23 نوفمبر، 2024 4:11 ص
Search
Close this search box.

عادل شريف/69

  • {إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
    أكدت بطولة الشهيد عادل شريف، ان التركمان أمة حية، لن تموت؛ لأنها ولادة، تنجب الأبطال العباقرة المسومين.. ملائكة على الارض، يتناسلون تباعا من دون إنقطاع.
    ولد الشهيد شريف، في كركوك العام 1930.. رجل أعمل شجاع، توسعت شعبيته، بطلا قوميا.. حامي حمى التركمان، وعموم الضعفاء؛ فتحمل جراء تصديه لزمر البعثية، تعذيبا فائقا، أودع خلاله معتقلات، لم ينطق فيها بكلمة تضر نضال التركمان، او تسيء لرفعتهم، فشلت وسائل القهر عن إنتزاع مفردة تشين ألمعيته.
    عاش الستينيات منفيا, وحين اصدر القضاء البعثي المستهتر بالأرواح، قرار القاء القبض عليه، العام 1970، هرب من العراق الى تركيا؛ مستقرا فيها بضع سنين, عائدا بكفالة جمال خليل اغا، ليفتح فندق “شط العرب” في بغداد / شارع الرشيد قرب “اوروزدي باك” لغاية عام 1976, إذ إجتذبه عطر جذوره الكركوكلية العابقة طيبا، وإكتفى بالعمل في المقاولات، من دون ان تنطفئ جذوة الكبرياء المعارض للتدليس البعثي، في أعماقه.
    ومن دون ما تمهيد او سبب واضح، حضر رجال كالغربان، من أمن كركوك، يوم 23 شباط 1979، الى محل الحلويات الكائن في “احمد أغا” والعائد له، مبلغين عامله في المحل حمدي محي الدين، بضرورة حضور عادل الى المديرية؛ للإجابه على بضعة اسئلة؛ فسافر الى بغداد؛ مستفهما يطلب معونة اصدقائه؛ سعى له شريكه المرحوم بهاء الدين قوجاوا، الذي تربطه شراكة عمل من جهة ثانية، مع احد اقرباء احمد حسن البكر.. رئيس الجمهورية حينها, فطمأنه؛ لذا توجه اليهم مع شقيقه، جالسين في الإستعلامات مايقارب من النصف ساعة، حيث ابلغوا شقيقه بمغادرة المكان منتظرا في الخارج من الساعه التاسعة والنصف الى الثانية عشر ولم يخرج, ألا بعد الثانية ظهرا مع مأمورين متجهين به الى مديرية الأمن العامة في بغداد، مستقلين سيارة “لاندكروز” تحمل الرقم 6368 العراق – بغداد, تبعها شقيقه وصديقه حسين خضر، حتى وصولها الى “العامة” التي نقل منها الى جهاز المخابرات، يكابد أقسى انواع العذاب.
    تلقى أخوه تبليغا بتاريخ 15 كانون الثاني 1980 يحمل عبارة “اقتضى حضورك في سجن ابو غريب صباح يوم غد الأربعاء من دون تأخير”.
    تسلم جثته الطاهرة، من بين عشرات الشهداء الذين لم يعنَ البعث الصدامي بإخفاء آثار التعذيب السادي الذي مورس عليهم، ومنه كتابة “يحيا البعث” بالكاوية الكهربائية على جسد أحدهم.. حيا، قبل موته.
    حذروه من ايصال الجنازة الى كركوك، مكتفين بالإشراف على دفنه في مقبرة “الغزالية” كي لايتحول رمزا وطنيا، يلتف حول تشييعه التركمان، يئمون ضريحه مزارا، في ما بعد.
    رجل عاش ومات، من دون ما حول ولا قوة، يرعب البعثية وهم في أوج تلسطهم على الرقاب! فأي رجل هذا؟ يحمل معنى الفولاذ فكرا، وأي حزب جبان على نفسه، يستقوي بالجبروت الذي لا يخفي تهافت الرعاديد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات