في العراق فقط ايار 2014 لايختلف عن ايار 2013 وكذلك لايختلف عن ايار 2012 ولن نبالغ أن قلنا أنه لايختلف عن 2011 بل حتى عن ايار 2010 .
الزمن العراقي متوقف كسر حاجز كل المعادلات المنطقية ،العالم يتطور بلا ركود ، نحن العراقيون نتأخر نركض إلى الوراء بدلا ً من أن نركض إلى الامام على العكس تماماً من المنطق، ننشغل بالتأريخ ونفكر كثيرا في احداثه ونعيشها بكل دقائقها وتفاهتها،وننقسم ونتفرق من اجله وقد يبلغ الامر إلى أن يقتل بعضنا الاخر.
لانفكر بالحاضر ولا المستقبل، الماضي هو غايتنا والعيش في دهاليزه مصيرنا، نكرس احقاد التأريخ وبشاعته على شركاء الوطن، يتفنن المتطرفون البائسون بقتل الاخر المختلف وتصفيته بابشع الوسائل والطرق.
المتطرفون ذاتهم يسعون إلى نقل امراضهم الفكرية إلى المجتمع بصورة مدروسة وملموسة ساندهم بذلك جزء ليس بقليل من سياسيي الصدفة الذين يعتاشون على التفرقة وتحطيم المواطنة وانعاش الطائفية بلا قيد .
شعارهم بل دستورهم “يموت الوطن وتعيش الطائفية ” يموت المواطن ويعيش التأريخ ذلك التاريخ المزيف الذي لم نعد نميز بين صدقه وكذبه بين نقائه وتلوثه بين اساطيره وواقعه.
من اجل هولاء ومن اجل التأريخ الذين يكتبونه يبقى الفقر والموت الدائم المصنوع صناعة بشرية هو ضيفنا الدائم .
نختلف على صغائر الامور على الكراسي على المناصب على غنائم الدولة على المصفحات على الرواتب ولانتفق على أن قاتلنا انفتحت شهيته في فرقتنا ووجدها مجالا لتنفيذ مخططاته الاجرامية التي تفتك بنا كل يوم،ساعده على ذلك تحولنا إلى جماعات وفرق،وضاعت بين هذه الجماعات هوية الوطن والمواطن وتوقف الزمن العراقي وبفضلهم بتنا نقسم المناطف إلى سنية وشيعية وبفضلهم بتنا نسأل من نتعرف عليهم عن طائفته وبفضلهم اطفالنا يتناولون مصطلحات طائفية ..عاشت الطائفية ويعش الطائفيون !.