المراقب اي مراقب يستغرب ان عبد المهدي لا زال عند خط الشروع، ولا زال قيد تشكيل الوزارة ، والأغرب أن عدد من وزرائه ونحن بعد مضي ستة أشهر عليهم ألف علامة استفهام ، فأي وزارة وأي رئيس للوزراء ، لم يلحظ المواطن منهم إلا الكلام ، وخاصة في مسألة التصدي للفساد او لمشاكل البلد .
لقد أضاف الفيضان هموما جديدة لحكومة عبد المهدي اضافة إلى هموم الكتل التي جاءت به وتحاول أن تتركه في بداية الطريق بالإصرار على هذا الوزير او ذاك، كما ان الرجل لا يمتلك القدرة للخروج من تحت عباءات الكتل او الخوف منها وهو المطلوب لديها ، الكتل لا يهمها مستقبل عبد المهدي بقدر ما يهمها مناكفة الغير او مغازلة هذه الدولة او تلك ، واليوم على سبيل المثال لدى العراق سياسات خارجية لا سياسة واحدة حسبما نراه من الرئاسات والمسؤولين الاخرين كل منهم في واد ، هذا مع الوجود الامريكي، وذاك مع الوجود الايراني ، وثالث ضائع بين الاثنين ورابع يغرد لوحده . اما الانجازات فقد قال سائرون عنها انها غير منظورة بعد مضي ستة أشهر ولم يلمس الشارع منها شيئا.
ان الامتحان الصعب الذي دخل فيه عبد المهدي لا يقتصر على الاسئلة او المواضيع ، بل تكمن صعوبته في عدم قراءة عبد المهدي لدروسه جييدا ، فحبه للسلطة دفعه للقبول بها قبل الامتحان ويعلم أن الأساتذة لا يريدونه ان ينجح ، والدليل هذه مواقفهم منه، فهم لا يقدمون له الماء البارد ويلحون عليه بتسليم ورقة الامتحان مبكرا ، وهو يمتحن تحت وطأة حر الازمات وبدون كهرباء ، عليه فان الرجل والبوادر بادية للعلن ، اذا لم(يشد احزامة ) فانه لا محال سيسقط في الامتحان … والرابح الوحيد هم الكتل والخاسر شعب العراق…