10 أبريل، 2024 9:14 م
Search
Close this search box.

عاشوراء ملحمة … مواجهة الأنحراف بالتضحية

Facebook
Twitter
LinkedIn

عملية صناعة الطاغوت لا تأتي من فراغ أو جزافاً وإنما بسبب مسخية الكثير من الأمعات الذين باعوا ضمائرهم لأجل مصالح دنيوية زائلة يسعون لها ويجدون ضالتهم بها ..أو لأنهم لا يعرفون أي,شيء عن احترام الذات فيسعون جاهدين نحو العبودية لظالم يمارس عليهم ظلمه السادي وهم له شاكرين بذلك ,ثم برحيل الطاغية يرتبون أوراقهم وملفاتهم ويخرجون أقنعتهم الجديدة من أدراج مكاتبهم ليلبسونها مع تغير الشخص المعني بالأمرليقفوا ببابه مقدمين فروض الطاعة والولاء له ولكن بالتزييف وتغيير الحقائق يصنعون له صورة وردية ..عبادة الاوثان أخف وطأة من عبادة الاشخاص ,ذلك ماكان تسعى أليه السلطة الغاشمة في عهد الأمام الحسين (ع) كان هدفها الأول هو تغيير ثقافة الأمة نحو القبول بواقع مرير فرض بقوة السطوة التي طبقت بالحديد والنار ومن يخالفها سيقود بنفسه وأهله للهاوية والهلاك,كان على الأمة ان تقف بوجهها وتعبر عن رفضها لهذه الانحرافات لكن رجالها فضلوا السكوت دون المواجهة حفاظاً على نفوسهم ومكتسباتهم ,يُمتحن الرجال بالمواقف والشدائد عندما تعصف بهم لقد خذل الحسين سادة قريش وهم يعرفون قول الرسول (ص) به (حسين من وأنا من حسين ) وتلك منزلته الكبيرة حظي بها من جده الأعظم ,ورغم كل ذلك خذلوه وتركوه دون ناصراً أومعين له, خاطبهم بعروبتهم بأعتبارها هويتهم ولم يجدي نفعاً قائلاً لهم :{ أن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا الى أحسابكم ان كنتم عرباً كما تزعمون } ماذا نفسر أن جون العبد الاسود المسيحي آمن بقضيته مضحياً بنفسه,لم يرحل ويتركه وحيداً بل طلب منه الأذن بالقتال فقاتل حتى استشهد معه ؟ فالمبادىء والثوابت لا تحدد بهوية ولا انتماء وإنما تحدد بعمق الايمان بالقضية ,كان يخبرهم الإمام فيقول لهم {أيها الناس:أنسبوني من أنا، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي،وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟} لكنهم لم يبالوا لكل ذلك ,ثبت الحسين على خطه ونهجه فترك لنا أرثاً عملاقاً يهذب ويشذب النفوس ليحررها من خوفها وضعفها بأن تكون قوية في مواجهة الطغاة الفاسدين المفسدين لقطع الطريق عليهم لا تركهم يتمادون ليكونوا دائرة لا يمكن اختراقها بسبب سكوتنا عنهم ,فلا قيمة لمعرفتنا بالحسين دون الالتزام به ,كان باستطاعته التنازل أو المساومة أو ترك الأمر يأخذ مايؤول أليه ,رفضه منطلق بأن تحقيق العدالة تحتاج لآاليات متعددة وأهمها عدم مهادنة الظالم والجلوس معه فأن في ذلك عدم أعطاء المبرر والشرعية لما يريده .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب