إنتظرنا بضعةَ ايامٍ قلائل كي تهدأ العاصفة التي هبّت من اتجاهين متعاكسين .! , مطمئنّين أنْ لا عاصفة ترابية او سياسية يمكن أن تستمر , ولابدّ أن تصطدم بكوابحٍ ما .!
هنالك تساؤلات شديدة الطرح وأشدّ حرارةً من الحديد والنار : –
A \ سبق وأن حدثت حالات شبه مماثلة وشبه مقاربة لما حدث في كربلاء , وكان ذلك في مواقع الآثار التأريخية في محافظة بابل ” غير المقدسة ” إثر عقد مهرجان موسيقي فنّي بريء ” ولم يجرِ فيه عزف النشيد الوطني ” , وحينها انطلقت موجةٌ متموّجة من الإحتجاجات يوحي عنوانها ” أنّ وكأنَّ الموسيقى تتنافى مع الإسلام ” – ولمْ نعثر في غوغل على نصٍّ يثبت ذلك – , والسؤال هو لماذا لم تجرِ الإستفادة والإتّعاظ ! مما جرى والحؤول دون وقوعه في كربلاء اذا ما كان الساسة المحتجون حريصين فعلياً على ذلك .؟ ولماذا ايضاً تسديد نبال الإتهام على اعضاء مجلس محافظة كربلاء وجعلهم ككبش فداء جرّاء تلك الجريمة الموسيقية ! التي حدثت في الملعب , ولماذا كذلك لم يتصرّفوا سادة وقادة احزاب الإسلام السياسي في كربلاء والمنطقة الخضراء ” استباقياً ” لتفحّص فقرات العرض المموسق في ملعب كربلاء من قبل أن يبدأ حرصاً على عدم حدوث ما حدث في بابل ! وبشكلٍ اضخم ومجسّم .!
B \ بغضّ النظر عن النقد الجماهيري اللاذع والواسع ” عبر السوشيال ميديا والصحافة ” بالضدّ من اعتراض قوى واحزاب اسلام سياسي وخصوصاً من قِبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي < الذي طالبَ بأجراء تحقيق فوري .! حولَ عزف النشيد الوطني العراقي على آلة كمان الآنسة اللبنانية ” جويل سعادة ” بأحترامٍ وكفاءةٍ مهنيةٍ حازت على اعجاب الجمهور داخل وخارج الملعب , وقد شرعوا عشرات الآلاف من العراقيين بمتابعة حساب العازفة اللبنانية على تويتر وسواه من من مواقع التواصل , ولم يدر في خلد اولئك الساسة بأنَّ اندفاعهم في نقد العزف على أنامل الستّ ” جويل سعادة ” إنّما تسبّب بدعاية اعلامية كبيرة لها , وهي لا تحتاجها اصلاً .! وهكذا حجّة الإحتجاج قادت الى ترويج .
C \ لا ريب انَّ ما حدثَ قد حدثْ ” ولا يمكن إعادته الى الوراء .! ” , فما فائدة تلك الإعتراضات الصاخبة وابرازها في وسائل الإعلام ” والتي تسببت بالتندّر لقطاعاتٍ واسعة من الرأي العام العربي البعيد عن هذه المداخلات , وكان بالإمكان التعامل والتعاطي مع الموضوع وخلفياته بعيداً عن اضواء الإعلام والحؤول دون تكراره مستقبلاً اذا ما استلزم الأمر وبغضّ النظر عن الصواب والخطأ وما بينهما .!
منْ زاويةٍ اخرى وخاصّة , فالمهم أنّ الآنسة ” جويل ” قد عادت الى بيروت بسلامٍ وأمان ولمْ يجرِ التعرّض لها بسوءٍ او خطر من ايةِ جماعاتٍ او مجاميعٍ مفترضة .! , وكأنها ارتكبت جريمة العصر .!