23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

عادل عبد المهدي بدأ مشواره بالكذب

عادل عبد المهدي بدأ مشواره بالكذب

حاول البعض أن يروج دعائيا بأن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هو رجل المرحلة القادمة، والقادر على أن يخرج العراق من الهاوية القابع فيها منذ أن تسلم حزب الدعوة زمام الحكم في هذا البلد المنكوب، وروج البعض الآخر بأنه خبير في الإقتصاد وحاصل على شهادة الدكتوراة في هذا العلم، بمعنى أن رؤيته الإقتصادية كفيلة بإنهاض العراق من كبوته الإقتصادية، سيما إن العراق مكبل بما يقارب (130) مليار دولار كقروض خارجية، يدفع عنها فوائد حوالي (12) مليار دولار سنويا. وتبين أن الرجل يحمل بكالوريوس علوم تجارية فقط. وزعم البعض بأن عادل عبد المهدي مستقل سياسيا، علما انه كان بعثي ومن الحرس القومي، وإنتقل الى الشيوعية، وإستقر في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الذي تأسس في إيران، ومازال يتمتع بعلاقات ممتازة مع المجلس الذي إنشطر الى تيار الحكمة والمجلس الإسلامي الأعلى، فأهوائه ثابته ولا معنى لإستقالته، لا يمكن أن يتخلى المرء عن أهواء حزب، عمل معه ما يقارب الثلاثين عاما، حتى لو إدعى ذلك .

روج آخرون بأن عادل عبد المهدي لا يجنح الى كفة الأمريكان ولا الى إيران، بل سيتخذ موقف الحياد تجاه الصراع بين البلدين، وتبين زيف ذلك من خلال تصريحه بأنه مع ايران وضد العقوبات الأمريكية على إيران، وان حكومته غير ملزمة بها. وروج البعض بان عادل عبد المهدي زاهد في المنصب، ويحمل إستقالته في جيبه، وتبين إنه مجرد إدعاء فارغ، فبعد أن تحقق حلمه في رئاسة الوزراء، وهو في خريف العمر، ظهر انه متمسك بالمنصب بيديه ورجليه وأسنانه، وهذا ما أعلنه بنفسه، إن  بريق المنصب حرق الإستقالة في جيبه. وروج آخرون بأن عادل عبد المهدي نزيه، وهذا ما لا يمكن أن يعقله عاقل، فقد كان جزءا فاعلا في عملية الفساد الحكومي، وقد شاهدنا البذخ غير المعقول في زواج إبنته وهي تحمل ما يقارب 2 كغم من الذهب! وفي البداية فتح عبد المهدي النافذة الألكترونية لإختيار الوزراء، وتبين انها كذبة سخيفة، ضحك بها على ذقون العراقيين والساذجين الذي تقدموا عبر النافذة كمرشحين.

أعتبر البعض إن عادل عبد المهدي جاء عبر موافقة مرجعية النجف، مع ان مرجعية النجف سبق أن حذرت (المجرب لا يجرب)، وهذا الرجل مجرب، فهل تراجعت المرجعية عن موقفها، ام جرى أمر ما في الدهاليز؟ وهل هذا هو الشجاع الحازم الأمين؟ من جهة أخرى ذكرت الكتلتان الرئيستان الإصلاح والإعمار ان عادل عبد المهدي مرشحهما، وبعد الفشل الذريع في عدم إكتمال الحقائب الوزارية، أخذ كل طرف يُحمِل الآخر مسؤولية الإختيار الفاشل.

شكر عبد المهدي التيارات الشيعية لإطلاقها حرية إختيار وزرائه، وبعدها صرح في البرلمان ان إختيار الوزراء كان من قبل القوائم الفائزة، وإنه تسلم اسماء المرشحين منهم. كما أعلن عادل عبد المهدي بأن ترشيح العميل الإيراني فالح الفياض لوزارة الداخلية لم يكن من عنده، بمعنى على العكس مما قاله هادي العامري بأن ترشيح الفياض كان من قبل عبد المهدي وليس كتلته، وتبين بعدها إصرار عبد المهدي على طرح إسم فالح الفياض مرة أخرى حسب التوجيه الإيراني. البعض روج بأن عادل عبد المهدي مفكر إقتصادي درجة أولى، وهذا مما لم نشهده في توليه وزاررتي المالية والنفط، فقد فشل فيهما، وخلق فتنة سياسية بإعطاء الأكراد 17% من ميزانية العراق، ما تزال المشكلة عالقة. طرح عبد المهدي خطته الوزارية القادمة، وتبين إنها خطة غير واقعية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.

روج البعض إن عادل عبد المهدي غير طائفي، ولكن صورته وهو يرتدي الدشداشة السوداء ويوزع بصينية سندويشات الشاورما على الزوار في مناسبة عاشوراء لم تبرح ذاكرتنا بعد، انه معروف بطائفيته المقيتة، ومعيشته اكثر من ثلاثين عاما في فرنسا لم تهذب أخلاقه، ولم تمحِ طائفيته، حاله حال إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وبهاء الأعرجي وعلي الدباغ وبقية الأمعات الذين تقيأتهم مكبات نفايات الغرب، ونظام الملالي.

في لقائه الإسبوعي مع مجموعه من الإعلاميين المأجورين، والمحسوبين على العملية السياسية الكسيحة، والمدافعين بضراوة عنها، صرح عبد المهدي بأنه ” هناك كلام بأن الرئيس ترامب يأتي لزيارة قاعدة امريكية، هذا خطأ، لا توجد لدينا قواعد امريكية في العراق، هناك فقط قواعد عراقية، فيها يتواجد بعض العسكريين من الأمريكان وغيرهم”.

اولا: لقد تهرب عبد المهدي من الإجابة فيما إذا الرئيس الأمريكي أبلغ الحكومة بزيارته أم لا؟ ويستشف من تهربه من الإجابة بأن الحكومة العراقية لم تُبلغ بزيارة الرئيس ترامب، وما يعزز هذا الرأي قوله إنه لا توجد  قواعد امريكية في العراق، على إعتبار ان الرئيس الأمريكي زار العراق وليس قاعدة أمريكية ليستأذن بدخول العراق، ولكن الطامة الكبرى التي لم يعيها ويفطن اليها رئيس الوزراء، هي ان الرئيس الأمريكي طالما زار العراق، وليس قاعدة لبلاده، فهذا الأمر يستوجب ان تكون زيارته رسمية، وليس بهذه الطريقة التي تمت بدون بروتوكول ومراسم زيارات الرؤساء.

ثانيا: كيف يزعم (توجد قواعد عراقية)، هل القواعد أم المعسكرات هي الكلمة المناسبة لهذا الوضع؟ لم نسمع في العالم كله وجود قاعدة عسكرية تعود للبلد نفسه.

ثالثا: الكذبة الكبرى لعبد المهدي زعمه عدم وجود قواعد امريكية في العراق”. لأنه لا أحد يجهل وجود (12) قاعدة امريكية في العراق، فربما لا يعلم رئيس الوزراء بأن القيادة الكردية وقعت مع الأمريكان عام 2014 إتفاقية لإنشاء خمس قواعد، موزعة في سنجار، اتروش، الحرير، التون كبري وحلبجة. علاوة على قاعدة (رينج) في كركوك، وقاعدة في القيارة قرب مطار الموصل، وفي الأنبار توجد قاعدة عين الأسد، وقاعدة بلد في محافظة صلاح الدين، وقاعدة في معسكر التاجي، وقاعدة النصر قرب مطار بغداد الدولي.

الحقيقة انه لا الرئيس العراقي برهم صالح، ولا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ولا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، يمكنهم دخول أي قاعدة من القواعد الأمريكية، حسب الإتفاقية الأمنية، حيث لم تعلن الحكومة العراقية لحد الآن عن بنودها السرية، مع ان الرأي العام العراق لا يعني لها شيئا، فعلام هذا السكوت، وعدم الكشف عن بنود الإتفاقية؟

آخر كذبة لرئيس الوزراء هي إدعائه ” في العراق قوى راقية، هذه  القوى قدمت تضحيات هائلة،عظيمة، رجالاتها رجال عظام، قدموا من التضحيات في السنوات الطويلة، وعانوا من شتى أنواع التعذيب والمعاناة والتضحيات، الشيء الكثير، لكن هذا كان في مرحلة المعارضة، في مرحلة المعارضة أجادوا، وقدموا نموذجا، وأسقطوا أعتى نظام قد يكون شهده العراق، بالتأكيد، لكن أيضا على المستوى العالمي، ولا يقول أحد والله جاء الأمريكان، وأنهوا صدام حسين”.

حسناَ اين الرقي في القوى السياسية؟ اليست هي القوى التي زرعت الفتنة الطائفية في العراق؟ اليست هي القوى التي نهبت العراق؟ اليست هي القوى التي تنفذ أجندات خارجية.اليست هي القوى التي ارجعت العراق الى قرون مضت، بعد ان أعادها الأمريكان الى عهد الثورة الصناعية، فأكملت القوى(الراقية) المشوار الى الخلف عدة قرون؟ اليست هي القوى التي أهدرت (1000) مليار دولار خلال عشر سنوات؟ اليست هي القوى التي رجعت بالتعليم الى الخلف، وملأت البلد بالأميين، ومدارس الطين؟ اليست هي القوى التي هرب الكثير منرجالها (العظام) الى الخارج محملين بمليارات الدولارات من السحت الحرام؟ اليست هي القوى التي زورت الشهادات، وزورت الإنتخابات؟ اليست هي القوى التي نشرت البطالة والفقر والجوع، وأفسدت الخدمات الصحية والبلدية؟ اليست هي القوى التي جعلت العراق يتبوأ المرتبة الأولى في الفساد الحكومي؟ اليست هي القوى التي طردت الملايين من العراقيين كلاجئين في دول الغرب؟ اليست هي القوى التي ملأت السجون بالمعتقلين على الهوية، اليست هي القوى التي جرفت البساتين في اطراف بغداد وديالى وصلاح الدين؟ اليست هي القوى التي قتلت الآلاف من المعتصمين السلميين في الفلوجة؟ اليست هي القوى التي دمرت الأنبار وديالى والموصل وصلاح الدين بذريعة القضاء على داعش؟ اليست هي القوى التي هَجرت الملايين من أهل الموصل ومازالوا يعيشون في المخيمات التي قدمتها لهم الأمم المتحدة، وليست الحكومة العراقية؟ اليست هي القوى التي دعمت الميليشيات الإرهابية، وأسست الدولة العميقة؟ اليست هي القوى التي شكلت آلاف اللجان لكشف المجرمين واللصوص ومافيات الإجرام، ولم تكشف عن نتيجة واحدة لحد الآن؟ اليست هي القوى التي صيرت العراق ولاية تابعة الى الولي الفقيه؟ اليست هي القوى التي نشرت المخدرات في العراق بعد أن كان نظيفا منها؟ اليست هي القوى التي جعلت الملايين من العراقيين يسكنون العشوائيات؟ اليست هي القوى التي جعلت في كل عشرة دقائق حالة طلاق؟ اليست هي القوى التي خلفت الملايين من الأرامل واليتامى؟ اليست هي القوى التي تتاجر بآثار العراق وتهربها الى الخارج؟ اليست هي القوى التي جعلت بغداد أوسخ عاصمة في العالم، والعراق أخطر منطقة في العالم للعيش؟

اليست، واليست والمئات من اليست يا رئيس الوزراء؟ على من تضحك على الشعب ام على نفسك؟

حزب البعث التي اعتبرته “أعتى نظام”، الم تكن أنت أحد كوادره البارزين، ومارست أعتى الجرائم عندما كنت في الحرس القومي؟

اليس هو النظام الذي صيرك دبلوماسيا بدرجة سكرتيير ثالث خارج ضوابط الخدمة الخارجية؟

اليس هو النظام الذي أرسلك الى فرنسا، وبفضله إكتسبت الجنسية الفرنسية؟

قدم لنا ولو إنجازا واحد قدمته القوى (الراقية) التي تتحدث عنها للعراق!

هل الرجال العظماء واصحاب الرقي برأيك، منهم المهووس الحملدار إبراهيم الجعفري، أم المجرم واللص بائع السبح نوري المالكي، أم المضمد عدنان الأسدي وزير الداخلية، ام الأمعي عامر الخزاعي، ام بائع كارتات الموبايل نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، ام علي محسن العلاق بائع الدمى، ومدير البنك المركزي العراقي حاليا، ام وزير التجارة اللص عبد الفلاح السوداني ام غيرهم من العملاء والخونة؟ ما هو يا ترى مفهومك للرقي والعظمة، لطالما هذا هو تقييمك، فإلى أين ستسير بمركبنا يا رجل؟

هل الرجال العظام يا رئيس الوزراء يجعلون البلد عظيما كعظمتهم، ام ينحدرون به الى أسفل السافلين، فيتبوأ مرتبة أولى أوثانية في الفساد الحكومي؟ كل إناء يا رئيس الوزراء ينضح بما فيه.

أما قولك بأن المعارضة العراقية هي التي أسقطت النظام السابق وليست القوات الأمريكية، فهذه ربما نكتة خطرت على بالك، لأنه لا يمكن أن تكون جديا في قولها، إلا اللهم إنك فقدت صوابك، فبدأت تخرف لكونك على أعتاب الثمانينات من عمرك.

القوى المعارضة الراقية جاءت بعد سقوط النظام السابق، وبعد التأكد بما لا يقبل الشك من سقوطه تماما ولا رجعة فيه، ويخطأ من يدعي إنها جاءت على الدبابات الأمريكية، فهي لم تأتِ معهم بل بعدهم، وأنت واحد منهم! لا يمكن أن يعذرك أي عراقي في تصريحك الأخير إلا في حال معاناتك من الزهايمر، وللمريض حجته.

كلمة أخيرة، قال هتلر” إن أحقر الناس هم الذين ساعدوني في إحتلال أوطانهم”. فهل فهمت الموعظة؟

علي الكاش