23 ديسمبر، 2024 2:24 ص

عاشوراء بين نجاة موسى وفقد الحسين

عاشوراء بين نجاة موسى وفقد الحسين

هذا نبي وهذا حفيد نبي ، ونحن نعظّم انبياء الله تعالى -وذرياتهم الطاهرة – جميعا ونؤمن بما أوتي ﴿ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ﴾ ، فعندما قدم النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة وجد اليهود “يصومون عاشوراء” فرحا بنجاة نبيهم موسى عليه السلام ، فقال “نحن أحق وأولى بموسى منكم” فصامه ثم في قابل اضاف اليه التاسع مخالفة لليهود ، او انه قال “صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده” ولما فُرض رمضان صار صوم عاشوراء سنة مستحبة ،
نفهم من هذا ان عاشوراء في الموروث الديني الاممي هو يوم عظيم ، وهو عظيم اولا بمعجزات الله فيه فروى أبو موسى المديني بإسناده عن علي قال: “يوم عاشوراء هو اليوم الذي تيب فيه على قوم يونس” ، ونُقل عن عكرمة انه روى: “هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء” وروي فيه نجاة نوح عليه السلام ، وكثير مما صح ومما ضعف من الاحاديث وما ورد من روايات ، نفهم من عمومها وكما جاء في حديث ابي هريرة ان “يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء؛ فصوموه أنتم”، وظل المسلمون يعظمون هذا اليوم الأغر وما حوله حتى شاء الله تعالى ان يكون اصطفاؤه لسبط النبي الأعظم في هذا اليوم الجليل من ايام الله باستشهاده وكثير ممن معه من اهله وذريته و خلّص صحبه في حدث جلل ومصيبة عظيمة حلّت على المؤمنين لم تشفَ منها الامة الى اليوم ، فهو يوم عظيم ايضا بموقف ابن بنت رسول الله فيه -عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام – والذي خرج داعيا للحق عازما على الاصلاح ، لا أشرا ولا بطرا ، ولو اتيح له وضع دماء اهله ومناصريه لفعل ولكن الله اجتباه اليه ، وبعد ذلك افترق اهل الاغراض من المسلمين ومن يدفعهم من ورائهم من اهل الغل على الاسلام ممن هدّ الاسلام صروحهم الباطلة والقائمة على عبادة الاوثان والنيران والانسان وماغيرها من دون الله الواحد الأحق بالعبادة ،
فكثر القيل ودخلت الفرق الإسلامية في نزاع فكري وربما تصادمي في احيان ، فالذين لم يكن يعنيهم شان الحسين وتركوه وخلوا بينه وبين عدوه وخذلوه ،صاروا “محبين” يدفعون الناس لاتخاذ هذا اليوم لطما وشقا للجيوب ولوما على عامة المسلمين وكأن الحسين كان منهم نسبا والصق الناس بهم حسبا وليس إماما لكافة المسلمين فهُم لا يَصدقون ، والثابت اننا لسنا مامورين باللطم عليه ولسنا خيرا منه ، بل نهينا عن شق الجيوب واقامة المآتم ،أما تعظيم المصاب والاعتبار به واستذكار وقفة صاحب الذكرى ضد الانحراف عن المنهج النبوي الراشدي الصحيح فهذا من طيب الافعال ، وقام اليهم قوم آخرون ممن لم يكن يعنيهم أمر موسى ولا يوم العاشر من نجاته فصاروا ” مبغضين” ليدعوا ان هذا يوم يجب اظهار الفرح والزينة فيه ابتهاجا بغرق فرعون واحياء لسنة ابتدعوها لم يات بها النبي قط ، وانما ارادوها كيدا باولئك وبغضا بعلي -كرّم الله وجهه- ومن كان معه في معركتي الفتنة (الجمل وصفين) ،
وفي هذا “إظهار الفرح” سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال بعد ان حمد الله واثنى عليه : “لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين . لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم . ولا ‏روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ‏لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه ‏الأحاديث على عهد القرون الفاضلة ، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن “من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام” وأمثال ذلك و أن في يوم عاشوراء توبة آدم واستواء سفينة نوح ورد يوسف على يعقوب وإنجاء إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك .ورووا ‏في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ((أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء ‏وسع الله عليه سائر السنة ))
فقال رحمه الله مؤكدا : “ورواية هذا كله كذب” ، ثم أردف “ولكنه معروف ‏من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه , وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل الكوفة” وأهل ‏الكوفة كان فيهم طائفتان : طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت وهم في الباطن إما ملاحدة ‏زنادقة وإما جهال وأصحاب هوى . وطائفة ناصبة تبغض عليا وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ‏ما جرى . وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((سيكون في ثقيف ‏كذاب ومبير )) فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان يظهر موالاة أهل البيت ‏والانتصار لهم وقتل بن زياد أمير العراق الذي جهز السرية التي قتلت الحسين بن علي رضي ‏الله عنهما ثم إنه أظهر الكذب بعد ذلك وادعى النبوة ، وأما المبير ‏فهو الحجاج بن يوسف الثقفي وكان منحرفا عن علي وأصحابه فكان هذا من النواصب ، والأول كان أعظم كذبا وافتراء وإلحادا في الدين فإنه ادعى النبوة ، والثاني كان ‏أعظم عقوبة لمن خرج على سلطانه وانتقاما لمن اتهمه بمعصية أميره عبد الملك بن مروان فطغى وظلم . وكان في ‏الكوفة بين هؤلاء وهؤلاء فتن وقتال فلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء -قتلته ‏الطائفة الظالمة الباغية وأكرم الله الحسين بالشهادة كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته”- برز اتباعهما للتنابز والمكايدة.
