24 نوفمبر، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

عادل عبد المهدي رمز لثقافة المجتمع العراقي المشوهة

عادل عبد المهدي رمز لثقافة المجتمع العراقي المشوهة

الشخصية العراقية تكونت وتجسدت فيها حضارات اكثر من سبعة الاف سنة وعلى يدها بدا التقدم البشري في جميع المجالات واول شاهد على ذلك مسلة حامورابي كاول قانون ودستور انساني ينظم المجتمع . وطبعا الملكات الوراثية تنتقل بالجينات من جيل الى جيل لذلك ترى العراقي متميز بالذكاء الفطري والنباهة وان كان اميا و حتى الاطفال بعمر اقل من عشر سنوات تراهم وكانهم رجال بفطنتهم ووعيهم مهما كانوا فقيري الحال . وكانت ثقافة الانسان العراقي قبل الاف السنين خليط من الثقافة الدينية الغيبية المتاتية من عبادة الالهة المتعددة والثقافة الدنيوية المتراكمة نتيجة تجارب واقعية من واقع حياته ومعيشته اليومية. وباعتبار عقيدتهم الدينية لا تحتاج الى ان تكون ثقافة جمعية تفرض على المجتمع باعتبار كل فرد له صنمه الخاص به لذلك كانوا يعيشون بالفة ووئام . وعندما اعتنقوا الديانة المسيحية تقدموا بدرجة اكبر لانهم اعتنقوها عن قناعة لان المسيح نشر دينه بالاقناع والموعظة الحسنة المبنية على كونه المثل الاعلى والعبرة للاقتداء به كرمز للقيم السماوية والاخلاقية والانسانية العالية. وعندما جاء الاسلام تغيرت المفاهيم وثقافة المجتمع بموجب العقيدة الجديدة التي كرست الوحدانية باعتبار الله لا يقبل غير الاسلام دينا وعلى المؤمن ان يجاهد في سبيل الله وان يكون وكيلا للله في ارضه لالغاء الاخر المختلف ولو بالقوة والعنف . وباعتبار ان الشريعة الاسلامية تنظم الحياة الدينية والدنيوية وهي صالحة لكل زمان ومكان. ولاكثر من اربعة قرون عاش العراقيون تحت نير الاحتلال العثماني الذي ادعى الخلافة الاسلامية وكانت فترة مظلمة وظالمة في تاريخ العراق وثقافته بتربيتها الخاطئة المتخلفة الفاسدة للمجتمع . والاسوا منها تربية حكم البعث والثقافة المشوهة التي كرسها لعقود طويلة باسم الحرية والاشتراكية والوحدة التي تنكر لها و لم يعمل بها ولم يعمل كحزب سياسي بل كعصابة ومافيا وانما عمل على تكريس ثقافة الغاء الاخر والانتهازية والمصلحة الشخصية التي جسدتها العهود الغابرة المظلمة . وقام بحملة ايمانية لخداع الناس وتكريس تخلفهم .وبعد سقوط نظام البعث سار العراق الجديد على نفس اساس الفساد الذي اسس له حكم البعث لعقود وكانه لم يسقط وكان العراق الجديد ليس جديدا بل امتدادا لحكم البعث بكل ممارساته ووريث له بشكل السلطة والجاه كغنيمة يتنافس عليها المتنافسون لنهب خيرات العراق واستغلال النفوذ للمصلحة الشخصية والفئوية وخداع الناس باسم الديمقرطية الشكلية . وتشجيع وتكريس الطائفية والمذهبية والعشائرية والمناطقية على مبدا فرق تسد. والشعب العراقي المعروف بثوريته وانه لا ينام على ضيم تحمل كل هذا الجور والظلم لعقود بسبب اولا شعوره بالياس والاحباط لدى اغتيال ثورته الباسلة ثورة 14 تموز 1958 من قبل عصابة البعث والقومجية وقوى الردة والاقطاع والمرجعيات الدينية بمساعدة الامريكان والامبريالية العالمية اي كل القوى التي تحكم العراق اليوم. وثانيا بسبب ترويضه من قبل عصابة حكم البعث لقبول الفساد بكل اشكاله لعقود. وثالثا بسبب الخوف من البديل الاسواء وهو رجوع البعث المتحالف مع الارهاب باستغلال التخندق الطائفي والمقاومة ضد المحتل. والدليل عندما قامت المحافظات الغربية بالتظاهر والاعتصام لقام معهم كل الشعب العراقي لو رفعوا شعار ضد الفساد فقط وليس شعارات طائفية وبعثية وارهابية بحجة التهميش ليعزلوا السنة عن بقية الشعب العراقي بتحريض من السعودية وقطر وتركيا. الى ان جلبوا داعش الى العراق. من كل ما تقدم نتج حكومة هزيلة ونظام لادولة مبني على الفساد بكل اشكاله مما يتلاعب به النفوذ الاجنبي لكل دول الجوار وخاصة النفوذ الايراني بالاضافة الى النفوذ الامريكي مع اغلبية صامتة مغلوبة على امرها من الشعب العراقي .والاخطر هو النفوذ الايراني لانه مبني على تصدير الثورة الاسلامية وله مريدين من الميليشيات الشيعية العراقية التي تؤمن بولاية الفقيه لخامنئي وتدعي بمحور المقاومة ضد اسرائيل والامريكان. ولا تتبع مرجعية السستاني وتشكل حكومة داخل الحكومة العراقية وغالبا اقوى من السلطة بدعم ايراني. لذا استمر الشعب العراقي بالياس والاحباط الى ان جاء طوق النجاة من انتفاضة هؤلاء الشباب الابطال الميامين ليسترجعوا اصالة الشعب العراقي وروحه الوطنية الثورية التي جسدتها ثورة 14 تموز المجيدة وليفاجئوا قوى العمالة والفساد بوثبة عارمة زلزلت اركانهم فتخبطوا بغباء بدم الضحايا من شهداء الانتفاضة وجرحاها مما سيادي الى مزيد من الاصرار على كنسهم من الساحة العراقية ومطاولة الثوار بحماس اشد. ان ثورة الشباب العراقي هذه سيخلدها التاريخ لانها انطلاقة مفصلية دشنت واسست لثقافة جديدة للمجتمع العراقي المبنية على حب الوطن المقرون بالعراق اولا واخيرا ولا للطائفية والمذهبية والعشائرية والمناطقية ولا للفساد بكل اشكاله ولا للعمالة والنفوذ الاجنبي. ومبنية على الالفة والتعايش السلمي والمحبة والتكاتف والتازر بين افراد الشعب المصالحة الوطنية صرفت عليها ملايين الدولارات ولم تتحقق فتتحققت على يد هؤلاء الابطال الان . الثوار الميامين استرجعوا ثقافة اصالة الشعب العراقي المستمدة من روحية ثورة 14 تموز المجيدة وقاءدها الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الوطنيين الابرار. ثقافة التفاؤل والامل التي طمسها حكم البعث وورثته من سياسيي الصدفة وحولها الى ثقافة الياس والاحباط والانتهازية وعدم الثقة بالشعب طيلة عقود . الثقافة التي يمثلها عادل عبد المهدي عندما يقول بانه مستعد للاستقالة متى ما اتفقت كتلة سائرون وكتلة الفتح على البديل وكانه موظف لديهم ولا يحسب اي حساب للشعب الذي يرفض كل هذه الكتل والاحزاب ,وعندما يناشد ويطلب من خاطفي القائد العسكري برتبة لواء باطلاق سراحه بان ما يقومون به مخالف للقانون بدلا من استنفار قواته لالقاء القبض على هؤلاء الميليشيات التي تشكل دولة داخل الدولة اللادولة.وبسلطة اقوى من سلطة الحكومة وسلطته وهو مستمر بانتهازيته التي ستكلفه غاليا. وكذلك عندما يصدر بيان باعتبار كل من يحرض على الاضراب ويمنع الطلاب من الدوام ويغلق المدارس يعتبر ارهابي وتطبق عليه المادة 4 ارهاب ولا يعتبر القناصين وقتلة المتظاهرين ارهابيين.وكذلك عندما يقول خلال اجتماعه بالقادة الامنيين يانه متساهل مع المتظاهرين ولا يطبق عليهم قانون التظاهر بعد كل هذه الدماء التي سالت ولا يفقه بانها ليست مظاهرة وانما احتجاجات وثورة شعبية عارمة ستغير البلد من حال مزري الى حال بهيج .وعندما يجمع المتخلفين والمزورين منشيوخ العشائر على طريقة صدام لينقذوه مما هو فيه من ورطة. اقول لعبد المهدي بياناتك وحزمك الاصلاحية فات اوانها انك في واد والشعب في واد اخربثقافتك المشوهة المتخلفة التي لا تامن بالشعب .استقيل واحفظ ما تبقى من ماء وجهك اين ثوريتك التي فجرتها بوجه ثورة 14 تموز وشهيدها عبدالكريم قاسم ؟.فهل جراتك وحماسك الثوري يظهر فقط على الحق وليس على الباطل؟ وكانك تنتظر نتيجة الصراع بين الطرف الثالث هذا وبين الثوار وليس لك الجراة لحسم الموقف. اللوم الاكبروحقدنا المقدس على حكم البعث الذي ربى الشعب على الانتهازية والمصلحة الشخصية وخرب نفوس العراقيين الى ان جعل من الانتهازية والفساد بكل اشكاله مشروعا وعرفا سائدا يتقبله الشعب ولحد الان وكان النظام الحالي امتداد لحكم البعث ووريثه. فاذا لا تريد الاستقالة او الاقالة فعليك فورا باعتقال القناصين وكل الذين استعملوا العنف تجاه المتظاهرين لتحقن الدماء وتهدا النفوس والا تتحمل كامل المسؤولية ودماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدا والحساب عسير .لو جرى 10% مما جرى للعراقيين لاي بلد في العالم لقلب الشعب عاليها سافلها فالشعب العراقي اثبت اصالته الحظارية واخلاقه العاليا ووطنيته اكثر من اي شعب اخر وان كان هناك بضعة مندسيين واصحاب النوايا الخبيثة كالبعثيين او عملاء وجواسيس فهل يعقل ان اكثر من ثلثمائة شهيد واكثر من 16000 جريح هم من المندسين؟ والحكومة هي المسؤولة عن وجود هؤلاء وعن حماية المتظاهرين والقوات الامنية منهم. ولو كانت هناك مؤامرة بعثية امريكية اليس اداءكم المخزي الذي لطف وجه البعث هو السبب لالا يقطع البعث امله باسترجاع حكمه الاسود؟ اوليس من المخزي ان يصرح وزير الدفاع بان الذي يقتل ويغتال ويختطف ويعتقل الناشطين والمتظاهرين هو طرف ثالث ؟ فاين اجراءاتكم ضد الطرف الثالث هذا ؟ واين هيبتكم وهيبة الدولة؟ مظاهرات لبنان المماثلة لم يقتل فيها احد بالرغم من قيام المتظاهرين بقطع الطرق ومنع حتى النواب من الاجتماع في مجلس النواب ولم يجري على الشعب اللبناني ربع ما جرى على الشعب العراقي. لماذا تسترخصون المواطن العراقي كما استرخصه نظام البعث ليكون ارخص انسان في العالم ولحد الان؟ بحيث حتى المجتمع الدولي غير مبالي كما يجب لمحنة قتل العراقيين. الامريكان والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية كل ماسي العراق بالاضافة الى حكام العراق.مطاليب الثوار يجب ان تقتصر الان على اعتقال ومحاكمة القناصين وكل الذين قتلوا وجرحوا المتظاهرين والقوات الامنية واسترجاع الاموال المنهوبة خاصة من قبل حيتان الفساد . وعدم الدعوة لاعدام وسجن الفاسدين لانهم بعشرات الالاف الا من تمرد على استرجاع الاموال المنهوبة. ولان الدولة بنيت على الفساد من قبل البعثيين سابقا والامريكان والحكام الحاليين لاحقا وليست دولة فيها فساد وكل من يشترك فيها لا بد ان يفسد الا ما ندر. وسن وتطبيق قانون (من اين لك هذا )او( كيف حصلت على هذه الاموال والممتلكات انت واقربائك). وحصر السلاح بيد الدولة له الاولوية والا لن تتمكن الحكومة من محاربة الفساد.هذه الاجراءات السريعة هي بادرة حسن نية لكسب ثقة الثواروليس وثيقة الشرف التي وقع عليها الاحزاب الفاسدة لتسويف مطالب الثوار لتفتح الطريق لعراق جديد لا بد منه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات