23 ديسمبر، 2024 2:34 م

عادل عبد المهدي .. لن تكون بديلا للمالكي حتى لو اجتمعت كل شياطين الجن والأنس

عادل عبد المهدي .. لن تكون بديلا للمالكي حتى لو اجتمعت كل شياطين الجن والأنس

نقلت وسائل الإعلام عن السومرية نيوز تصريحا للنائب حميد بافي عن التحالف الكردستاني , أنّ اجتماعا عقد مساء الثلاثاء 20/5/2014 في أربيل ضمّ رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي , لتشكيل جبهة مناهضة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومنعه من الوصول للولاية الثالثة , واضاف إنّ المرحلة المقبلة ستشهد انضمام كتلتي متّحدون  والأحرار إلى الجبهة لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النوّاب , والاجتماع المذكور هو استكمالا لزيارات سابقة قام بها كل من عادل عبد المهدي وأحمد الجلبي وأياد علاوي , لأربيل منذ مطلع آذار الماضي من أجل إعادة تحالف أربيل المناهض لنوري المالكي وبث الروح فيه من جديد , وحينها تمّ تأجيل إعلان هذا التحالف المناهض لحين إجراء الانتخابات البرلمانية وإعلان نتائجها , وكما جاء على لسان النائب حميد بافي , إنّ الهدف من تشكيل هذه الجبهة المناهضة , هو منع رئيس الوزراء نوري المالكي من الوصول للولاية الثالثة .

ويرى كل من مسعود بارزاني وأسامة النجيفي وأياد علاوي , في اندفاع قادة المجلس الأعلى في عدائهم المعلن والمخفي لرئيس الوزراء نوري المالكي , فرصة قد توّفرّت لهم على طبق من ذهب للانتقام والنيل من نوري المالكي الذي وقف كالسّد أمام طموحاتهم ومطالبهم اللادستورية , فمسعود يرى في هذه الجبهة المناهضة فرصة تاريخية لتحقيق ما كان يحلم به ويصبو إليه في إنشاء الوطن الكردي في شمال العراق , والسيطرة على إنتاج نفط إقليم كردستان وتصديره بعيدا عن المركز في بغداد , هو ابسط ثمن يمكن أن يقدّم إليه مقابل انضمامه لهذه الجبهة المناهضة , وكذا الحال بالنسبة لاياد علاوي وعادل عبد المهدي وأحمد الجلبي الذين أنزووا في دائرة النسيان بسبب هيمنة نوري المالكي على القرار السياسي في العراق , فكل واحد من هؤلاء يغّني على ليلاه التي حرمهم منها نوري المالكي .

والملفت في كل هذه التحركات , النشاط غير الاعتيادي للسيد عادل عبد المهدي الطامح بقوة لمنصب رئاسة الوزراء , فالرجل مستعد لتلبية كل ما يطلب منه من أجل الوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء , حتى لو كان ذلك على حساب الموافقة على سيطرة حكومة الإقليم على إنتاج وتصدير نفط الأقليم بعيدا عن المركز في بغداد , والتنازل عن كركوك وخانقين وباقي المناطق المتنازع عليها , خصوصا إنّ رئيس المجلس عمار الحكيم ومعظم قيادات المجلس الأعلى ترى أنّ كركوك محافظة كردية يجب أن تلحق بخارطة كردستان .

لكنّ السيد عبد المهدي نسى أنّ الإنجاز الذي حققه السيد نوري المالكي في هذه الانتخابات , لا يمكن تجاوزه بهذه السهولة , فالذي ينافس بخمس وتسعين مقعدا , غير الذي ينافس بتسع وعشرين مقعدا , وتحقيق الكتلة الأكثر عددا هي الأقرب لتحالف لتحالف دولة القانون والقوى المتحالفة معه , منه إلى جبهة أربيل المناهضة , ومن المؤكد أنّ مساحة المناورة التي يملكها نوري المالكي لتشكيل حكومته الثالثة , هي أوسع بكثير من المساحة التي يتحرك بها خصومه في جبهة أربيل المناهضة , فمنصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النوّاب كافية لإغراء كل الكتل في المشاركة بحكومة الأغلبية السياسية , وهذا السيناريو هو الأقرب للمنطق والواقع  الفعلي على الأرض , وتبقى أحلام السيد عادل عبد المهدي هي المستحيل بعينه , وكما يقال حلم أبليس بالجنّة , ولهذا أقول للسيد عادل عبد المهدي .. لن تكون بديلا عن نوري المالكي حتى لو اجتمعت كل شياطين الجن والأنس .