12 أبريل، 2024 1:25 م
Search
Close this search box.

عابَ شيءٌ لا يشبه أهله

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما بعد إسقاط أنظمة القائد الضرورة وملك ملوك أفريقيا ومن ماثلهم في دول المختبر الديمقراطي، انبثقت مؤسسات وحكومات وبرلمانات أقل ما يقال عنها هو المثل العراقي الدارج ( عاب شي ما يشبه أهله ) أي إن كل هذه المؤسسات أتت مطابقة لكل ما اعتادت عليه شعوبها من سلوكيات وثقافة وتقاليد اجتماعية وسياسية، فما أن بدأت أنسام الربيع العربي تعطر الأنوف وتطرب الأسماع في تهاوي أنظمة الزعيم الأوحد والحزب القائد والجمهوريات الوراثية، حتى عاودت فيروسات تلك الأنظمة بالانتشار في المفاصل المهمة من الهياكل الجديدة التي حاولت ملأ فراغات ذلك الإخطبوط، الذي هيمن لعشرات السنين إن لم تك مئات السنين على صدور وعقول ملايين البشر المقموعين جينيا بأفكار البداوة والقبيلة والغزوات،
لا من اجل البقاء فقط بل من اجل الزعامة حتى وان كانت زعامة ثلة من السراق والقتلة، وقد رافق عملية سقوط تلك الأنظمة نشوء تنظيمات وعصابات وأحزاب ومنظمات ووسائل إعلام ونقابات من رحمها ومنظومتها الفكرية، لكي تحتوي أو تلتهم ما سمي في حينه بثورات الربيع العربي، التي سرعان ما تحولت إلى ما نراه اليوم في ليبيا وما فرخته في سوريا واليمن وغيرها من دول المنطقة، ولعله اخطر ما امتلكته تلك الفايروسات تحت مظلة الانفتاح الديمقراطي وحرية تأسيس وسائل الإعلام، هو الفضائيات وخاصة هنا في العراق وفي سوق ” المريدي ” الشهير، والذي تخصص بعد سقوط نظام صدام حسين بمنح الشهادات العلمية وخاصة الدكتوراه لكبار مسؤولي النظام الجديد في سلطاته الثلاث، وبالذات التنفيذية والتشريعية في المركز والمحافظات، ناهيك عما يسمى بهيئة الإرسال العراقية المفترض أن تكون ملكا للشعب العراقي ومن يمثله واقصد هنا وبنية صافية برلماننا العتيد، لكنها في غفلة من الزمن أيضا تم تأجيرها لحزب السلطة الجديد صاحب ما يسمى بالكتلة الأكبر، والوريث المتطابق لسابقه أيام القائد الضرورة المتحول إلى مختار العصر، الذي يصر مريدوه على استنساخ مجموعة منه وتوزيعها على الدول العربية والإسلامية والأوربية والأمريكية، لكي لا تفقد فرصتها الذهبية في امتلاكها فلتة زمانه وعصره. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب