23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

لاتوجد دولة بالعالم  امس غنية واليوم فقيرة .. هذا التحول التراجيدي لايحصل الا لدى لاعبي القمار الذين يخسرون ثرواتهم بين يوم وليلة في مناخ من الفجور اللي ماعاشه شايفه بالسينما. اما الدول وان تعرضت الى شتى الاعاصير والكوارث والنكبات  لايمكن ان تنهار تماما ، وتتحول خلال ستة اشهر من دولة تساعد الدول الصديقة والشقيقة  الى دولة لاتستطيع  دفع رواتب موظفيها.   .فقط  يحدث في العراق حين تجتمع زلازل الفشل والفساد والجهل والبحث بجهد جهيد بين سجلات الاحزاب وارشيفها عن الشخص غير المناسب لتسيير  مختلف شؤون البلاد والعباد .   
 بين يدي معلومات مفصلة كثيرة انشر خلاصتها الان للمرة الاولى وادعو من الله العلي القدير ان لاتكون صحيحة ..   
بتروجاينا شركة استخراج صينية حصلت على ترخيص استثمار حقل الحلفاية في العمارة . مبلغ الاستثمار  3.5 بليون دولار تنفقها هي بنفسها على عمليات الحفر  ثم تُخبر شركة نفط ميسان بكلف الانتاج الشهرية من خلال مجلس ادارة الحقل المشترك بين العراقيين  والصينيين  او مايسمى :    JMC –Joint Meeting Committe
عظّمت بتروجاينا اجور الحفر من رواتب ضخمة لعامليها الى عمليات استثنائية ومخصصات اضافية ونقل وظروف خاصة حتى بلغ سعر البرميل الذي تنتجه  35 دولارا  ، وكل ذلك والعقود معه مدون بقوائم وحسابات حسب الطريقة الصينية يصعب على شركة نفط ميسان تحليلها وفهمها ، وبدلا من الاستعانة بشركات اجنبية مختصة للمساعدة في ترجمة وتحليل العقود وايضاحها ، وقّعَ ( الخبراء البواسل ) دون اعتراض من شركة نفط ميسان  .
هذه المبالغ لم تكن تتضح عندما كان سعر البرميل عاليآ، ولم يشغل ذلك الامر  اهتمام  وزارة النفط ، .لكن البلاوي انكشفت حين  انخفض السعر دون الثلاثين وحين افتُضح اننا ننتج  برميل نفط يكلفنا 35 دولارا ونبيعه باقل من ثلاثين ! على عناد الدواعش .
أين الخطورة . طبعا اذا الموضوع هالشكل مايسوه ، اكيد راح نمتنع عن التصدير حتى نربح الفرق على الاقل..لان في مثل هذي الحال اللي مايخسر ربحان .. المشكلة  العويصة اننا لانستطيع التوقف عن التصدير دون خسائر  ..لماذا ؟
بالعقود اللي موقعه مع الصينيين  وحسب  طريقتهم في التعاقد .هنالك شرط يقول ( على شركة نفط ميسان دفع “نصف دولار” عن كل برميل مقدر لاي بئر من الابار انتاجه في الحقل والبالغة 105 بئر تم حفرها لحد الان صُدِرَ او لم يصدّر ولمدة عشرين سنة ! ).بالاضافة الى استرجاع مبلغ 3.5 بليون دولار المستثمرة بأقساط شهرية ككلف مسترجعة .
اخيرا
  شركة نفط ميسان (العظمى) طلبت من بترو جاينا أعادة جدولة الكلف المسترجعة للمبلغ المستثمر الى ما بعد  2018 بلكي الله يفرجهه وترجع الاسعار مثل الاول او تنلاص الامور بالزايد ومحد ينتبه .
وافقت شركة بتروجاينا على ذلك (مقابل) تمديد العقد – عقد استقطاع النصف دولار للبرميل مُصدّر او غير مُصدّر  الى 30 سنة ، والحلو جدا بالموضوع  ان العقد ينص على : (ان اي خلاف ينشأ بين الطرفين تفصل فيه محاكم دولية وليست عراقية ).   ..  انتهى ..