20 ديسمبر، 2024 4:53 م

عاشوراء وأستباحة الحق ألآلهي بالتضليل ألآعلامي‎

عاشوراء وأستباحة الحق ألآلهي بالتضليل ألآعلامي‎

مواكبة عاشورائية : اليوم العاشر : هو يوم من أيام الزمان غريب فيه أستشهد ألآمام الحسين سبط رسول الله “ص” ومعه أصحابه وثلة من أهل بيته ؟ يوم وقف فيه أثنان وسبعون رجلا في ساحة الوغى وفي الخيام نساء وأطفال هم الكوكبة التي برزت الى مضاجعها في تحد لم يكن له نظير عبر تاريخ المواجهات الطويلة بين الحق والباطل ؟ يحاصر هذه الكوكبة ألآلوف مؤلفة من جند يزيد بن معاوية ومساعديه أبن زياد وعمر بن سعد , في مثل هذا اليوم في العاشر من محرم الحرام توقفت المروءة في نفوس متعطشة للآنتقام من المطالبين بالحق ألآلهي الذي أراد لهذه ألآمة أن تكون خيرة أمة أخرجت للناس : تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر , وألآمة في ألآصطلاح القرأني لاتعني كل الناس كما قد يتوهم البعض , ولا تعني كثير من الناس , أنها تعني الجماعة , ولا يشترط في هذه الجماعة أن تكون كبيرة أيضا , فالذين كانوا يسقون الماء على البئر أيام موسى النبي عليه السلام ومر عليهم النبي موسى أعتبرهم القرأن ” أمة من الناس ” ولتقريب المعنى بناء على ذلك كان أهل البيت عليهم السلام الذين يشكلون العترة النبوية “أمة ” وكان الحسين وأصحابه وأهل بيته يشكلون ” أمة ” مثلما كان النبي أبراهيم عليه السلام يشكل ” أمة ” فألآمة ” مفهوم ” وليس عددا , وهذا ما لايفهمه الكثير من الناس لذلك يستغرب البعض قائلا : كيف يقول الله تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس , وهذه ألآمة ألآسلامية فيها من المنحرفين ومن الفاسدين ومن المنافقين الكثير الكثير , وهي أمة أصبحت عاجزة لاترد عن نفسها صائلا ولا غازيا ولا محاربا , وبلغ بها الضعف والتخلف أن أصبحت تعيش كلا وعيلة على ألآخرين ؟ وأصحاب هذا الكلام وهذا التساؤل يجهلون معنى ألآمة , لآنهم لم يعودوا يعرفوا معنى ” ألآصطفاء ” في منهج السماء ولم يعودوا يعرفوا معنى ” الذرية الصالحة ” والحسين منها , ولم يعودوا يعرفوا معنى ” العصمة ” ولا معنى ” ألآمامة ” التي أنكرها أبن تيمية حتى أصبح شيخ ألآسلام والمسلمين نتيجة العمل على توظيف الروايات المختلقة التي تقول زورا وبهتانا لتفسد عقائد المسلمين من أتباع الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق , فقد زعموا أن يوم العاشر من محرم هو اليوم الذي تاب الله فيه على أدم , وأنما في الحقيقة تاب الله على أدم في شهر ذي الحجة ؟ وزعموا أنه اليوم الذي أخرج الله فيه النبي يونس من بطن الحوت ؟ والصحيح أن أخراج النبي يونس من بطن الحوت كان في شهر ذي القعدة ؟ وزعموا أنه اليوم الذي أستوت فيه سفينة نبي الله نوح على الجودي ؟ والصحيح أن سفينة نوح أستوت على جبل الجودي في العاشر من ذي الحجة ؟ وزعموا أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى ؟ والصحيح أن ذلك حدث في شهر ربيع ألآول ؟ والغرض من وراء تحريف تاريخ تلك ألآحداث المباركة وجعلها كلها في يوم العاشر من محرم الحرام وهو يوم أستشهاد ألآمام الحسين وأصحابه وبعض أهل بيته وسبي ألآخرين من أهل بيته في عمل تجاوز كل حدود المروءة وألآخلاق وشكل صدمة للعقل وللضمير وتحد صارخ للقيم , فحتى يمحو ا أثر ذلك شغلوا الناس بتواريخ مزورة ليجعلوا من يوم العاشر من محرم الذي وضعوا فيه كل تلك ألآحداث المهمة عقائديا في تفكير المسلمين حتى يعتبروها عيدا وفرحا في محاولة  لدفع الحزن والشعور بألالم نتيجة ماجرى لآبن بنت رسول الله “ص” ألآمام الحسين من تجاوز لحرماته وتعد بلغ حد العبث والتمثيل بجسده الطاهر وحمل رأسه الشريف ورؤوس الشهداء من أصحابه على الرماح وطافوا بها من الكوفة الى الشام بعنوان خوارج على الخلافة ؟ ففي اليوم العاشر من محرم الحرام نحن أمام عملية تزوير للتاريخ جعلت الكثير من المسلمين يعتبرونه عيدا يلبسون فيه أحلى الثياب وتبادلون التهاني ويصومون هذا اليوم بدعوى تحقق أحداث مقدسة في هذا اليوم حتى تنسى قضية ألآمام الحسين وحركته ألآصلاحية ” لم أخرج أشرا ولا بطرا , ولكن خرجت طلب ألآصلاح في أمة جدي ” فنحن في العاشر من محرم الحرام نواجه حربا ثقافية وأشكالا معرفيا أجتاح ألآمة ألآسلامية بسبب ألآنقلاب على العقب الذي أخبر عنه القرأن الكريم وهو صاحب أطروحة ” وأن عدتم عدنا ” وصاحب خطاب ” ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ” والقرأن هو أول بيان بلاغي يفرق بين كلمة ” يعلمون ” وكلمة ” يشعرون ” كما جاء في سورة البقرة المباركة , فالفساد يحتاج الى من يشعر به , ونحن اليوم في العراق نواجه من لايشعرون بالفساد وهم فاسدون ؟ والسفاهة يحتاج من يعلمها , وفي المسلمين دب فساد عظيم بعد ألآنقلاب على العقب وقتل ألآمام الحسين مظلوما وهناك من لايشعر بخطورة ذلك وفي العراق فساد يستجمع مافي الدنيا من فساد وأحزاب السلطة لاتشعر بذلك وتحاول تمويها المشاركة في مراسم عاشوراء بطريقة مسرحيات عادل أمام , وهم من يخالفوا ألآمام العادل ؟ وفي العالم سفاهة تقودها أمريكا فيتحرك لها سفهاء العرب من السعوديين والخليجيين وهم لايعلمون أنهم سفهاء , ولذلك ستظل الدماء الزكية من يوم واقعة الطف الى تدافع مشعر منى هذا العام الذي راح ضحيته مايزيد على ألآلفين من الشهداء وأكثر من ذلك الجرحى في عمل كيدي مفتعل يقف وراءه الحقد الدفين على الشيعة , والذي أصبح يشكل عند حكام السعودية وقطر وألآمارات والبحرين عقدة أسمها أيران , وأيران وسورية والعراق مطلوب رأسها من قبل سفهاء الآعراب بسبب تشيعها , ومطلوب رأسها من قبل أمريكا بسبب تهديدها لآمن أسرائيل , فالقتل اليوم هو القتل الثقافي وماتقوم به قناة الجزيرة بحجة فك الصندوق ألآسود لحزب الدعوة هذه ألآيام حتى تلفت أنظار الناس عما يجري في المنطقة من تعاطي مع عصابات داعش يجعلها فزاعة لمن لايطيع أمريكا , وعملية ما يسمى بتحرير رهائن من داعش بألآنزال ألآمريكي الذي لم تعلم به حكومة العراق , أنما هو تمويه لنقل عشرين داعشيا الى داخل أمريكا ضمن صفقة لايعرفها سفهاء السياسة وجهالها عندنا ؟ وعملية أرجاع أحد أتباع بول بريمر وهو المدعو ” عماد الخرسان ” الى العراق , ليكون أمينا عاما لمجلس الوزراء من أجل خطوة أخرى يعلن عنها في حينها ؟ كل ذلك أستغفالا وأستهبالا وتجحيشا لمن في الحكومة ولآحزاب السلطة الذين يلعقون فتات موائد الفساد والسفاهة , وهي الموائد التي رفضها ألآمام الحسين عليه السلام ” مثلي لايبايع يزيد شارب الخمر فاسق لايعرف غير الجواري واللهو مع الحيوانات ؟ محنتنا في عاشوراء محنة مع السفاهة من الذين يريدون أن يكونوا كلابا لفاطمة بنت محمد وفاطم بريئة من هذه السفاهات , ومحنتنا مع الفساد والجهالة التي تبيع دم الحسين بالمناصب وألآمتيازات الشخصية والعائلية , ومحنتنا معرفية تمتد بأمتداد تاريخ البشرية مابعد أدم حيث سجل أنقلاب قابيل على أخيه هابيل صلحا مع أبليس وكل الشياطين الذين جمعوا أتباعهم لقتل الحسين وأصحابه وأهل بيته في عملية ثأر معكوسة لقتلى قليب بدر من مشركي مكة وكفار قريش الذين شاركت ملائكة الرحمن في قتلهم وهزيمتهم ومن يشارك ملائكة الرحمن هو المنتصر حتما ونحن في أحيائنا لمراسم عاشوراء الحسين أنما نشارك جنود السماوات وألآرض التي سيكون لها يوما مشهودا كما قال تعالى ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألآرض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” وقد ترجم ذلك ألآمام علي عليه السلام عندما قال :” والله لتعطفن علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ” هذا هو يوم عاشوراء يوم للآختبار المعرفي , وقد فاز من عرف حق الولاية ؟ –

أحدث المقالات

أحدث المقالات