نقلت وسائل الإعلام عن السومرية نيوز تصريحا للنائب حميد بافي عن التحالف الكردستاني , أنّ اجتماعا عقد مساء الثلاثاء 20/5/2014 في أربيل ضمّ رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي , لتشكيل جبهة مناهضة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومنعه من الوصول للولاية الثالثة , واضاف إنّ المرحلة المقبلة ستشهد انضمام كتلتي متّحدون والأحرار إلى الجبهة لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النوّاب , والاجتماع المذكور هو استكمالا لزيارات سابقة قام بها كل من عادل عبد المهدي وأحمد الجلبي وأياد علاوي , لأربيل منذ مطلع آذار الماضي من أجل إعادة تحالف أربيل المناهض لنوري المالكي وبث الروح فيه من جديد , وحينها تمّ تأجيل إعلان هذا التحالف المناهض لحين إجراء الانتخابات البرلمانية وإعلان نتائجها , وكما جاء على لسان النائب حميد بافي , إنّ الهدف من تشكيل هذه الجبهة المناهضة , هو منع رئيس الوزراء نوري المالكي من الوصول للولاية الثالثة .
ويرى كل من مسعود بارزاني وأسامة النجيفي وأياد علاوي , في اندفاع قادة المجلس الأعلى في عدائهم المعلن والمخفي لرئيس الوزراء نوري المالكي , فرصة قد توّفرّت لهم على طبق من ذهب للانتقام والنيل من نوري المالكي الذي وقف كالسّد أمام طموحاتهم ومطالبهم اللادستورية , فمسعود يرى في هذه الجبهة المناهضة فرصة تاريخية لتحقيق ما كان يحلم به ويصبو إليه في إنشاء الوطن الكردي في شمال العراق , والسيطرة على إنتاج نفط إقليم كردستان وتصديره بعيدا عن المركز في بغداد , هو ابسط ثمن يمكن أن يقدّم إليه مقابل انضمامه لهذه الجبهة المناهضة , وكذا الحال بالنسبة لاياد علاوي وعادل عبد المهدي وأحمد الجلبي الذين أنزووا في دائرة النسيان بسبب هيمنة نوري المالكي على القرار السياسي في العراق , فكل واحد من هؤلاء يغّني على ليلاه التي حرمهم منها نوري المالكي .
والملفت في كل هذه التحركات , النشاط غير الاعتيادي للسيد عادل عبد المهدي الطامح بقوة لمنصب رئاسة الوزراء , فالرجل مستعد لتلبية كل ما يطلب منه من أجل الوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء , حتى لو كان ذلك على حساب الموافقة على سيطرة حكومة الإقليم على إنتاج وتصدير نفط الأقليم بعيدا عن المركز في بغداد , والتنازل عن كركوك وخانقين وباقي المناطق المتنازع عليها , خصوصا إنّ رئيس المجلس عمار الحكيم ومعظم قيادات المجلس الأعلى ترى أنّ كركوك محافظة كردية يجب أن تلحق بخارطة كردستان .
لكنّ السيد عبد المهدي نسى أنّ الإنجاز الذي حققه السيد نوري المالكي في هذه الانتخابات , لا يمكن تجاوزه بهذه السهولة , فالذي ينافس بخمس وتسعين مقعدا , غير الذي ينافس بتسع وعشرين مقعدا , وتحقيق الكتلة الأكثر عددا هي الأقرب لتحالف لتحالف دولة القانون والقوى المتحالفة معه , منه إلى جبهة أربيل المناهضة , ومن المؤكد أنّ مساحة المناورة التي يملكها نوري المالكي لتشكيل حكومته الثالثة , هي أوسع بكثير من المساحة التي يتحرك بها خصومه في جبهة أربيل المناهضة , فمنصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النوّاب كافية لإغراء كل الكتل في المشاركة بحكومة الأغلبية السياسية , وهذا السيناريو هو الأقرب للمنطق والواقع الفعلي على الأرض , وتبقى أحلام السيد عادل عبد المهدي هي المستحيل بعينه , وكما يقال حلم أبليس بالجنّة , ولهذا أقول للسيد عادل عبد المهدي .. لن تكون بديلا عن نوري المالكي حتى لو اجتمعت كل شياطين الجن والأنس .