تتجلى كل معاني الشرف والمقاومة في ايام عاشوراء لاستذكار انقى واعظم تحدي لمحاربة الظالمين والفاسدين لذلك تعتبر تلك الايام بمثابة صرخة تهشم رؤوس كل الفاسدين في مشارق ومغارب الارض مهما كان حجمهم وقوتهم , لقد وضع الامام الحسين عليه السلام سلم النجاح وعودَ امته للخروج على الطغاة والفاسدين للمال العام بإروع صور المقاومة والتحدي حينما قال مثلي لايباع مثله ليسد الباب ويغلق المحاورة انها صرخة المصلحين بوجه عتاد الظالمين , لماذا لانستثمر سبل منهاج الامام ونتحدى الظلم وننطلق للمقاومة بتشخيص وهجر السارقين للمال العام ولو بإشارة بالبنان كأبسط ملامحم التحدي في بلد يحمل راية الجهاد وفيه ضريح سيد المقاومة في العالم الامام الحسين عليه السلام والذي كان منطلق وملاذ لكل الثائرين في العالم والتاريخ شاهد على ذلك , لماذا لايكون عاشوراء هذا العام هو نبض المقاومة الشريفة ونغير اساليبنا كمتداد لتاريخ سنين طوت علينا دون ان نستثمر ايام التحدي ونحولها الى بناء واصلاح مناهج اصبحت دخيلة علينا من قوى خارجة هدفها تشويه معالم الثورة الحسينية , لماذا لاتكون منابرنا هدفها تشخيص مكامن الخطأ وحث الناس على الالتزام بالطرق الصحيحة مهما كلف ذلك وشمولية لمحتوى العلوم وتهذيب النفس كما فعلها عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور الوائلي , وهوأول من قام بتهذيب الحزن والبكاء وحوله إلى أسلوب حديث في الوعي السياسي والفكري , وكيف وان الامام الحسين عليه السلام قال كلمته الشهيرة هل من ناصر ينصرنا وهو بذلك لايريد مدد من الرجال وسيوف تنقذه من الشهادة التي كرمه الله بها وانما كانت رسالة فيها عنفوان لقيمة الانسان ان لايركن بمجالس السلاطين وان يتمسك بكل حيثيات الدين من الصدق والامانة وأن يحتفظ بقدر عالي من عزة النفس ولايختلف الامر من الالتزام بمواعيد الصلاة والمحافظة على العفة ومجانبة الجلوس مع الظالمين والابتعاد عن البخل والجبن , فكانت صيحات الامام الحسين في ايام عاشوراء لم تنقل عبر وسائل الاعلام ولم تحضر فضائية ومراسلين ليشهدوا الاحداث ولم تضل الطريق لتنطوي عليها غبار النسيان فكان كل شيىء مدون في السماء بأمر الله حتى وصلت الينا كاملة , ايام عاشوراء بعظهم يعتبرها احزان وويلات ومصائب ودموع نعم انها هكذا كوصف ولكن العبره منها علمت الامة كيف الوصول الى طريق الحرية والتخلص من الاستعباد والجهاد امام الحاكم الجائر بأقصر الطرق واقل الدماء , في أغلب دول العالم انشأت ساحات التحرير ومعظمها خالية من رموز المقاومة مجرد مكان عام او ميدان للتعبير عن الكلمة الحرة والاضطهاد و كانت عاملا اساسيا في حث الناس للانطلاق والتعبير عن حريتهم والتحدي وشهدت انتفاضات عديدة , فكيف بنا ونحن اكرمنا الله برمز المقاومة والتحدي وهو قبر الامام الحسين عليه السلام والذي يعتبر المنار والثائر الاول وخير ذلك بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام انطلقت الكثير من الثورات وهي نبراس وجذوة يقتبس منها الثائرون معاني التضحية والفداء ولا اريد ان ادخل بتفاصيل الثورات والتاريخ زاخر باستذكارهن واغنت المكتبة العربية تفاصيل وحوداث مهمة كثورة المدينة وهي ثورة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة, وثورة التوابين, وثورة المختار, وثورة زيد بن علي, وثورة يحي بن زيد , هل يعقل ان بلدي فيه ضريح الامام علي وولده العباس الثائر والمخلص لاخيه الامام الحسين عليهم السلام وهو من يسرق اموالنا ويهرُب النفط ليمتلك ملايين الدولارات ويعيش شعبنا لاكثر من خمسة عشر عاما في ذل وفقدان للأمن والبطالة وأنتشار الجريمة ,وقد اصاب الدمار مؤسساتنا وتأخرت منظومة التعليم وأستفحال الرشوة بكافة اجهزة الدولة دون استثناء والفاسدين يجوبون بلادي وهنالك جهات تحميهم , وهل يعقل ان بلدي العراق وهو في القرن الواحد والعشرين تتفشى فيه ظاهرة الجهل هذا ما اعلنه الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط، ، أن نسبة الأمية بين الشباب بلغت 8,3% خلال عام 2017 وان نسبة الامية للفئة العمرية بين 15 الى 29 هو 8,3% وان نسبة الذكور منها بلغت 6,5% فيما شكلت نسبة النساء 10,2% , اتمنى ان يكون عاشوراء هذه السنة والسنين القادمة هو ثورة واطاحة بالفاسدين , وان تكون منابرنا توجيهية وأن نستثمر كل مناسبة توحدنا وتحقق طموحنا في القضاء على كل من اراد ببلدنا سوءاً, مع ان هنالك مساحة كبيرة وملتقى عام لكافة المسلمين هو يوم الاربعين الذي تشهد تجمع يفوق العشرين مليون نستطيع ان نستثمر تلك المناسبة , فان الشعب العراقي من اكثر شعوب العالم نخوة وفيه من الكرم والحماس ويكره الظلم وتواقُ للعدل رغم كل الظروف والتحديات التي حدقت به .