بعد ثمانِ سنواتٍ عجاف لم يشهد العراق مثلهن من زمن هولاكو الى زمن صدام حسين, من دمار وخراب شمل كافة الجوانب الإنسانية والإقتصادية والتعليمية والصحية والإجتماعية والخدمية والزراعية والتجارية وحتى الثروة الحيوانية.
أزفُ بشرى للشعب العراقي العظيم المظلوم.. فرحة الخلاص من طاغيته ودكتاتوره الأسوأ على مد العصور “ابو اسراء جواد المالكي” أو كما يحلو للشيعة بتسميته “بوري الهالكي” والقصد من بوري يُطلق على كُل صفقة أو تجارة خاسرة في العراق كلمة”بوري” ويعد الشيعة في العراق المالكي “بوري” وصفقة خاسرة, حيث في زمن حُكمه زادت معاناتهم ومجاعتهم وفقرهم وحتى عدد قتلاهم في زمن “الهالكي” فاقت ارقامهم في زمن صدام , ولماذا “الهالكي” أنه أحرق الحرث والنسل للشيعة قبل السنة والتركمان والشبك والمسيح.
ويقول الشيعة في زمن صدام كان لديهم في كل منطقة شهيد وفي زمن المالكي اصبح لكل بيت شهيد وهنا الفارق كبير جداً.
في زمن صدام كان في العراق مليون يتيم, لكن بسبب المالكي وصل عدد الأيتام حتى عام 2013 وحسب ارقام دقيقة صدرت عن المرجع الديني الأعلى السيد علي الحُسيني السيستاني عن طريق وكيله الشيخ عبد المهدي الكربلائي أثناء خطبة صلاة الجمعة “أكثر من خمسة ملايين يتيم” وأكثر من مليونين أرملة ومايقارب ستة ملايين مُعاق ومصاب,وأغلبهم لايحضى برعاية من حكومة المالكي ولا مساعدات طبية أو مالية.
فُقاعة السُنة كما وصفها المالكي
كانت للمحافظات السُنية وقفات إحتجاجية كل يوم جمعة كما هو حال المحافظات الشيعية,للمطالبة بتحسين الواقع المتردي للخدمات ومنها الكهرباء , حيث كانت الكهرباء في زمن صدام متوفرة في فصل الصيف في بغداد مثلاً “20” ساعة في اليوم الواحد, وفي زمن المالكي في أفضل الأحوال تتوفر “4” ساعات و”20″ ساعة إنطفاء.
لم يستجب المالكي لمطالب أبناء شعبه الذي جاء لخدمتهم مقابل أجر مالي حيث يتقاضى راتباً شهرياً ومخصصات وإمتيازات لايحصل عليها “أوباما وبوتين وكاميرون” مجتمعين, فَرقَ تجمعهم بنار السلاح الحربي وقتل وجرح منهم الكثير, وفض إعتصاماتهم بالآلة الحربية! ووصف معتصمي الأنبار ب”الفقاعة” في تصريح غير حضاري وغير دستوري وغير مسؤول”صحيح دخلت داعش على الخط” لكن هذا ليس ذنب أبناء الشعب ,بل تقصير وإهمال وحماقة المالكي هي السبب.
داعش في الصحراء
قبل أكثر من سنتين قام العشرات من أفراد تنظيم القاعدة الإرهابي ببناء معسكرات لهم في صحراء محافظة الأنبار المترامية الأطراف ,قرب حدود العراق مع سوريا والاردن, وحذرت الولايات المتحدة وعشائر الأنبار وكذلك مجلس محافظة الأنبار والحكومة المحلية فيها ونواب سُنة وكورد , رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير الأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات نوري المالكي, لكنه تجاهل الجميع وسمح لداعش ببناء قواعدها في الصحراء وإستقطاب المغرر بهم, وكان بإمكانه وبكل سهولة القضاء عليهم في الصحراء قبل إنتقالهم الى المدن, لكن لجهله بالأمور العسكرية وسذاجته الأمنية وحماقته الإدارية وتزمته الأرعن, تمددت وتوسعت فصائل داعش حتى هيمنت على البلدات الصغيرة ومن ثم الأقضية وبعد ذلك المحافظات, والآن داعش تحتل “ثلث” العراق, والمالكي لم يحرك ساكن ويتخبط بقراراته العشوائية الإرتجالية المستعجلة.
اسباب فتوى السيستاني
لقربي من مصدر مهم في مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحُسيني السيستاني, وجدت إن السبب الحقيقى لفتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن العتبات المقدسة وحمايتها من الهدم والتفليش والإحتلال الداعشي بعد أن أعلن زعيمها رسمياً إن بغداد الهدف القادم له وسيتبعها كربلاء والنجف, هو فقدان ثقة السيد السيستاني بقدرة المالكي على حماية سامراء وبغداد وكربلاء والنجف والعتبات المقدسة فيها.
طار الغراب
بما إن المعادلة السياسية الإنتخابية في العراق تقضي بأن يذهب الشعب العراقي للتصويت ,ويقع على الجانب الإيراني التعين, أود أن أقول إن المالكي أصبح من الماضي والجانب الإيراني سيقوم بتعين شخص جديد,لكن بعد الإنتهاء من مشكلة تعنت المالكي وتمسكه بالكرسي لمصلحة شخصية وليست وطنية.
المؤبد أو الإعدام
الان تجري الترتيبات الأخيرة لتحصين المالكي من أحكام قضائية قد تتراوح بين المؤبد والإعدام على جرائم سرقة المال العام وتبذير ميزانية الدولة والمساهمة بقتل الشعب العراقي عبر طرق مختلفة منها إستيراده لجهاز كشف المتفجرات الفاشل وغيرها من الأمور.