كتبت مقالا قبل قرابة أسبوعين، كان عنوانه (لو كان عبد المهدي سنياً)، نشر في عدة مواقع عراقية وعربية، لم اروج لجهة معينة ولم أبخس حق جهة أخرى، ولكني؛ قدمت شكري الجزيل وامتناني لكل من قرأ مقالي.
من خلال متابعتي للتعليقات التي وردت على مقالي آنذاك، وجدت عدة اراء، اشكر من نقل لي رأيه الصريح وان كان مبغضاً، واشكر من دس سموم فكره بتعليق ممنهج، واشكر من قال بحقي كلام لا يصدر الا من جهلاء العقول، وشكري الجزيل لمن وصفني بأوصاف لا تليق كوني انتمى لطائفة معينة، وعبرت عن رأيي للطرفين بما يمليه عليَ ضميري، وكل شكري وامتناني لكل من قرأ المقال ونصحني بما يجب قوله وفعله.
عندما نقول (أهل مكة أدرى بشعابها)، فيجب ان نعي ما تعنيه هذه الحكمة، فهي مبدأ وليست مجرد جملة عابرة، على كل من يؤمن بها، ان يكون مدركاً لما تحمله من جوانب سلبية وإيجابية، ان كان ينوي العمل وفق ما نصت عليه، وهذا كان مبدأ تكليفي في مقالي آنذاك، فقد وضحت مساوئ إدارة القوى السنية، بكل أعضاءها ونوابها وقادتها، لملفات تتعلق بحياة أبناء جلدتهم في المحافظات السنية التي ننتمي لها، واشدت بدور الكتل الشيعية والتي تسعى دوماً لأنصاف أبناء محافظاتهم، وان يكن ذلك على حساب الاخرين!
لم يكن حديثي عن المحافظات الشيعية منفرداً، بل ذكرت ما أصاب محافظاتنا السنية من أزمات، بسبب قادتنا وزعمائنا، الا ان المتتبعين ركزوا على ذكري لوزير النفط عادل عبد المهدي، ومنجزه في ذلك الوقت، في المحافظات المنتجة للنفط، ونقلوا بغضهم للرجل، بكلام بذيء موجه لي، أحدهم قال: إنك لم تقم بزيارة البصرة، ولا وجود للخير كما ذكرت، ولم نر منجز لعبد المهدي فيها! بعكس ما يقوله واقع اهالي البصرة قبل عدة ايام، حيث قدموا شكرهم للوزير على مساهمته في توفير فرص عمل كثيرة لهم، ضمن شركة نفط الجنوب، بعد توبيخه لكادرها الذي أهمل طلبات أهالي البصرة، واوصاهم بالإعلان عن وجود فرص عمل في المنشآت النفطية بالمحافظة، ومنح تعويضات مالية مجزية لأصحاب المساحات الزراعية التي استثمرت لصالح المنشاة النفطية المستحدثة.
وانتبهت على تعليق شخص اخر، قال: الكاتب تافه، ويكتب للذين لا يقرأون ولا يكتبون ولا يسمعون! فأي خير تتمتع به ذي قار سوى الفقر والجهل؟! ولكن؛ من وصفني بالتافه، هو أبرز من قال عنهم (لا يقرأون ولا يكتبون ولا يسمعون)، فالإنباء تفيد بأن وزارة النفط وجهت الكوادر المختصة بأنشاء شركة نفط ذي قار، للعمل وفق نظام (الشفتين) الصباحي والمسائي، بعد ان يباشرون بالعمل، فهل هذا الامر سيعود بالخير الوفير على أهالي الموصل ام أهالي ذي قار؟
لم يكن عادل عبد المهدي سوى مثال، لما يتبعه ساسة الشيعة في خدمة محافظاتهم، على حساب المحافظات الأخرى، ولكن؛ بعد ان واجهت الكثير من السب والشتم، والآراء القبيحة مقابل رأيي الصريح، واشادتي بدور ساستهم، والمفارقة الكلامية في عنوان مقالي آنذاك، اخذت على عاتقي متابعة الكتابة حول ما ينجزه ساسة الشيعة لمحافظاتهم، وعلى رأسهم عبد المهدي، بسلبياتهم وايجابياتهم، لأني وجدت كره الشيعة لساستهم، يفوق كره السنة للمالكي!