ويقول شيخ الاسلام في مقتل احفاد النبي عليه وآله الصلاة والسلام :”أكرم الله الحسين بالشهادة كما أكرم بها ‏حمزة وجعفرا وأباه عليا وغيرهم وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته وأعلى درجته فإنه هو وأخوه ‏الحسن سيدا شباب أهل الجنة والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ‏سئل : أي الناس أشد بلاء فقال : (( الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على ‏حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء ‏بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة )) رواه الترمذي وغيره . فكان الحسن والحسين قد ‏سبق لهما من الله تعالى ما سبق من المنزلة العالية ، فكانت نعمة الله عليهما أن ابتلاهما بما يلحقهما بأهل ‏بيتهما كما ابتلى من كان أفضل منهما فإن عليا بن أبي طالب أفضل منهما وقد قتل شهيدا” . انتهى
وحزن اشراف الأمة ومؤمنوها على المصاب الجلل والحادث الخطير فلسنا امة تقتل الانبياء وقد امتدحنا الله ونجانا من هذا وذم امما قبلنا ، ففرح المبغضون بمقتل الحسين فثارت الفتن بين الناس كما كان مقتل عثمان رضي الله عنه الذي كان أعظم الأسباب الفتن وثانيها من حيث الزمان بعد الردة ‏والذي بسببه “مقتل عثمان” تفرقت الأمة إلى اليوم ولهذا جاء في الحديث ((ثلاث من نجا ‏منهن فقد نجا : موتي وقتل خليفة مضطهد والدجال )) . فكان موت النبي صلى الله عليه وسلم من ‏أعظم الأسباب التي افتتن بها خلق كثير من الناس وارتدوا عن الإسلام فهدى الله الصديق رضي ‏الله عنه الى الصواب “حتى ثبّت الله به الإيمان وأعاد به الأمر إلى ما كان” ثم بعد تولية عثمان حكم بما استطاع فلما قتل رضي الله عنه تفرقت القلوب وعظمت ‏الكروب وظهرت الأشرار وذل الأخيار وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها وعجز عن الخير ‏والصلاح من كان يحب إقامته فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أحق الناس ‏بالخلافة حينيذ وأفضل من بقي ، لكن كانت القلوب متفرقة ونار الفتنة متوقدة فلم تتفق الكلمة ولم ‏تنتظم الجماعة ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير ودخل في الفرقة والفتنة ‏أقوام وكان ما كان إلى أن ظهرت الحرورية المارقة مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم فقاتلوا أمير ‏المؤمنين عليا ومن معه ، فقتلهم بأمر الله ورسوله ،
“وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة المارقة يقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق فكان علي بن أبي ‏طالب ومن معه هم الذين قاتلوهم . فدل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم أدنى إلى الحق من ‏معاوية ومن معه مع إسلام الطائفتين .ثم إن عبد الرحمن بن ملجم من هؤلاء المارقين قتل أمير المؤمنين ‏عليا فصار إلى كرامة الله ورضوانه شهيدا وبايع الصحابة للحسن ابنه فظهرت فضيلته التي أخبر بها ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال : ((إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به ‏بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) فنزل عن الولاية وأصلح الله به بين الطائفتين وكان هذا مما مدحه ‏به النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ودل ذلك على أن الإصلاح بينهما مما يحبه الله ورسوله ‏ويحمدانه.
