23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

عاشت الفروسية لكن مَنْ هم الفرسان؟

عاشت الفروسية لكن مَنْ هم الفرسان؟

عاصفة الإرهاب، رغم جراحاتها ودياجيرها المظلمة، من تفجيرات، وغيابات، وحكايات ضحايا، ومواكب عزاء، يئن لها قلب الزمان، ويتعثر فيها الفاقدون لأحبتهم، بصخور الطائفية والتكفيرية، لكنها أفرزت شجاعة فاقت التصور، فالإنتصار كان للهوية، والإنتماء، والمواطنة، ولن يحتاج العراق الى عنوان، في ديباجته الصامدة، أو شهادة عالمية من أحد، للدلالة على فروسيته الشامخة، فالمرجعية والشعب أثبتا، بأنهما سور البلاد الحصين ضد التطرف، الذي أراد الخراب والفوضى، لعراق تحدى العالم، بتجربته الديمقراطية الفتية.صمت مرجعي أحترمه، أرهب العالم، كان بوصلة الامان لشعب جريح، ناشد الساسة ومكوناتهم، بالتعايش والحوار، بينما الدماء تسجل حضورها في الجوار، همٌ عقائديٌ جمعيٌ، متمثلٌ في رجل واحد، وزعيم نور في وحشة الظلام والإرهاب، بات مخلوقاً مجنحاً بخطبه الفذة، فتتلمس الجماهير الصابرة الحقيقة والعدالة، في سفر دليل ثاقب، يطرح على الملأ بشجاعة وجرأة، تمنت المرجعية أن تتوفر في رئيس الوزراء، الذي أعلن نزيف إصلاحاته، دون معالجة حقيقية، وجذرية، وشاملة تذكر. مخاض حكومة جديدة، وهذه المرة تكنوقراط، وبوثيقة يحتاج إجراؤها وتطبيقها الى سنوات، كما يدعي بعض الساسة، المتفائلين بالعملية الإصلاحية، فيا ترى مَنْ هم فرسان العملية السياسية المرتقبة؟ مع أن الوجوه باقية، وهي مَنْ تتفاوض مع الحكومة، لإقرار كابينتها الوزارية، وبمقدار كم إبتعد رئيس الوزراء، عن المحاصصة الحزبية؟ خاصة عندما تنتشر أخبار الإصرار، على بقاء وزراء حزب الدعوة، وإتحاد القوى العراقية؟ والحقيقة أن الرهان، في ميدان المعركة الحكومية القادمة، صعب للغاية! أمطار المرجعية الدينية، هي التي أنبتت زهور الفداء، والحرية، والجهاد، وليس رعد، وضجيج، وتخرصات الخائبين بساحات الإعتصام، التي جلبت لنا الدمار، وهم أول من تخلف عن الزحف لطردهم، بل ترجلوا من بغالهم الغبية، وطفقوا يخصفون أوراق الذل والعار، في عمان، وإسطنبول، والدوحة، والرياض، أما غيارى الحشد، فهم من حفظوا الأرض والعرض دون مقابل، فعسل الشهادة يتلذذون به، لأنه فوز أخروي، فيه حياة لا تنتهي أبداً، إنهم فرسان أحرار حتى النخاع!فرسان المرجعية يصرخون ثائرين، ضد صعاليك الوهابية، والجاهلية السلفية: هيهات منا الذلة، ويوجهون حديثهم لإخوتهم النازحين، كيف لنا الفرح والحزن والنزوح، متوزع على أرصفة مدنكم؟ فأنتم إخوتنا وأنفسنا، إنه النصر جلَّ ما تنتظره الآن، ولا يهمنا مَنْ تلاعب باوتار الطائفية، فشيمة الفرسان نظمت قواتها نحو التحرير، ولا يشغل عقولهم إلا سحق هؤلاء الشرذام، ومَنْ ساندها يمثلون كهنة معبد آمون، أصحاب العروش والكروش، وفشلهم الذريع في حضرة النبي يوسف (عليه السلام)!الفاسدون يلعبون أدواراً فاشلة، وإنتصارات الحشد المقدس، كانت الرد الوحيد، لحفظ ماء وجه الحكومة، مع تقصيرها وقصورها، عن تلبية متطلبات هذا الجيش الرديف، والسند التليد للقوات الأمنية، ففروسيتهم أحرجت الغرب، وأمريكا بطغيانها، وحاولت بشتى الطرق إعاقة تقدمهم، لكن هؤلاء الحسينيون، يؤثرون طاعة اللئام على مصارع الكرام، وأخيراً تم الحكم على مؤهلاتهم الجهادية، بإستخدامها في ساحات الشرف، فلاحت بشائر الننصر، فالمتربصون والمرجفين يرونه بعيداً، أما نحن فنراه قريباً، ولنعم أجر العاملين.