16 أبريل، 2024 4:26 ص
Search
Close this search box.

عادل عبد المهدي .. هل سيحدث الفارق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بداية لا نريد ان نفرط في التفاؤل ولا نريد ان يصيبنا اليأس فلا يأس مع رحمة الله في موضوع تسمية عادل عبد المهدي رئيساً لمجلس الوزراء لهذه الدورة فالرجل دوّن ملاحظاته على الاداء الوزاري العقيم سابقاً وكتب مقالاته معبراً عن اراءه في كيفية اصلاح الاوضاع السيئة التي يعيشها البلد وهي في النهاية مجرد نظريات لا تجد ربما صدى حقيقي لها على ارض الواقع ذلك ان التنظير ليس بالضرورة ان يقدم حلولاً لمشاكل الواقع وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها السياسي العراقي الحديث على ميدان الديمقراطية والواجبات والحقوق للانسان في ظلها لذلك شبعنا من التنظير والوعود والكلام الفارغ الذي لا يستند الى دلائل واقعية وكما يتداول العامة ( چاي وجكارة وچذب ) وهذا لعمري لم يعد ينطلي على العراقيين الذين اغنتهم تجارب الماضي والحاضر وهم بانتظار افعال لا اقوال ووعود.

رغم خلفياته الايديولوجية المتنوعة والتي اعتبرها مصدر غنى ثر ونضج لشخصية الانسان يتم على مراحل فأن عادل عبد المهدي قادر على المناورة كونه فاهم ومستوعب للخلفيات السياسية للاحزاب الثابتة والدائمية والاحزاب الانتخابية الموسمية ومتطلباتها والتي للاسف الشديد ما زالت بعيدة عن استيعاب التغيير السياسي في العراق بعد عام ٢٠٠٣ وشطّت بعيداً عن تطلعات وآمال جمهورها سوى من رغباتها البائسة في منصب هنا وامتياز هناك، وكذلك استيعابه للمفاهيم والنظريات الاقتصادية وحركة المال ودورة الانتاج فالرجل اقتصادي واكاديمي وربما كان ينقصه عملية صنع القرار سابقاً والتي اصبحت بيده في هذه الدورة.

ملفات الامن والخدمات ومكافحة الفساد ملفات جداً مهمة وتعاني الكثير من السوء والاهمال وبالتالي تحتاج الى وقفة جادة ومصيرية هذه المرة لانها تمس صميم حياة المواطن العراقي فلا عمل بلا امن ولا استثمار بلا استقرار امني حقيقي يتمتع الناس فيه بالسلامة والطمأنينة وتحفظ ارواحهم ورقابهم ودمائهم واموالهم من استهتار العصابات الخارجة على القانون والجريمة المنظمة ومن ثم الخدمات والبنى التحتية التي هي الارضية لكل بناء وازدهار وهذا الملف كبير ومتفرع ومتنوع ويحتاج اموال وجهود وزمن يمتد الى اكثر من عقد من السنين ولكن ان نجح عادل عبد المهدي في وضع لبناته الاساسية واحرز ما نسبته ١٠٪؜ في دورته بخصوصه فسيعتبر انجاز كبير يحسب له. الفساد واليات مكافحته ما زالت معطلة كون ان الحيتان الكبيرة والرؤوس الكبيرة هي المتهمة اساساً وهي اسماء تعد كبيرة في الفضاء السياسي العراقي وبالتالي فلا اعتقد ان عادل عبد المهدي سيتمكن من فرض كلمته في النهاية والتقرب منه لانه استنزاف للوقت والجهود لا طائل منه حالياً وسيدخله في مماحكات وصراعات ومناكفات مع الكثيرين ولا اعتقد انه سيفعلها بل ستستمر المجاملات وغض النظر عنه.

العراقيون اليوم سأموا الاداء التقليدي للحكومات السابقة واخذوا يبحثون عن رؤية الاختلاف والفارق عن كل ما سبق ، يريدون احداث نقلة نوعية في كل مجال يريدون ان يروا فكراً مختلفاً ومنهجاً جديداً وتحسن نوعي وملموس على اداء الوزارات في ادارة الدولة لا يريدوا تكرار للتجارب السابقة والتي استنزفت المال والوقت والفرص، لا يريدوا ان يروا وزيرا خلف المكتب باناقته وعطره الفواح تاركاً مهماته للوكلاء ولا مدير عام ينتظر الفرص لعقد الصفقات وتحصيل العمولات ولا موظف كسول متسكع ينتظر الايفاد او يبتز المواطن من اجل رشوة دون ان يقوم باستحقاقه الوظيفي ولا يريدوا ان يروا توظيف سيء للشهادات والكفاءات لملء الفراغ وتكديس الافراد، الدولة راعية صحيح لكن ليست باب للمحسنين بل يجب ان تكون منتجة وفي نفس الوقت افرادها حريصون على المال العام.

فهل سيتمكن عادل عبد المهدي من احداث الفارق وتغيير البوصلة في الوضع العراقي السيء ؟

نسأل الله له التوفيق والسداد انه سميع مجيب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب