الدولة هي الدستور الذي يمتلك ضمانات وآليات ملزمة للسلطات الثلاث وللمواطن وهو عقد شامل لكل من يريد ان يبني (دولة) وهو التحدي الاكبر بوجه كل من يريد ان يبني (سلطة) لأن فيه وحدة البلد واستقلاله وسيادته وسلامة اراضيه .. ويقول الدستور ان رئيس الجمهورية هو الذي ((يسهر) على ضمان الالتزام بالدستور)) والكل يعرف انه لو سهر الف سنة وكل ليالي القدر لما تمكن من التأثير بالأمر سلبا او ايجابا لأنه لا يمتلك سلطة او صلاحية تتيح له حماية نفسه فكيف به حاميا للدستور.
عليه من يحمي الدستور ؟؟ والسلطات الثلاث اعتادت على خرقه خصوصا وأن فاقد الاهتمام بالشيء لا يحميه . ومن يحمي الحقوق والحريات التي هي عدوة كل حاكم على وجه البسيطة؟؟
انها المحكمة الاتحادية العليا التي فيها العربي والكردي والتركماني والمسلم الشيعي والسني والمسيحي وفيها قضاة مشهود لهم بالكفاءة والخبرة وقد حد الدستور مهماتهم بعشرة فقرات منها (( الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة ))أي باختصار شديد ان تلغي اي قانون او نظام يخالف ربع آية من القرآن الكريم اوربع كون الدستور نص في مادته الثانية ((لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام)) وتلغي اي قانون (( يتعارض مع مبادئ الديمقراطية)) وتلغي اي قانون ((يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور)) وكل ذلك ورد في نفس المادة الثانية من الباب (الاول) من الدستور وعنوانه (المبادئ الاساسية )
كنت قد وظفت قلمي لبيان عدم دستورية القرارين 76،88 والقانون 72 لحظة نشرها ولم انتظر الهبة الاعلامية بل اني كتبت الكثير جدا عن عدم دستورية قانون المساءلة والعدالة كونه يتعارض تماما مع مادة الحظر الدستورية نفسها كما كتبت الكثير عن عدم قانونية القرار الفردي الذي اتخذه السيد رئيس هيئة المساءلة السابق بقطع ارزاق أيتام وأرامل اعضاء الفروع كون الدستور قال (( ولا يجوز ان يكون البعث الصدامي جزء من التعددية الحزبية)) فقط لا غير ولم يقل تفننوا في قوانينكم بإيذائهم هم واطفالهم (حجز ، مصادرة، قطع ارزاق، سحب الجنسية من خلال مضامين قانون الحظر) ولم يجز الدستور ان تشتم مواطنين وتسميهم ازلام والتي تطورت الى (انذال) على لسان السيد مقتدى الصدر مؤخرا وكأنه وهو يحارب الفساد والمفسدين لا يعلم ان تجويع ارامل وأيتام البعثيين او الشيوعيين او المستقلين هو الفساد بعينه ، وهو ابن الذي لم يشتم حتى امريكا وإسرائيل بل قال لهما ((كلا كلا)) ووالده الفقيد العربي جده الامام علي العربي عليه السلام الذي ((لم يسب ويشتم حيال حياته)) وهذا ما كشفته اطروحة ماجستير من جامعة عين شمس داحضة لشتمه المزور لأهل العراق
من الذي يوصلني للسيد مدحت المحمود؟؟ انه أخي السيد عزت الشابندر الذي سبق وأن رافقني لمقابلة السيد باسم البديري رئيس هيئة المساءلة قبل سنة وتابع معي موضوع قطع الارزاق المذكور آنفا وثقوا انه سيزعل لذكر اسمه لا خوفا ولا استحياء فانتم تعرفون انه لا يخشى في الحق لومة لائم فضلا عن انه ليس مرشحا وليس محتاجا لمن يوسع دائرة شهرته بل هو يؤمن بحقيقة ان ذكر الفضل يذهب الأجر السماوي ..فأستميح العذر منه لتجاوزي هذا والتأريخ له حق علينا في ذكر الخيرين في هذا الظرف الصعب
وللحديث بقية