23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

عائلة حمادي الهندي نذرت نفسها لخدمة العراق فقدمت للوطن الغالي والنفيس..

عائلة حمادي الهندي نذرت نفسها لخدمة العراق فقدمت للوطن الغالي والنفيس..

يرجع جذور هذه العائلة إلى قبيلة الجبور عشيرة الواوي هذه القبيلة المعروفة بولائها للوطن وتمسكها بهويتها وارضها مهما حدث .ومن لايعرف ((إخوة واوية )) هكذا نخوتهم وشجاعتهم التي عبرت حدود العقل في الدفاع عن الوطن ..
استقرت هذه العائلة العريقة في إحدى قرى جنوب الموصل في قرية تسمى عين شلهوب وتقع جنوب ناحية حمام العليل بمسافة عشرة كيلومترات ومن سكانها الاوائل الشيخ هندي الجبوري مواليد 1887 أحد وجهاء القوم في عشيرته الذي سكن هذه القرية في بداية القرن العشرين وبالتحديد عام 1930 وبقى هناك رغم الظروف الصعبة في تلك القرى في ذلك الوقت وعدم وصول التطور الحضاري والتطور العلمي الى هناك .
تعتبر قرية عين شلهوب قرية نائية معزولة لعدم وجود طرق معبدة تصلها بالعالم الخارجي وهي أقرب قرية لقرية حسونة التي تعتبر اقدم قرية زراعية مذكورة في التاريخ في العراق..
رحل الشيخ هندي عام 1977 عن هذه الدنيا الى ربه الكريم وهو يشكو قساوة الطبيعة له ولعائلته ويشكو الى ربه مستقبل أولاده وأحفاده. ودفن في نفس القرية بناءً على وصيته ولتعلق الفلاح بقريته وأرضه فقد كان الأجداد يعشقون الارض عشق أزلي .لاتعنيهم قساوة الطبيعة بشيء لامن قريب ولا من بعيد…
وترك ذريته الصالحة وأبناءه وأحفاده في رعاية الله وكان له من الخلف الأبناء حسين وخلف وحمادي وعبدالله ومغير ونايف وداود.
وموضوع مقالتي اليوم عن أحد أفراد هذه العائلة هو الشيخ حمادي الهندي الرجل الذي قدم الكثيرلهذا البلد ضحى بالغالي والنفيس ..بدءاً من متابعة أبناءه وايصالهم الى المدارس ومتابعتهم متابعة جيدة وناجحة رغم بعد المسافة بين القرية والمدرسة ..ولكم التصور أيها القراء الاعزاء وخاصةً اخوتي أبناء المدن الكرام حال الطالب في المرحلة الابتدائية يسير اغلب الايام مشياً مسافة عشرة كيلومترات ليصل إلى مدرسته ويواصل الدراسة ويصل إلى مرحلة الثانوية ثم إلى الجامعة وفي ظروف صعبة ومعقدة جدا حيث أن مناخ الشتاء في محافظة نينوى صعب من حيث التغيير المناخي ومايصاحبه من أمطار غزيرة وبرد قاسي أضف إلى ذلك ظروف معاشية معدومة يقودها الفقر ..والحرمان من أبسط متطلبات الحياة..ورغم كل هذه العوامل المؤثرة في حياة الإنسان إلا أن عائلة حمادي الهندي واصلت مسيرتها العلمية بقدر ما استطاعوا من إمكانية..
و توصلت هذه العائلة الكريمة بطيبها وكرمها واخلاقها الى مكانتها الاجتماعية العالية ضمن سكنها الجديد في ناحية حمام العليل بعد أن تركو القرية عام 1982 وتوجهوا الى حياتهم الجديدة في الوظائف الحكومية .وقد أنجب هذا الرجل الفاضل حمادي الهندي سبعة من الابناء البررة الابطال ..فتوجه ابنه فتحي الى الدراسة الطبية العسكرية وهو خريج مركز التدريب المهني للطبابة العسكرية عام١٩٨١ ومحمود خريج مركز التدريب المهني للطائرات عام ١٩٨٤ وهو أحد الأدباء في شعر البادية في جنوب الموصل وله مكانته الادبيه في شعراء الواقع الريفي والبدوي والاستاذ محمد من الاوائل الذين درسوا القانون في المنطقة وأصبح قاضٍ له سمعة طيبة محبوب من قبل كل معارفه وأقاربه وحالياً رئيس محكمة الاحداث في محافظة نينوى والشهيد سعود خريج كلية الامن القومي استشهد نتيجة مزاولته عمله ضابط شرطه ونتيجة الظروف التي مرت بها محافظة نينوى والمؤامرة التي حصلت فيها والبطل عبد الهندي أحد منتسبي القوات المسلحة استشهد اثناء عمليات تحرير الموصل وعطالله انتقل الى رحمة الله بحادث سير و العقيد فلاح حاليا أحد القادة الابطال الذين يقودون الوحدات العسكرية وهو حاليا آمر لإحدى الأفواج لحماية مدينة الموصل…
وبهذا تعتبر هذه العائلة الكريمة قدمت ثلاثة شهداء للوطن وللعراق ..ومازالت تخدم هذا البلد في أصعب الوظائف وهي الوظيفة العسكرية …
واليوم بيوتهم مفتوحة بكرمها واصالتها لكل ضيف يزور ناحية حمام العليل .فمازالت أصالة الشيخ هندي واولاده تسير في جذور الاحفاد فمن شب على العادات والتقاليد العربية الأصيلة لايستطيع أن يتركها مهما عاش في الحياة المدنية .
نعم انكم عائلة يحق الافتخار بها انكم العراق بتضحياتكم…. وقرية عين شلهوب بكرمكم وطيبتكم.. ..وناحية حمام العليل بعلمكم ومعرفتكم ….وقبيلة الجبور بشجاعتكم وتحديكم الصعاب ..
رحم الله شهداءكم وحفظ الله ذرياتكم ومن مجد الى مجد ومن يعشق صعود الجبال يعيش دائماً بنشوة النصر …