ها قد اقبل محرم ويدور في خلدي اقتراح ارجو بشدة ان يرى النور. اقتراحي لمن يحرص بشدة على اقامة المجالس الحسينية في ذكرى استشهاد الحسين ويبذل لها الاموال والوقت والجهد الكبير وبسخاء منقطع النظير وقلما يصدر منه في غير هذه الامور.
اقتراحي متواضع وسهل واطرحه بصيغة سؤال وهو كالاتي: لماذا لا تقام المجالس الحسينية في البصرة امام مبنى المحافظة والمجالس المحلية في الاقضية؟
حتى يكون المجلس الحسيني مخصصا للتوعية ولشرح حقوق الناس وواجباتهم وبيان تقصير السلطة وينتهي المجلس بتظاهرة حسينية منضبطة وملتزمة اخلاقيا بأخلاق الحسين الذين حضرت الناس لتأبينه.
وحتى لا يقولوا عن التظاهرات انها من جنوب فرنسا او فيها مندسين او قيادتها بعثية تحت الارض وتحركها سفارات. وفي نفس الوقت لا يقدر اي احد ان كان هذا الواحد من جيش او من شرطة او من غيرهم ان يطلق عليها حتى ولو رصاصة واحدة وان كانت بالهواء، بل حتى ولا يقدر ان يرفع سلاحا بوجه اي مشارك في هذه المجالس والمواكب، لأنه حتما سوف يغدو مثل الشمر او يصبح ابن عم حرملة ويهدر دمه باللحظة.
اعتقد بصدق مخلصا ان هذا الاقتراح لا يخل بالمجلس الحسيني مطلقا ولا يوقف اي من الشعائر التي تؤدى فيه بغض النظر عن رأينا سواء قبلنا بها او رفضناها كلا او بعضا.
بل ان العكس هو الصحيح فنحن نريد من اصحاب المجالس الحسينية ان يقودوا الناس في مطالباتهم الحياتية وغيرها، لأننا نثق بدور المجالس ونعرف قدرتها الكبيرة على استثمار العواطف في القضايا المصيرية ولعل ما حصل في الاستجابة لفتوى الجهاد من ابرز الدلائل.
من يرفض هذه الفكرة او الاقتراح سمه ما شئت، فهل من الممكن له ان يقدم لنا تفسيرا منطقيا ومعقولا؟ لأنه فعلا اصبحنا في حيرة ونريد ان نفهم لماذا يُرْفَضْ اي اقتراح لجعل المواكب والمجالس الحسينية جزءاً من حل المشكلة. وبتنا نشك في دوافع من يقيمها ليس تشكيكا بنواياه ولا باخلاصه فهذا امر لا يخصنا ولا حتى يهمنا، بل بتنا نشك بمقدار الوعي الذي يحمله عن نهضة الحسين الخالدة واهدافها الحقيقية.