وفي الجانب الآخر فرح النواصب ومن في قلبه نزعة جاهلية اعمته فراح يدعي وجوب الفرح محتجا بنجاة موسى فابتدع امورا مثل توسيع النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة ‏عن العادة ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، يقول شيخ الإسلام :”فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته وإما من الجهال الذين قابلوا ‏الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة فوضعوا الآثار في شعائر الفرح ‏والسرور يوم عاشوراء كالاختضاب وطبخ الأطعمة الخارجة ‏عن العادة ونحو ذلك” إنتهى كلامه . فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم ‏الأعياد والأفراح “مناصبة وبغضا” وليس فرحا بموسى الذي ما عرفوه. وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح وشق الجيوب وضرب الجباه وبدعا وصلت الى التحول الى كلاب والتطيين والتطبير “هوى وانحرافا” وليس حزنا على الحسين الذي خذلوه ،
وكلا الطائفتين مخطئة خارجة ‏عن السنة فالله تعالى أمر بالعدل والإحسان وقد ‏قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي ‏وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور . فإن ‏كل بدعة ضلالة)) . ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم ‏عاشوراء شيئا من هذه الأمور لا شعائر الحزن والترح ولا شعائر السرور والفرح ، ولو كان النبي – وهو الذي اطلعه الله على بعض مصائر اهل بيته -يريد ان يكون هذا يوم حزن لقال ،ولكنه ما قال فيه الا ((هذا يوم عاشوراء وأنا صائم فيه فمن ‏شاء صام )) وما صح أيضا من فضائل صيامه.
وأما سائر الأمور : ‏مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة او تجديد لباس أو توسيع نفقة أو ‏اشتراء حوائج العام ذلك اليوم أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به أو قصد الذبح أو ادخار لحوم ‏الأضاحي ليطبخ بها الحبوب أو الاغتسال أو التصافح أو التزاور أو زيارة ‏المساجد والمشاهد ونحو ذلك فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ‏خلفاؤه الراشدون ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين لا مالك ولا الثوري ولا الليث بن سعد ولا ‏أبو حنيفة ولا الأوزاعي ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل ولا إسحاق بن راهويه ولا أمثال هؤلاء من ‏أئمة المسلمين وعلماء المسلمين.
وقد لاحظ شيخ الاسلام بثاقب نظره وسلامة عقيدته امرا فقال :
“بعض المتأخرين من أتباع الأئمة كانوا يأمرون ببعض ‏ذلك ويروون في ذلك أحاديث وآثارا ويقولون : إن بعض ذلك صحيح . فهم مخطئون غالطون بلا ‏ريب عند أهل المعرفة بحقائق الأمور . وقد قال حرب الكرماني في مسائله : سئل الامام أحمد بن حنبل عن مثل ذلك من مظاهر الفرح فاجاب :” فلعل الذي قال هذا من أهل البدع الذين ‏يبغضون عليا رضي الله عنه وأصحابه ويريدون أن يقابلوا الرافضة بالكذب ، مقابلة الفاسد بالفاسد والبدعة بالبدعة ‏‏. وأما قول ابن عيينة . فإنه لا حجة فيه” انتهى
ودين الإسلام مبني على عمودين : ألا نعبد إلا الله ‏وأن نعبده بما شرع وليس بالبدع . ولهذا كانت أصول الإسلام تدور على ثلاثة أحاديث : قول النبي ‏صلى الله عليه وسلم (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)) وقوله ((من عمل عملا ‏ليس عليه أمرنا فهو رد )). وقوله ((الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات لا يعلمهن ‏كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي ‏يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ))
وبعد فإن الذي أمر الله به ‏ورسوله في المصيبة – إذا كانت جديدة – إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع . كما قال تعالى : ‏‏﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ‏قال : ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من ‏قطران ودرع من جرب )) . وفي المسند عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم أنه قال : ((ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعا ‏إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها )). وهذا من كرامة الله للمؤمنين فإن مصيبة ‏الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد فينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها كما أمر الله ورسوله ‏ليعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها . وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر والاحتساب ‏عند حدثان العهد بالمصيبة فكيف بها مع طول الزمان.
فكان ما زيّنه الشيطان لأهل الضلال والغي من ‏اتخاذ يوم عاشوراء موعدا لأذى النفس وما يصنعون فيه من الندب والنياحة ورواية الأخبار التي ‏فيها كذب كثير ، اما الصدق فيها فليس فيه الا التعصب وإثارة الشحناء والحرب وإلقاء ‏الفتن بين أهل الإسلام ، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين وكثرة الذنب في الدنيا ‏، وهذه المجاميع الضالة ‏الغاوية شرهم لايقل عن شر الخوارج المارقين. وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (( يقتلون أهل ‏الإسلام ويدعون أهل الأوثان )) . وهؤلاء النواحين المغالين -سواء دروا ام لم يدروا – فانهم يعاونون المشركين واعداء الدين على أهل بيت النبي ‏صلى الله عليه وسلم وأمته كما أعانوا المشركين من التتار على ما فعلوه ببغداد ‏من قبل ،وبأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ولد العباس وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين من القتل ‏والسبي وخراب الديار . وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام ‏‏، و ((إن خير الكلام كلام الله وخير ‏الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) وكل ضلالة -والمراد صاحبها-في النار ،
وعظم الله اجورنا بفقد الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنة و ان الحزن على ابن بنت رسول الله يعتصر القلوب فإظهاره اشفى ، واستذكاره بالسير على منهجه وخلقه اجدى ، وسنّة نبينا -عليه وعلى آله الصلاة والسلام – بالإتّباع أولى ،
والحمد لله رب العالمين.