23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

لقد كانت السلطة في العراق منذ البداية حكراً على الأقلية التي تتزعمها عائلة , ولم يأت يوم الشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة والحياة التنافسية الحزبية, ويحق لنا أن نقول إن السلطة العائلية هي في الواقع عائلة السلطة , انها أقلية الأقلية , انها عائلة السلطة لأن كل عائلة تستولي على السلطة تكون هي عائلة السلطة , أما السلطة العائلية فهي العائلة الملكية الوراثية , وعائلة السلطة تتخذ القرارات , وتسن التشريعات , وتستبدل ما سبق تسلطها من سياسات وقرارات ومواد دستورية وحتى المرتكزات الإيديولوجية , بينما يمكن أن تحتفظ السلطة العائلية بنظام سياسي , ودستور , وقرارات , على مدى تعاقب ملوكها , وواقعنا أن بلاء الاجتثاث < كفلسفة سياسية شاملة وعميقة > جاءنا من الدولة الجمهورية , في حين لو استمر النظام الملكي في الحكم لما شهدنا كل هذه الاجتثاثات المتكررة والمؤلمة , والمتلاعبة بمصائرنا , ولكن مصير النظام الملكي عندنا كان رهين عقلية الانقلاب العسكري , وذهانية الثورة التي اعتنقتها عوائل بعينها , ولاحقاً  تحولت الثورة على النظام الحاكم إلى ثورة داخلية < مستكملة فصول تطورها > سحقت قسم من العائلة < الكبيرة – عائلة القبيلة > على يد قسم منها استأثر بالسلطة , وضاقت دائرة الثورة الداخلية , وتحولت الثورة إلى صراع داخل عائلة منزلية , وانبرى من نتيجة الصراع شخص الدكتاتور, وانتهت الظاهرة المفجعة بقرار القوى المهيمنة الدولية حين تأكدت من أن الشخص – السلطة , وريث عائلة المنزل , سليل العائلة الكبيرة , صار مثقلاً  جداً  بهذه التركة , ومن الممكن أن يأخذ معه < عند موته أو قتله > هيبة < فكرة السلطة المنتقاة > فتُشوش الحسابات , والعقول , وتحدث ثورة ارتدادية توازي وطأة الثورات والانقلابات والصراعات السالفة فتحترق الأرض والنفط , وتثور دول الجوار على العراق انتقاماً  من حروبه ضدها < وما زالت عقلية –  الغنيمة – الأنفال , تعمل في الشرق بشكلها البدائي > , والقوى الكبرى لا تُحبذ الحسابات المفتوحة < ونستدل بمقولة أن رأس المال جبان >, والتطور الطبيعي غير المقنن < ونستدل بالمنهج التجريبي > , وانتظار المجهول , ولا تقتنع بخطابات القوة التي يطلقها الحاكم السياسي , فسارعت إلى الانقضاض على الأنقاض , وتدخلت عبر اجتياح مليوني لتُعيد توزيع التركة الثقيلة على أكثر من كتف , وتسيطر مباشرةً على طريقة استخدام الموروث من قبل الورثة , فتبلور عراق المحاصصة , المحاصصة السياسية , المحاصصة الاجتماعية , المحاصصة الطائفية , وماذا تفعل أمريكا لبلد له سياسة عريقة مصطبغة باللون الأحمر القاتم , حتى وأن كانت أمريكا دولة عظمى ولها قدرات تكنولوجية وفكرية عريقة , وتمتلك عقولا جبارة وتجربة عميقة , وإمكانية الاستحواذ والتغيير , ولكن العراق أرض حضارة , ولن تتمكن أحدث مدنية من أن تغير كل شيء في أقدم حضارة أنتجت آدابا وفنونا ونظما اجتماعية تأصلت عبر الأزمنة، وفكرا , وهي أيضاً تمارس العنف منذ آلاف السنين , ورغم هذه المعلومة التي تعرفها أمريكا إلا أنها استعانت بالمنهج التجريبي الذي أوصلها للقمر والذرة , استخدمته في العراق , وحشدت لمنهجها العلمي العولمي الملايين من البشر وقطع السلاح والعبارات الإعلامية وكلمات الإقناع السياسي وحتى الديني , ولكن ؛ عبثاً  تحاول أمريكا أن تزحزحنا عن الارتباط العضوي مع فكرة عائلة السلطة , وكيف نغادر مفهوماً لا نفهم غيره , أو ؛ على الأقل لا نتفهم سواه , وكيف نسمح لليبرالية الديمقراطية بمداعبة عقول نسائنا وفتياتنا , وملاعبة أذهان شبابنا المجند لكل حرب تشنها الدولة , أو عشيرة الدولة , أو عائلة الدولة , أو بيطرياك الدولة , ان عائلة السلطة تشكلت بدايةً  في منازلنا – عوائلنا – آبائنا – أجدادنا – رئيس القبيلة – ونال السيادة المطلقة صنم سياسي منحدر من هذا التدرج .. فهل تستطيع أمريكا وغيرها تغيير شيء <1> ؟؟؟..

تحول صراع العوائل على السلطة من صراع عمودي , إلى صراع أفقي , فتجاورت العوائل في حلبة الصراع ولم تنفرد عائلة < كلياً > بمقود السلطة وتستحوذ على العراق , وسنحسب هذه النقطة للولايات المتحدة الأمريكية , وتفكيرها الخلاق , وتدخلها لإعادة صناعة الواقع العراقي , برمته , والنقطة الأمريكية تضل – رغم أنها أمريكية – معرضة للسؤال الجوهري :   هل ستصمد النقطة الأمريكية وتصير نقطة تحول عراقية ملحوظة ؟؟ , وبذيل هذا السؤال تصطف أسئلة قد تستهلك من وقتنا وأعصابنا الكثير لمجرد الإجابة عليها , فالكوابح العائلية والعشائرية والفردية  تطرح نفسها أمام من يسأل السؤال الاستهلالي , ومجرد الإجابة لا تعني حلا , بل قد تكون إجابة صادرة من حماس الوطنية , وهذه مشكلة أخرى , وخلفها أسئلة .

في تقادم أيام عراق ما بعد 2003 تضيق دائرة السلطة مرة أخرى , فسلطة المسميات العشائرية لها واقعها ووقعها في العملية السياسية , ومنها أُشتق حكم العائلة , ومن العائلة يتراءى الحاكم الفرد , غير بعيد , فملامحه آخذة في التكامل , وإذا اكتملت ملامحه فماذا فعلت الدولة رقم واحد ومعها عشرات الحلفاء من أعضاء الديمقراطية العولمية ؟؟.

صحيح أن نقطة < التحويل > الأمريكية صيرت الصراع أفقياً , ولكن ؛ ستضمحل هذه النقطة , فهي لم تصل وتوصلنا لنهاية المطاف فيحصل الاطمئنان , الاطمئنان إلى نهاية الذهنية السياسية السائدة , وستجهد العقلية السياسية العراقية وتسلك كل طريق وسبيل بحثاً  عن صيغة عمودية , إكراماً  لشعورنا المفرط بتاريخنا العتيد , وهل يمكن أن نسمح باندحار قسم أصيل من تاريخنا ؟؟؟..

إلى هذه اللحظة والسنن والقرارات العشائرية هي المهيمنة على المجتمع وتعتبر – في كثير من المعاملات والتعاملات الاجتماعية – فوق الدولة , وما زالت مؤسسات الدولة لم تتدخل في مسائل تعنيف المرأة والأبناء والأشقاء الأصغر سناً , ومئات آلاف من العسكر والشرطة والأمنيين منشغلون عن فكرة الديمقراطية , ودولة المؤسسات , بل هناك تماهٍ ملحوظ بين العسكرة والعشائرية , ومن المعهودات اللفظية أن الشرطي والجندي يُسمون ضابطهم المباشر < عمي > , وخاصة إذا كان هذا الشرطي – الجندي  قريبا بحكم واجبه من الضابط , وخلف هولاء العسكر والشرط والأمنيين مئات آلاف من افراد العوائل , وأن عسكرة المجتمع تزيد من انشغاله عن مشروع الديمقراطية , وتزيد من فرص ظهور دكتاتورية , مع الأخذ بنظر الاعتبار البُعد العشائري , والتزمت العائلي , وسوء التعليم وتخلفه , والفقر والبطالة والجهل , والانهيار الثقافي , وتقاعس العالم الديمقراطي عن اتمام التزاماته تجاه العراق , ولسنا نعلم بالضبط ؛ هل هو تقاعس ناجم عن عجز , أم تقاعس نفس النظام الديمقراطي المطبق في العراق , ونحن تحدثنا في مقال سابق عن هذا الموضوع , وقلنا بنوع من القصدية الأمريكية تثاقلت بسببها عن توفير دعم < كامل > لإقامة نظام ديمقراطي ممكن في العراق , وان صدق بعض السياسيين بتوجيه التهمة للولايات المتحدة لتجاوزها نتائج الانتخابات وتكريس نظام طائفي , فاننا نتزود بأدلة إضافية تبين عدم مصداقية< مكتملة> متفق عليها أمريكياً  بخصوصنا .. وماذا أرادت أمريكا بالضبط , هل سعت لاستبدال حكم الطاغية الروماني بحكم الطغاة الثلاثين الأثيني , هل سعى بوش الابن < قيصر أمريكا > لاستبدال صدام حسين < قيصر العراق > والإتيان بمجموعة من القياصرة من منطلق أن الديمقراطية العراقية ستكون عددية لا تعددية , كمية لا نوعية , متجمدة لا متجددة ؟؟؟…

هل سعت أمريكا للانتقام من العراق عبر شرعنة ديمقراطية لسلطة العشيرة – العائلة – الفرد , أم أننا نحن من كنا وما نزال مصرين على الولاء المتزمت للثالوث السلطوي المؤطر بنفحة قدسية , إلى الحد الذي دفع أمريكا لحزم حقائبها , والانسحاب , وترك العراق , والمنطقة , لتختار ربيعها ؟؟؟…

ان عائلة السلطة في الواقع السياسي العراقي تشبه إعادة تدوير لسلعة استبكت من مادة واحدة , وإن كانت إعادة التدوير تعطي اشكالاً مختلفة في كل مرة , إلا أن المادة المسبوكة تبقى واحدة في الأساس , ولا تصلح – إلى الآن – لتمتزج مع مواد أخرى لتكون سبيكة , والنظام الديمقراطي سبائكي التشكل , بينما السبك السياسي يكون من جنس خامته فقط , في كل مراحل تدويره , ان عائلة السلطة تتغير وتبقى السلطة <2>, فكرة السلطة , وعائلة السلطة تعمل بأسلوب التسلط , الهيمنة القاهرة , فهي كل عائلة شغلت حيز السلطة – المتسلطة – القاهرة – وهي بالتالي < بحسب الوصف الأقرب لواقع أصولها > تنتمي للقبلية المتسلطة , والتسلط العائلي , والتسلط الأبوي , وهذه العوامل بلورت شخصية الحاكم فجعلت منه متسلطاً , فتم التعبير عن نوع من إرادة المجتمع, إرادة مجتمعية قاهرة قهرت نفس المجتمع فتمركزت في وعيه كخيار وحيد, وضلت تعيد تدوير نفسها في عقلية هذه المجتمع فأنتجت قهراً أكبر يتمثل في النظام السياسي , وهنا توهم المجتمع , أو اعتنق توهماً مفاده أنه – المجتمع – مضطر تحت ضغط قدر غيبي للانصياع لديمومة الظاهرة القاهرة , فتشكل المجتمع المقهور , وتشكل المتسلط القاهر , وفي مقاربة توضيحية نستلها من أحد قوانين الديناميكية الحرارية < كل شيء مغلق نتيجته الفشل > نعرف نتيجة عملية إعادة التدوير , إذ ستكون النتيجة فشلاً حتمياً , ونحن تجاوزنا مرحلة الوقوع بالفشل إلى مرحلة تدوير الفشل , وتجاوزنا المرحلة الثانية , انها مرحلة تقسيم تدوير الفشل إلى أكثر من تدوير , وهذا ما عبرنا عنه بالصراع الأفقي .

لماذا يصر المجتمع على الانصياع لديمومة الظاهرة القاهرة ؟؟

1-  لأنه أنتجها ولا يتقبل أي منتج خارجي , وللقدسية دخل في هذه المسألة , وعندنا المجتمعات تتعرض للذبح الجماعي بسبب اعتناق فكرة مقدسة غير قابلة للنقاش .

2-  الانغلاق على العشيرة وقوانينها ومتطلباتها يولد انغلاقا آخر أكثر ضيقاً  , وهو الانغلاق على العائلة , وبالتالي ينتج انغلاق أكثر ضيقاً  – الانغلاق على الفردية – وما على هذه الفردية إلا أن تختزل نفسها في فرد , ويختزل الفرد كل تلك الانغلاقات ويُعيد تسليطها بتكثيف على المجتمع , فيُعيد المجتمع تدوير هذا الاختزال في ذهنه , ومن ثم في واقعه.

3- التردي الثقافي , وأحادية الثقافة , والافتقار للتنوع الثقافي<3> , كلها أسهمت في تشكل مجتمع لا يستطيع تشريح أزمته وتقصي الحلول والانتفاع من التجارب العالمية المماثلة والتي أنتجت مخارج وحلولا .

ان انصياع المجتمع يعبر عن مرض اجتماعي مزمن أدى إلى إدمان تعذيب الذات والآخر الشريك في الوطن, وهذه الإدمان يقترب من حالات الانتحار الجماعي, وانتحاراتنا الجماعية تتحقق بقيادة حاكم يتبع سياسة انتحارية, وهذا الحاكم الذي يتبع هذه السياسة جاء كنتاج مجتمعي , وهو يؤدي عملية تغذية المجتمع ارتجاعاً بالإدمان – المرض , فتبلور نوع من التبادل القهري بين الحاكم القائد ومجتمعه , والمجتمع بدايةً هو البيئة التربوية للحاكم القائد , والقائد هو البيئة السياسية للمجتمع , انه من يمأسس البيئة , وعبر التبادل بين البيئتين ظهرت ثقافة وطنية عميقة تجذرت في وعي المجتمع , وفي شعوره الباطن , وأنتجت – عبر الأجيال –  عاطفته , وحددت سلوكه , وصيرته عبداً متعبداً لفكرة السلطة , وبالتالي متعبداً لها برموزها , وهنا ستتجلى لنا عائلتان متزامنتان في المسيرة العامة السياجتماعية , عائلة السلطة التي هي كل عائلة دفعت بحاكم سياسي للسلطة , وعائلة السلطة التي هي مجموع الحكام السياسيين الذين أمسكوا بزمام السلطة , وفور اكتشافنا للعائلتين ستظهر أمامنا الصورة بأبعاد ثلاثة , والبعد الثالث هو العائلة المالكة للحقوق الفكرية لفكرة السلطة , انها العائلة التي تختفي وراء العرش , ولنا مشروع كتابة حولهم , وحديثنا هنا عن صناعتهم , وتصنيعهم , صناعتهم للسلطة السياسية التي تحايث انصياع المجتمع لمنتجه القهري , وتصنيعهم لعملية إعادة تدوير المنتج القهري سياسياً  , ومن ثم يتكفل الإنتاج السياسي بتعزيز قهرية المجتمع وتقهقره , فتتعمق ظاهرة قهرية المجتمع عبر الأدوار الأولية التي تقوم بها القبيلة والعائلة الشعبية , وتسلط ولي أمر العائلة الشعبية , وتتربص العائلة المالكة بمخرجات الأدوار الأولية وتنتخب من يتناسب مع مقاسات فكرة السلطة , وتشرع بدفع عائلة للسلطة , ومن عائلة السلطة ينفرد فرد بالسلطة , فيؤدلج الظاهرة القهرية ويقذفها برحم البيئة الاجتماعية , في أنساقها التعليمية والتربوية والثقافية والفنية , وهو- الحاكم السياسي – كان قد تأدلج بفكرة السلطة…   وتستمر الظاهرة .

ان عائلة السلطة ضرورة ملازمة للحاكم السياسي , لكي لا يظهر حاكم سياسي يتعكز على الحزب السياسي , وقد تتكرر الحالة بمعاونة مثقفين ومفكرين اطمأنوا لهذا التحول فجندوا عقولهم وأقلامهم  وإمكانياتهم لاستغلال التحول ليجعلوا له ثقلا في الأوساط الثقافية والأكاديمية ليكثر المروجون للتحول وتنساق أجيال من الطلبة والموهوبين والأذكياء والأساتذة والساعين للتحرر خلف بهرجة الترويج للحياة السياسية ولذتها فيتكون ما يشبه التمويل الذاتي داخل هذه الحركة المفصلية , ونحن شهود عيان على جرائم تصفية المفكرين والمثقفين والمبدعين والعلماء والنخب السياسية الذين رفضوا الانخراط بركب عائلة السلطة , تلك العائلة البذيئة المخادعة المغرورة القاسية , ورأينا كيف كان مصير كل من يخرج من جو البذاءة من أفراد العائلة , ستكون نهايته أكيدة , فمغريات السلطة , ولذة السلطة , وعفونة فكرة السلطة , والانتقاء الدنيء لنوعية العائلة , وجذورها القروية , كلها عوامل تشكل وحشية عائلة السلطة التي ترافق فكر وشخص الحاكم السلطوي لتذكره دائماً وأبداً بخلفيته الاجتماعية , وتبعده عن ممارسة الحياة السياسية الاعتيادية , والاستغراق بسياسة الدولة المؤسساتية , ويقف ولي عهد الحاكم على أهبة الاستعداد ليخلفه إذا ما عبر عن إرهاقه من الشبع المفرط من هذا الدور ومحيطه وأظهر جوعاً مفاجئاً لسياسة مغايرة للفكرة , سياسة حاكم دولة يحلم بأمجاد حقيقية , ويسعى لصناعة وقائع تاريخية حقيقية محترمة تمجده , عندها , عند ظهور هكذا ميول , يقتله أبنه أو أحد أقربائه أو المقربين منه , وبالمقابل ؛ وعند تضخم ظاهرة عائلة السلطة إلى مستوى حرج , سيأتي الاحتلال الخارجي , ويُصار إلى إعادة تدوير وفق فكرة متجددة , ولا يجوز أن نلوم الأمريكان بقدر لوم أنفسنا , فالتدخل الأمريكي جاء بعد احداث سبتمبر في ولاية نيويورك , وثقافتنا الاجتماعية , والسياسية , على استعداد لتوفير الذرائع لكل من يريد الاستحواذ على أراضي غيره من البشر , ونبقى في دوامة الانغلاق الاجتماعي المعهود , وندفع الأضاحي في ادوار إعادة التدوير , تدوير الفشل المتكون من تراكيب القبيلة – القرية , العائلة الشعبية – عائلة السلطة , الحاكم المتسلط – لا شريك له , ولن ننعتق من هذه الدوامة الجهنمية , فمن لا يُصلح نفسه لن يُصلح أبداً .

واهمٌ من يتصور أن التغيير والانعتاق سيأتي غداً , أو بعد غد , وعلى هذا الواهم أن يتفحص أوهامه , ومن ثم يبصر جهنم إعادة التدوير , وأدعوه ليدقق النظر ليدحض أوهامه , وان شاء تمسك بها , فلن يختلف شيء …               

—————————————————————

1 – حينما وصلت إلى هذا الحد, توقعت سؤالاً : هل تريد أمريكا التغيير في العراق, أم لا ؟؟ ..

في الواقع أننا نُقيم مقاربة هي أقرب للتوصيف منها للتفسير, ولكن نعتقد أن التواصل العدائي ليس بالقانون الصلد غير القابل للتأثر, ورغم كل فكرة واستنتاج , فاننا مصرون أن نرى الآخر كعدو لا يتغير موقفه .

2- لنا وقفة مع موضوع تغير عائلة السلطة وبقاء < فكرة السلطة >, وذلك في مقال آخر.

3 – لنا وقفة مع التنوع الثقافي والحضاري في العراق , إذ سنتعرض إلى هذا الموضوع بشيء من النقد , فالمكونات الثقافية والحضارية تعرضت للتهميش والإقصاء والتنكيل مما سبب فقرا حضاريا وثقافيا لبلادنا .