17 نوفمبر، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

عار على الجماهير ايقاف عجلة الاصلاح كليا بإنتظار المخلصين – الشعبوي والسلطوي والنخبوي-!

عار على الجماهير ايقاف عجلة الاصلاح كليا بإنتظار المخلصين – الشعبوي والسلطوي والنخبوي-!

الخدعة التي أوهمتنا بأن “أي اصلاح دون كرسي الحكم فاشل كانت سببا في تجميد الخير والاصلاح وايقاف عجلته طويلا ، ولعل من أكبر الخدع التي انطلت على الجميع وطيلة عقود طويلة هي الجلوس على الدكة ، في المنازل ، في المقاهي ، في الكافيهات ، في الحانات ، على الارصفة وقارعة الطرقات ، من دون تحريك ساكن قط بإنتظار هبوب رياح التغيير والاصلاح والفرج القادمة من لا مكان على غير سبق مثال لعلها تقلب الامور رأسا على عقب بجرة قلم – والدنيا ربيع والجو بديع ..قفلي على كل المواضيع – او كما يقول اجدادنا ” كمرة وربيع ” وعلى قول البدوي ” بارودنا عند العجم ورصاصنه هسه يجي !” ، كل هذا الحلم او الهراء يتم من دون الاخذ بالاسباب ولا العمل بسنن النهوض والتدافع والجد والمثابرة وبث الوعي وإيقاد جذوة السعي والسير في مناكبها ولو بحدودها الدنيا الامر الذي تسبب بكل ما نحن فيه من انحطاط وتبعية وانهيار شامل وعلى مختلف الصعد .. بعضهم يسمونها توهما او تمويها بـ – فرج الاصلاح بالحكم والسلطان – فيما اسميها بـ – هرج التقاعس وتسيد الرويبضات والامعات والزعران – وقد تسأل ..لماذا ؟ واقول ، لأن محاولة اسقاط سلطان الماضي العظيم يوم كان يدير امبراطوريه كبرى مترامية الاطراف لاتغيب عنها الشمس تمتد من بغداد الى الصين ، والتسويق لإنزالها على ديكة حالية منتوفة الريش تسمي نفسها جزافا قادة وزعماء ..ديكة مستعبدة ومتصارعة فيما بينها على الدوام يتحلق حولها كما في حلبات المصارعة الرومانية ايام زمان ، او كما في حلبات الملاكمة الان زعماء العالم ضاحكين ، فرحين ، ساخرين ، للخمرة معاقرين ، للغانيات حاضنين ، على من يتقاتل امام انظارهم في حلبة الموت ..مراهنين ، ديكة لاقيمة لها تأريخيا ولا حضاريا ولافكريا جلها متحالفة مع هذا الخارج او ذاك ضد نظرائها واشقائها وجيرانها وابناء عمومتها .. ديكة تحكم -سايكس بيكوات – قطرية هزيلة ومتناحرة ومتفرقة ومتشرذمة تسمى دولا وما هي بدول حقيقية ، تفصلها حدود مصطنعة وخنادق واسلاك شائكة تحيط بها من كل حدب وصوب احاطة السوار بالمعصم حقول الغام واساطيل وجيوش وحاملات طائرات وبنوك وشركات احتكارية امبريالية كبرى تتحكم في اقتصادها وتعليمها وإعلامها وصناعتها وزراعتها وتجارتها وسياستها واحزابها .. ديكة تكالبت على دويلاتها دول كبرى تكالب الاكلة على قصعتها ، فهل يعقل هذا الاسقاط السقيم وتلكم المقارنة المجحفة ما بين الثرى والثريا ؟ نعم حدثني عن طبيعة الحكم والاصلاح في ظل هكذا اوضاع مزرية وكيفية الخلاص والتصحيح في خضمها واليات الخروج من مستنقعاتها لتكون واقعيا ومنطقيا فيما تطرح ، اما ان تقيس النفيس على الخسيس فهذا لايصلح اطلاقا ولا حتى في الخيال ” انت فين والماضي العريق فين يارجل ” ، حدثني عن عملية سياسية هزيلة ضمن واقع اقليمي منهار وواقع دولي مستهتر مطلوب منك ان تصلح فيه وتغير نحو الافضل من دون ان تفسد أو تتغير .. هذا هو المطلوب -اما ان تسقط الماضي التليد والمجيد كله على كيانات ضحلة – واحد يجر طول وواحد عرض – بعضها مهدد بالانقراض وبعضها مهدد بالانشطار مجددا على وفق خارطة برنارد لويس ومخطط جو بايدن التقسيمي وخطة هنري كيسنجر الانفلاقية ؟ فهذا عبث او خداع ..حدثني عن كيفية الاصلاح في ظل هكذا اوضاع مرتبكة حيث الاساطيل والبساطيل والقواعد الاجنبية من ورائكم ، والتفرق والتشرذم وبرك الاصطفافات والمحاصصات والطائفيات والعصبيات الاسنة من امامكم وعن يمينكم وعن شمائلكم حتى تكون واقعيا فيما تقول ومنطقيا فيما تزعم ..واياك ان تنسى نفسك وتغالطها لتشوش على جمهورك متوهما نفسك بانك حامي حمى الماضي والحاضر والمستقبل ، وانت لاتستطيع ان تحرك ومن دون اذن من الخارج – الدولي او الاقليمي – بيدقا واحدا على رقعة الشطرنج المحلية ، حدث العاقل بما لايعقل فإن صدقك فلا عقل له .. !!
ولاشك ان إنتظار الشطر الشعبوي من الاصلاح والتغيير والفرج عبر ظهور مخلص ، منقذ ، مناضل ، قائد ، زعيم -سمه ما شئت – ينبع كعين ماء عذبة من بين صحارى الجماهير القاحلة فكريا، المتصحرة اخلاقيا ،المجدبة معنويا ، المتحجرة وجدانيا ، المقفرة ثقافيا ، القاسية قلبيا ، المتبلدة عاطفيا ، لن يحدث يوما لأنه يتقاطع مع نص القرآن الكريم الذي اشترط تغيير الانفس اولا لإحداث التغيير في الواقع والمحيط ، “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” ،وقوله تعالى ” ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ” ، التغيير الموضعي الذاتي هو الذي يمهد للتغيير الشامل ، اذ ان الجماهير الكسولة ،المتخاذلة ، المخذلة ، المتقاعسة ، المحبطة ، الخاملة التي ادمنت خمولها وعلى طول الخط من جماعة ” قد اسمعت لو ناديت حيا “،وجماعة ” انام ملء جفوني عن شواردها ..ويسهر الخلق جراها ويختصم ” ، وجماعة ” الجود يفقر والاقدام قتال ” من جماعة ” سواء عليهم قدموا أو تأخروا أجىءُ مع الطباخِ ساعة يغرف “، من جماعة ” أبكى لفقدك عند كل غذاء ..ولطيب أكلك عند كل عشاء ” قالها وهو يرثي صديقه المتوفى ويؤبنه حزنا على – الهريسة – لا على صاحبه المتوفى ، من جماعة ” من للهرايس إذا فقدت ..وللثرائد والعصائد ؟!” ، من جماعة الذرائعيين والذرائعيات الاحياء منهم والاموات وجلهم شبه البخيل الذي طرق بابه من يتضور جوعا ذات مساء طالبا منه كسرة خبز ، فقال له البخيل من خلف الباب الموصد بوجهه ” آسف النساء لسنَّ في المنزل ..الله ينطيك بالعراقي ..أو يعطيك العافية بالاردني ..” فرد عليه الجائع ” إني أسالك رغيف خبز اقيم به أودي واطرد به جوعي ، ولا اسألك عروسا !!” هذه الذرائعية المقتية والتي تشابه ذريعة البخيل اياه – النساء لسن في المنزل – هي ذاتها التي يتذرع بها من جمدوا كل اعمال الخير والبر والتراحم والاصلاح الجماهيري وركنوه جانبا واصابوه بمقتل بزعم شحذ الطاقات ، وشحن الهمم كلها ، والتقيف الجماهيري فقط لتحين وانتهاز الفرص كلها بغية الوصول الى الحكم ومن ثم لنبدأ بعدها المسيرة الاصلاحية الموعودة والموهومة !” لماذا الموهومة جنابك ؟ لأنك لم تعد وحدك في الحكم بعد ان بصمت بالعشرة على الديمقراطية الغربية التي تشترط التبادل السلمي للسلطة وفقا لنتائج الانتخابات ولصناديق الاقتراع – مع انك لاتؤمن بها في ادبياتك مطلقا سواء اكنت يساريا ام يمينيا ، وكلاكما يؤمن ايمانا راسخا بالحكومات الشمولية والمركزية وما نزولكما عند الديمقراطية سوى مجاملة للقوى العظمى ، محاباة لها ، خوفا منها ، طمعا بما عندها ، بما يمثل تنازلا ونزولا فيما بعد على كل املاءاتها واوامرها ونواهيها وكلها ضد الاصلاح بدءا من الاخلاق والشرف والضمير والنزاهة وليس انتهاءا بسرقة واحتكار والاستيلاء على خيرات وثروات البلد والشعب واغراقه بالقروض الربوية بعيدة الاجل – وهذه لوحدها تجعلك هدفا لسهام الشك والريبة والطعن في قصائد الاصلاح المنشود بعد الوصول الى الحكم والتي تنظمها صباحا ومساءا …حتى صار انتهاج الديمقراطية عندكم تكتيكا مرحليا ريثما تتبدل الامور لصالح المركزيات والشموليات ولا اقول الشوريات اذا جاز التعبير ، لأن نظام الشورى الرائع صار من الماضي البعيد بنظركم ولم يعد معمولا به في ادبياتكم حتى في صفوف الاحزاب التي تدعيه وتروج له لأن من شأنه ان يغير من قياداتها ويزيحهم من فورهم وفور تطبيقه بحذافيره كما هو وبالتالي فهم يتغنون بالشورى الا انهم لايطبقونها لهذا السبب خشية الازاحة والاحلال لصالح الاكفأ والاصلح والاشجع والاعلم والاحكم والاخلص والافهم والاتقى والاورع …لأن في صفوفك بعض من غايتهم القصوى صارت الحكم لذاته ولم يعد الحكم بالنسبة لهم وسيلة لاغاية للاصلاح ..بل قل لقد صار الاصلاح نفسه عند بعضهم وفي حال تطبيقه بين فينة واخرى – عثرة بدفرة – وسيلة بهدف إبهار الجماهير المتطلعة اليه مؤقتا كذر رماد في العيون ما يدفعها الى صناديق الاقتراع وهي منومة مغناطيسيا ظنا منها بأنك مصلح بصنيعك – الانتخابي – ذاك ” يعني تبلطي كم شارع عام مشاهد وتترك ازقة الفقراء هملا ..تسويلي كم رصيف منظور وتترك البيوت الايلة للسقوط في الداخل .. تصبغلي كم جدار مدرسة بما يمكن رؤيته والتقاط الصور الدعائية له واذا اوديك الى مرافقها الصحية اخليك تزوع يومين من دون توقف كل ذلك على امل اعادة تدويرك وإنتخابك مجددا ومازلت تتحدث عن الاصلاح السلطوي .. لأن بعض من يتزعمك يأبى ان يغادر زعامة تيارك ، رئاسة كتلتك ، قيادة تحالفك ، امانة حزبك الا وهو محمول على الاكتاف او بعد اصابته بالزهايمر والباركنسون في درجاتها النهائية بما لايصلح معها للزعامة بوجود – الحاجتين – تحته ” ، فهل تريد اقناعي بأن هذا اللاصق على كرسي الامانة والزعامة والقيادة والادارة العامة سيفسح المجال لاحقا ويتنازل عن رواتبه ومخصصاته وميزاته ومواكبه وحماياته وقصوره وعقاراته وعن الكرسي بعيد وصوله الى الحكم ، هل سيرضى بإزاحة من يمثله وينوب عنه ولو اتهم بالفساد والطائفية ..مؤكد لن تفعل قط – لك هو اذا ادارة شعبة او قسم وفي اية دائر حكومية – ما تنطيها – تريد تقنعني بانك ستسلم ادارة البلد بعد وصولك الى الحكم فيما بعد نزولا عند رغبة الجماهير او العمل على التبادل السلمي للسلطة من دون تزوير الانتخابات والعبث بصناديق الاقتراع وتغيير النتائج واثارة النعرات والفتن ؟!!” …فتراهم يبررون فشلهم وخمودهم بشتى الذرائع ، كسالى خاملون حالمون، للشكوى مدمنون ، للتغيير والاصلاح الجذري لظهورهم ورؤوسهم يديرون ، كل واحد منهم لايفتأ يردد وبضمير الغائب ” كلهم جبناء .ظلوا ساكتين ظلوا ..حيل وابو زايد .؟! ” وينسى الاخ نفسه فيخرجها من معادلة التغيير والاصلاح كليا ملقيا باللائمة على الدوام ككرة طائشة في ملعب الاخرين وكأنه ليس واحدا منهم وخارجا كآسيا سيل وعراقنا وكورك والانترنيت والجيل الرابع عن نطاق الخدمة على الدوام ..كلهم ينتظرون الفرج من لامكان وهم يقبعون في منازلهم، موصدة عليهم ابوابهم ،ولسان حال كل منهم يردد ابيات ابو الشمقمق ” لَيسَ إِغلاقي لِبابي أَنَّ لي فيهِ ما أَخشى عَلَيهِ السَرَقا …وَإِنَّما أَغلَقتُهُ كَيلا يَرى سوءَ حالي مَن يَمُرُّ الطُرُقا ..مَنزِلٌ أَوطِنُهُ الفَقرَ فَلَو دَخَلَ السارِقُ فيهِ ..سُرِقا !!” .

كلهم ينتظر من يقودهم الى الخلاص” وما دروا بأن هذا المخلص الحق – الشعبوي – وفي حال ظهوره جدلا فإنه لن يسمح مطلقا بوجود متقاعس ولا كسول ولا متخاذل ولا مخذل ولا وصولي ولا انتهازي ولافاسد ولا ظالم ولامفسد واحد قط في صفوفه ولا بمعيته لأن هؤلاء هم اس البلاء واساس الفشل عبر العصور حينئذ سيحاربونه بشتى الوسائل والطرق وسيشيعون عليه كل مثلبة ويلصقون به كل نقيصة لتبرير تقاعسهم ونومهم على الفرش في مخادعهم وغيرهم من بقية الامم والشعوب يكدون ويجتهدون ولا يتضجورون لأن من طلب العلا سهر الليالي ، ومن رام وصل الشمس حاك خيوطها ” ..فيما ينتظر الثاني فرجا سلطويا يتمثل بظهور حاكم عادل ، شريف ، انساني ، شجاع ، عابد ، زاهد ،كفوء في هرم السلطة يخرج من بين صفوف الطبقة السياسية الحاكمة هكذا فجأة ومن دون مقدمات كظهور الزهورالمفاجئ من بين شقوق الصخور مع الفارق بطبيعة الحال قائلا ” منو مثلي منو ..اني بحلم لو صحو ” ..هذا الانتظار للمخلصين، الشعبوي والسلطوي والنخبوي ، انتهى بمجتمعاتنا كلها الى ” تجميد كل أوجه الخير والاصلاح والتراحم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحباط كل محاولات التغيير المجتمعي المصحوب مع وقف التنفيذ وتعليق كل الخطايا والاخطاء والتراجع على شماعتيهما ” بزعم عدم جدوى الاصلاح وفاعليته لحين ظهور المخلص الجماهيري الفاعل ، أو المخلص السلطوي والنخبوي العاهل وتسنمه مقاليد الحكم ليبدأ بعدها عملية الاصلاح ..ههههه ..