17 نوفمبر، 2024 6:55 م
Search
Close this search box.

عاشوراء الحسين ….والخطاب الذاتي بين الصدق والنفاق 

عاشوراء الحسين ….والخطاب الذاتي بين الصدق والنفاق 

أن من يختار الحسين منهجاً وفكراً وسلوكاً للإصلاح عليه أن يوحد خطابه الذاتي ويعيش بشخصيةٍ واحدة …شخصية واضحة المعاني والدلالات ,لا يمارس التقمص بعدة شخصيات نراه يتحدث بشيء ونجده يفعل شيء آخر,علينا أن تعامل بشرف الصدق مع المجتمع وكل حسب موقعه وتحمله للمسؤولية المكلف,ما قيمة الحديث عن مآثر الحسين ودمائه وتضحياته وهنالك غش ونفاق في السلوك ومعاملاتنا مع الناس ؟ما فائدة حديثنا عن إيثاره ونحن بخلاء في أبسط مواقفنا نرتقي للصعود على التلِ حتى نتجنب أثارة المشاكل ونشاهد صوت الحق يتوسل بنا لإسعافه ونحن لا نحرك ساكن ؟كان الحسينُ واضحاً في كل خطوة يخطها وهو العارف بحجم النتائج المترتبة على أثر ذلك فالحق له طريق واحد ,وأما الباطل فعناوينه وطرقه متعددة وأقنعته كثيرة ,لم نسمع ونقرأ في كتب التأريخ أننا وجدنا في منهج الحسين أنه كان يقول شيء لأهله وأنصاره ,ومن ثم يقول شيء آخر لذلك المعسكر الذي اختار مقاتلته ,وخير دليل على ذلك بقي فكره يهذب ويشذب أفكار الأحرار ليصقل منهجهم ويوحد رؤاهم نحو جادة الصواب,من يؤمن ويعتقد بالحسين خطاً عليه إعادة خط سير حياته ,فأن أي خلل في علاقته مع المجتمع سيعطي رسالة وانطباع لدى الناس أن هؤلاء اتخذوا من أبا الأحرار جسراً لتحقيق مآربهم الدنيوية فضلاً عن مهادنة للظالم وهو القائل {أني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما } لقد اجتمع معه عبر القارات شخصيات عديدة من مفكرين وقادة وأصحاب رأي عام ضمن مجتمعاتهم التي تختلف معه من حيث الهوية والدين والانتماء ,كان القاسم المشترك بينه وبينهم هو الاستقامة ولا اعني بالاستقامة أن الفرد ليس له علاقة بمظلومية الناس لأتخاذه الحياد فالحياد يقوي الباطل ويضعف الحق ,وصدق الموقف في أن لا يكون الإنسان …
إنسان الازدواجية ويمارسها تحت مسميات مختلفة ليبرر منهجها بحجة الظروف الراهنة الصعبة لتصبح بعد ذلك ثقافة يمارسها تؤدي به للانحلال والقبول بالذلة من الآخر الذي يجد به شخص رخيص الثمن مستعداً لفعل أفعال تقود لطريق الرذيلة ,يفعلها من هو مؤمن بأن هذا السلوك منحرف,علينا أن نشذب ونهذب مواقفنا ونحدد طريقنا في الوقوف مع الحق ,وليس الانضواء تحت لواء الباطل والتردد والتخاذل عن نصرة المظلومين وهو ما يريده طرف الشر الذي أقدم على قتل الحسين بترسيخ ثقافة الظلم في المجتمع ,وأن اختلف الزمان والمكان لأن المبدأ واحد..وللحديث بقية

أحدث المقالات