا للله فقط ؟
ب- ومن يموت فقد مات وأمره الى الله فلا يجوز أن تحترم ذكراه ولايجوز أن يكون لمرقده أي أعتبار ووضعوا لذلك روايات مدسوسة موضوعة وأصبحت هي التي يعمل بها في الديار المقدسة مثل مكة والمدينة ولذلك نجد حشد الجنود وألاتباع من ما يسمى بالمطوعة لمنعم المسلمين من ألاقتراب من مرقد رسول الله “ص” وجعلوا ذلك شركا , في حين نجد أنهم في نفس الوقت يعظمون ملوكهم في السلطة بما يتناقض مع ما يقولون , وبما لاينسجم مع العقيدة ألاسلامية التي وضعت شروطا للحاكم وللمحكوم يتساوى فيها الجميع , على أن هذا الذي فرضوه على أتباعهم ويريدون أن يعمموه على المسلمين وعلى كل الناس هو خلاف الفطرة البشرية ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ”
ت- وهم يحرمون البكاء على الميت بطريقة فيها من التعنت والتطرف ما لاينسجم مع الوجدان البشري , فهم يمنعون زيارة القبور ويحرمونها بما لم ينزل به قرأن ولا سنة نبوية شريفة ؟ يقول الشاعر :-
لولا الحياء لهاجني أستعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار ؟
وقد كانت السيدة عائشة أم المؤمنين تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ؟
3- ومن ألاساليب التي مارسوها هو قيامهم بتصوير أيام العشرة ألاولى من محرم الحرام على أنها مناسبة للفرح وألاستبشار وذلك لكي ينسوا الناس فجيعة أحداث كربلاء التي أستشهد فيها ألامام الحسين وما جر ذلك من أستنكار عارم في نفوس المسلمين بعد أن عرفوا حقيقة ألامر , ومن تلك الوسائل هي ألادعاءات التالية :-
أ- زعموا أن الله تاب على أدم في هذه ألايام من محرم , والصحيح أن الله تاب على أدم في ذي الحجة ؟
ب- وزعموا باطلا أن الله أخرج يونس من بطن الحوت , والصحيح أن الله أخرج يونس من جوف الحوت في ذي القعدة ؟
ت- وزعموا أنه اليوم الذي أستوت فيه سفينة نوح على الجودي , والصحيح أنها أستوت في العاشر من ذي الحجة
ث- وزعموا أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى عليه السلام , والصحيح أن الله تعالى فلق البحر لموسى في ربيع ألاول ؟
ولقد ذكرت هذه الوقائع في مصدرين هما :-
1- عبد الله بن عباس : الذي قال لقيت ألامام علي في ذي قار فقرأ علي كتابا بأملاء الرسول “ص” يتحدث فيه عن قتل الحسين في شط الفرات ؟
2- عن عبد الله بن عمر ” رض” قال : سمعت من رسول الله ” ص” : يقول : أن أبني هذا ويقصد الحسين يقتل بشط الفرات ؟
3- عن جبلة المكية عن ميثم التمار : قالت : سمعت ميثما يقول : والله لتقتل هذه ألائمة أبن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه , وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة , وأن ذلك لكائن , قد سبق في علم الله وأخبره الى رسوله “ص” الذي أملاه على علي بن أبي طالب عليه السلام – مفاتيح الجنان – ص390-
ومن هنا نجد اليوم بعض المسلمين عن غفلة وعدم دراية يعتبرون أيام العشرة من محرم وكأنها أيام عيد وبركة لما عرفوه خطأ عن الروايات الكاذبة التي حشرت في الكتب التي تقدم اليوم للمسلمين ولاسيما أيام الحج في كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة , ويلاحظ أن أتباع الوهابية يحرصون على أستغلال حجاج بيت الله الحرام فيقومون بتوزيع كتيبات محمد بن عبد الوهاب على الحجاج والمعتمرين وتلك الكتيبات تضج بالروايات الموضوعة في تحريم زيارة القبور وتحريم تعظيم الشخصيات ألاسلامية المجاهدة : مثل علي بن أبي طالب وأهل بيته وأصحابه مثل : أبي ذر الصحابي الجليل وسلمان الفارسي الذي قال فيه رسول الله “ص” سلمان منا أهل البيت ومثل : المقداد , وعمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله “ص” : تقتله الفئة الباغية ؟
وهذا التناقض في فهم المسلمين لآيام محرم الحرام , فمنهم من يعتبرها أيام حزن ومصيبة جرت ليس على أهل بيت النبوة فقط وأنما على ألاسلام ومفاهيمه , وعلى المسلمين الذين عرفوا الخط الصحيح فألتزموا به , ومنهم من يعتبرها أيام أعياد وبهجة وهو خلاف الواقع لآن الروايات التي قدمت لهم هي موضوعة وغير صحيحة , ولبعد الزمان وتراكم ألاحداث , أصبح التلاقي على الحق يحتاج الى عقول سليمة وقلوب نابضة بالمحبة وليس بالكراهية , وهذا ألامر ليس مستحيلا , ولكنه يواجه صعوبات لعل من أبرزها وجود السلطة الزمنية غير الحاكمة بمنهج الله الذي فيه سعادة البشرية , وتعاقب السلطة الزمنية خلال المراحل التالية :-
1- السلطة ألاموية التي شرعت للبدعة وألانحراف من خلال تعمد كتابة الرواية المدسوسة منذ سنة 92- 124 – هجرية
2- السلطة العباسية والتي أستمر فيها كتابة الرواية المدسوسة منذ سنة -152- هجرية الى سنة -258- هجرية
3- السلطنة العثمانية التي كانت واقع حال لما بعد السلطة العباسية التي سقطت عام 656 هجرية ؟
4- أنظمة الحكم كواقع حال لخسارة المسلمين بعد سقوط السلطنة العثمانية وأحتلال بلاد المسلمين من قبل الجيوش الغربية ؟
والسلطة الزمنية هي كل سلطة لم تحكم بما أنزل الله قال تعالى ” وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك فأن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وأن كثيرا من الناس لفاسقون – المائدة – 49- وقال تعالى ” أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون – المائدة – 50-
والسلطة الزمنية أشتهرت بعدائها لثورة ألامام الحسين لما في تلك الثورة من قابلية ليقظة المسلمين ومعرفة فساد ألانظمة , وثورة ألامام الحسين كحدث واقع في وعاء الزمن المخطط بصورة ربانية لايمكن أنكارها , وبما أن الزمن في قاموس السماء هو : السنة , والشهور , وألايام , والساعات , لذلك كانت العشرة من محرم الحرام هي الغالبة على بقية أيام الشهر الحرام , وكان اليوم العاشر الذي أستشهد فيه ألامام الحسين هو اليوم الذي أختصر الملحمة الجهادية بأسمه فعرف بالعاشوراء لشهرته وغلبته على باقي أيام الشهر , ومن هنا ظهرت ملحمة الزمان والمكان ” عاشوراء هو الزمان , وكربلاء هي المكان ” ولآننا عرفنا عدة الشهور وأهميتها كوعاء زمني يحتضن الفعل ألانساني من خلال القرأن الكريم خطاب السماء لآهل ألارض , ولآننا عرفنا المكان كربلاء , من خلال مانزل به جبرئيل على رسول الله “ص” حاملا له شيئا من التربة التي يستشهد فيها الحسين , ثم لآننا عرفنا قيمة الولاية وشخوصها وألامامة وأهميتها ” قال أني جاعلك للناس أما ما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” ومن هنا أكتملت لدينا عناصر ألاطروحة : ألانسان القائد : النبي ثم ألامام ” الزمان كوعاء للفعل فكانت : أيام الجهاد , أيام الصوم , أيام الحج , ويوم عاشوراء هو من سلالة ألايام الخادة : بدر الكبرى , أحد , الخندق , فتح خيبر , اليرموك , الجمل , النهروان , صفين , وقد أستجمع عاشوراء كل خصائص الجهاد الزمانية والمكانية وشخص القائد الذي أصبح رمزا لآنه أنتصر لتعظيم شعائر الله ” ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب ” من هنا فأن القلوب التي تهفوا لعاشوراء أنما تستجمع الوجد والوجدان بعيدا عن الحالات النفسية المتطرفة التي يتكلم عنها البعض بلسان الدراسات الوضعية المادية التي لاتعرف الروح وتأثيرها في عالم ألاشياء والموجودات , فأحياء ذكرى عاشوراء هو عمل حضاري ينتصر للعقل والعقل ينتصر للسماء , والسماء مظلة الخير والبركة التي يحتاجها الجميع , أما الشوائب التي طرأت على هذه المناسبة التي تنتسب لشعائر الله مثل : التطبير بالقامة وضرب الزنجيل فهي طارئة غير مقبولة ومرفوضة بكل حيثياتها ومظاهرها , والذين يحاولون الغمز من شعيرة عاشوراء بحجة هذه الشوائب فاتهم أن النبي “ص” هو أول من أشار الى رفض هذه المظاهر وأعتبرها من الغلو , وأن ألائمة ألاطهار من علي بن أبي طالب الى ألامام الحسن العسكري هم من حاربوا الغلوا وطردوا وعاقبوا أصحابه , ثم سيكون ألامام المهدي المنتظر هو القائد المطبق لسنة رسول الله والقرأن الكريم في أخر الزمان بعد أن كثر ألافتراق والفرقة وكثرت دعوات التطرف والغلو ولعل النهج الوهابي للقاعدة وما جلبته من تشويه وأشمئزاز يتعدى بأضراره كل أنواع الشوائب والغلو الذي ظهر تاريخيا سواء في بعض ممارسات عاشوراء أو في غيره من المناسبا ت والتي نرى ونسمع الكثير من المنابر والفضائيات تصمت على جرائم الوهابية وتجعل نصب أعينها بعض الشوائب التي تجري في عاشوراء والتي رفضها وحرمها أهل البيت وعلماء مدرسة أهل البيت قبل غيرهم ؟
أن مناسبة عاشوراء لازالت مناخا جاذبا ومناسبا للشباب الذين تحاصرهم فراغات قاتلة فتقودهم الى فرق البريكية والمثلية الجنسية التي يدعون لها بين الذكور وألاناث والتي تحول المجتمع الى قطيع من ألانعام بل أضل , وشوائب عاشوراء لها فلتر أما هذه ألانماط من السلوك الهابط فليس لها فلاتر وقد أفسدت وأهلكت من كانوا قبلنا بصاعقة من السماء أو بخسف في ألارض أو بريح عاتية , أو بطوفان يهلك من عليها ؟