وأي اصلاح هذا وقد خدرتم الجماهير كليا فصارت لاتهش ولاتنش وليس لها ادنى معرفة بكيفية ادارة الازمات ،ولا استثمار الثروات ، ولا توظيف الطاقات ،ولا المحافظة على الكفاءات ، لا تطوير المواهب ولا اكتساب المهارات ، لا تنمية الموارد ولا تعظيم الخبرات، لا النهوض بالمدارس والمستشفيات والجامعات ،ولا الارتقاء بالزراعة والتجارة والمصانع والصناعات، جماهير خامدة وخاملة كليا، في ازمنة الجوع لاتتكافل ، في عصور الانحطاط لاتتعاضد، في وقت الفتن لاتتوحد ،في وقت الغلاء لاتتراحم ، كل من يحكمها – يضحك عليها – ويجلد ظهرها ويسرق خيراتها وينهب ثرواتها ، يسوق شبابها المنتج وهم عماد البلدان وسواعدها القوية تباعا كقطعان الخراف الضالة وتحت أي شعار مزعوم إما الى ” المعتقلات والمشانق والخوازيق ..واما الى الخنادق والمعارك والجبهات ” فكيف بها وقد اقبلت عليها الدنيا بزخرفها مصحوبة بنعيم السلطة الاخاذ بعد ذل العبودية الطويل ، كل ذلك وهم يستشهدون بأثر محترم مع انزاله في غير موضعه والتعامل معه بغير مراده الا وهو ” ان الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ” …ووووالنتيجة هي” تعطيل كل اشكال وصور التراحم والتعاون والعمل الخيري والدعوي والاصلاحي بإنتظار المخلصين …ولن يأتوا مادامت الجماهير لم تغير واقعها ولا نفسها بعد “.
ونتيجة لتأخر الظهورين المخلصين – الشعبوي والسلطوي – صار الكل يشخص ببصره الى سدة الحكم ويحلم بالوصول والوثوب اليه بأية وسيلة وبكل طريقة وان كان لايؤمن بها البتة ” ديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع ، عسكريا من خلال الانقلابات ، ثوريا من خلال السلاح ، احتجاجيا من خلال التظاهرات والاعتصامات والوقفات والعصيان المدني ، ائتلافيا من خلال الاتفاق وقتيا مع قوى سياسية اخرى معارضة تختلف فيما بينها ايدولوجيا اختلافا جذريا وجوهريا ريثما يتم الوصول الى الحكم – ولكل مقام مقال ….مع ان هذا المقام والمقال المؤجل حتى من دون تخطيط مسبق ولا دراسة مجدية لجميع الاحتمالات فيما بعد وعدم وضع الحلول الناجعة لها قبل وقوعها تحت يافطة – كل مشكلة ولها حلال ..و كلشي بوكته حلو ” غالبا ما تنتهي بصراع دام وكسر عظام فور الوصول الى السلطة ، لينتهي بسحق احدهما للاخر واقصائه وتهميشه تماما وليظفر بالحكم لوحده من دون الثاني الذي سيكيل له كل الاتهامات ويزجه في السجون والمعتقلات ،علما ان الظافر هاهنا وبصرف النظر عن عمالته وخيانته ونذالته سيكون هو من اعد العدة مسبقا وخطط لها جيدا اذ سبق له ان توهم الاحداث المستقبلية وتخيلها كلها افتراضيا وخطط لها مرحليا وستراتيجيا عبر توهم وصياغة كل ردود الافعال وقبل وقوعها اساسا فكان النجاح من نصيبه لأنه لم يترك الامور هملا على عواهنها كما صنع غريمه ولم يردد كالببغاء ” كلشي بوكته حلو ” عجيب غريب” اذا كان الفقه الذي بين ايدينا لاسيما الفقه الحنفي وهو من اجل وارقى المذاهب الفقهية له باب طويل وعريض عبارة عن فقه إفتراضي يفترض فيه وقوع مسائل معينة لم تقع بعد في زمكان نقاشها ليصوغ لها احكاما ، اليس الاجدى بمن يروم الحكم ان يفترض ويتوهم ويتخيل كل ما سيحدث مستقبلا وقبل وقوعه مسبقا ..؟!

