7 أبريل، 2024 2:57 ص
Search
Close this search box.

عاشوراء بين نجاة موسى وقتل الحسين

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد لفتني تقرير صحفي على إحدى القنوات الإخبارية، تناول احتفال إحدى القبائل المسلمة بيوم عاشوراء، الذي تبدأ الاعداد له منذ الأول من محرم، ليصل إلى ذروته في العاشر منه، يرقصون رجالا ونساء، عجائز وأطفالا، يمارسون طقسهم هذا بشغف واهتمام كبير، اعتقادا منهم، كما صرح أحدهم حين التقاه معد التقرير، قائلا: إنه اليوم الذي نجا فيه موسى من فرعون، وفي أقل تقدير أن عاشوراء، اليوم الذي نجاة فيه النبي موسى عليه السلام من فرعون، قد حدث قبل عاشوراء اليوم الذي استشهد فيه الامام الحسين عليه السلام، بقرابة السبعمائة سنة، فاي فرح هذا الذي يغمر تلك القبيلة، ينسيها الحزن الذي سببه قتل الحسين حفيد نبيها، وسبي عياله.

رجعت إلى القرآن الكريم، أراجع عبارة ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ التي تكررت في وصف حال المؤمنين، اربع عشرة مرة، منها قوله تعالى، في الآيتبن 169 و170 من سورة آل عمران ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾، الذي يفيد منطوقا أن الله سبحانه يخبر الشهداء بأن فرحتهم هذه لن يهدمها خوف أو حزن، وهو يفيد مفهوما أن الخوف والحزن هادم للفرح، وهذا ما يستقرأ أيضا من قوله تعالى في الآية الثلاثين من سورة فصلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾

الحقيقة ان الحزن يهدم الفرح، وهذه مسلمة لا يختلف عليها اثنان، فهو كالغصة التي تذهب بلذة أي طعام، وما حدث في اليوم العاشر من محرم عام 61هـ كان فضيعا، ليس لأن الحسين حفيد رسول الله (ص) من ابنته الوحيدة فاطمة عليها السلام التي أحبها وأبناءها حبا جما، قد قتل، فالقتل قدر العظام الذين يواجهون الطغيان في كل زمان ومكان، ولكنه فضيع لأن قتلة الحسين سبوا عياله، وعياله هم أبناء فاطمة وأحفادها، أي أنهم عيال رسول الله (ص)، لا أظن أن مسلما لا يعتصر قلبه الحزن من جراء هذا الأسر الذي طال عيال رسول الله (ص).

انطلاقا من المنطق والعقل، أرى أن الفرحة بنجاة فرعون من موسى، إذا صحت الرواية، سيهدمها الحزن باستشهاد الحسين وأسر عياله، وإلّا سنكون مثل ذلك الذي وقع في معصية الزنى، فاخبر الشيخ فقال له: استغفر ربك وتب إليه، فرد عليه: ولكن المرأة قد حملت، حينها امتعض الشيخ فقال له: لو عزلت يا بني لما بؤت بالاثمين، الزنا والانجاب سفاحا، فرد عليه: بلغني أن العزل مكروه، مستنكرا قال له الشيخ: بلغك أن العزل مكروه ولم يبلغك أن الزنا حرام، وانا بدوري اسأل هذا المسلم الذي يرقص فرحا يوم عاشوراء، فقد بلغه أن في ذلك اليوم نجا موسى، ألم يبلغك أيضا أن في ذلك اليوم قتل الحسين وسبي عيال نبي الإسلام محمد ص.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب