عندما اجتمع قسم من جوقة المحاصصة التي خنقت العراق الى مائدة لا ادري ما شكلها .. مستديرة .. مربعة .. معينية .. مكعبة ..المهم ليس نوعها .. بل الاهم هو الحصص التي رسمت في دهاليز المكاتب والمقرات المغتصبة واحيانا في البيوت .. استنشقت تلك العناصر رائحة اخلاص ازكم انوفها .. اذ انها معتادة على روائح السحت والتزوير وازدواج الجنسية والفساد الاداري والمالي والعلاقة مع السكرتيرات في مكاتبهم او في نوادي لبنان او تركيا وقطر والامارات .. اي بمعنى اي فرد يعزف خارج الحان هذة الجوقة سيكون لحنه نشاز يصك آذانهم .. وخاصة اذا كان مخلصا . فاقترحت تلك الجوقة تقليص الوزارات العراقية او دمجها استجابة لمطاليب المتظاهرين في حينها او مظاهرات هم افتعلوها لابعاد المخلصين عن ادارة الدولة .. فكان ان فرطوا بوزارة التراث والحضارة والتي تحكي تاريخ العراق وجذوره الموغلة في القدم ، الا وهي وزارة السياحة والاثار .. ومن ثم اعفاء وزيرها السيد عادل فهد الشرشاب ، الذي يعد من مشايخ الناصرية الذين يفتقدون اذا غابوا ويبجلون اذا حضروا و الذي حصد اصوات متقدمة في مدينته خلال الانتخابات من جراء حب اهل المدينة وحبه لمدينته وشعبها .. حيث استبشر اهل الناصرية خيرا ان اصبح من ابنائها وزيرا .. ولكن لم تدم الفرحة ، اذ سرعان ما استبعدوه وهمشوا وزارته وكانت خيبتنا كبيرة .. وتكشف امامنا كذب المسؤولين الذين جاءت بهم تضحيات اهالي الناصرية للسلطة من خلال كل الدماء التي ارخصوها ، والسجون والمعتقلات التي رزحو في زنازينها سنين طوال وبالتالي يستاثر بالمناصب فلان وعلان الذي اغلبهم من الذين جاءت بهم الصدفة وبدعم من احزابهم ومن ثم تهميش ابناء الناصرية من اي منصب وزاري .. من حقي ان اسال اولائك البعض .. هل نسيتم ام تناسيتم ما وفرته لكم اهوار الناصرية من غطاء .. وابناء الاهوار من دعم وكم احرقت في سبيلكم من بيوت وكم رحلت عوائل تتصقط عيشها في وسط العراق بعد ان شحت عليهم لقمة العيش في جنوبه من جرائكم ، لاننا تعاطفنا معكم فجففت الاهوار وهلك الحرث والنسل ونفقت الحيوانات .. وكانت وعودكم تجعل اهل الناصرية يعومون في بحر من عسل مصفى .. .. اذن اين الوفاء واين الوعود واين الاماني التي سمعها ابناء الناصرية .. اهي تلك القبة في بطن الهور ذات التنفيذ السيء والتي هي الان ايلة للصقوط ام الجوع والحرمان والبطالة التي يرزح تحتها ابناء الناصرية ام افواج الارامل واليتامى في سبيلكم .. اين الوفاء .. ولكن السيد عادل الشرشاب ذلك الكادر والخبرة المهدورة .. ابدا لا يضيرة ما حصل له بل سكت صابرا محتسبا ولسان حاله يقول .. اذن اين الاسلام والادعاء بالتدين .. اين الوفاء .. ونحن نقول لماذا التفريط بالمخلصين .. هل هم نشاز في وسطكم او يغردون خارج سربكم الذي رفضه العراقيون .. وعندا نتحدث عن الامانة والوفاء .. حقا ان فاقد الشيء لا يعطيه . والحمد لله رب العالمين