والنتيجة المؤسفة هي تراجع الجماهير عن الاصلاح وتعليقه على السلطان ، النتيجة هي صعود اناس ومن ثم التفاتهم على الجماهير ،وبعضها عينها على الحكم ايضا لا على الاصلاح الذي تم تجميده طويلا ..الى حد يقول فيه احدهم ” مو مشكلة المسؤول ، الوزير ، الحاكم يبوك وينهب ويسرق وليس له اية علاقة بالاصلاح..المهم انه من طائفتكم وعليكم انتخابه مجددا وان سرق = التعصب الطائفي صار غاية على حساب الاصلاح …يقابله اخر ” مو مشكلة الحاكم يزني امام الشاشة ولمدة نصف الساعة ..المهم طاعته في المنشط والمكره لأنه من طائفتكم = التعصب للطائفة في الحكم ..يقابله اخر ” مو مشكلة ينهب ويسلب ، المهم هو من قوميتك وعليك تأييده مطلقا = التعصب للقومية في الحكم ..” يقابله اخر ” مو مشكلة يشفط ويلفط المهم انه من عشيرتك وعليك تأييده مطلقا = التعصب للعشائرية والقبلية في الحكم ..يقابله اخر ” مو مشكلة يختلس ويرتشي المهم انه من حزبك وعليك تأييده مطلقا = التعصب للتحزب في الحكم ..هذه العصبيات القومية والعشائرية والطائفبة والحزبية في الحكم قد اجهضت فكرة “تجميد الاصلاح وايقافه لغاية الوصول الى الحكم واثبتت فشلها ” ، قد اجهضت المفهوم الخاطئ والناقص في تفسير عبارة ” ان الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ” ..قد اجهضت مفهوم ” اذا حكمنا عدلنا واصلحنا والى الافضل سرنا بشعبنا وغيرنا ” لأنك لست واحدا ياباغي الاصلاح – صادقا كنت ام كاذبا – بل 320 حزبا الان ،كل حزب بما لديهم فرحون ..صراع محموم ولاهوادة فيه على المقاعد والموازنات والدرجات الخاصة والمحافظات والمناصب والحقائب ولو مات الشعب من الجوع يتقاتلون ..جلهم الا ما رحم ربك لبلد الجنسية الثانية والولاء الثاني والجواز الثاني والاقامة الثانية والدعم الثاني تابعون …كلهم في قصور من سبقهم قابعون ولمن خلفهم لامحالة سيتركون ويهجرون مصداقا لقول تعالى ” كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين ، كذلك وأورثناها قوما آخرين ” وبالتالي فإن تجميد الاصلاح المجتمعي لحين ظهور – المنقذ – شعبويا ..او وصول وظهور المنقذ – سلطويا – قد اوقف عجلة الخير كله وتسبب في تراجعه وانحساره وفي كل مناحي الحياة الى الحد الذي صرت فيه تلتفت الى الجماهير مطالبا اياها بالاصلاح فتقول لك ” اهم شي الحكم ..مو مشكلة زراعة وصناعة وتجارة وسياحة ماكو ، كهرباء ماكو ، خدمات ماكو ، علاج ماكو ، شغل ماكو ، مو مشكلة ماء ماكو ..مو مشكلة دواء ماكو ، مو مشكلة تربية وتعليم ماكو ..مو مشكلة مستقبل ماكو ..اخلاق ماكو ..اهم شيء هو أن من يمثلنا طائفيا ، عرقيا ، سياسيا ، عشائريا قد صار الحاكم والسلطان – وزغردي يا انشراح فهذا الفجر قد بان ولاح – وليكن بعدنا مصحوبا بالزلزال والمجاعات والاوبئة والبركان كل من التسونامي والطوفان …وقد حان الوقت لتغيير تلكم الاسطوانة المشروخة التي أكل الزمان عليها وشرب وقبل فوات الأوان ! اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات