عندما ترى بساطتهم وطيبة قلوبهم تشعر ان الدنيا مازالت بخير وان العصرنة والعولمة لم تغير شيء من حياتهم فمازال ديوانهم يحتفظ بتراثه وبناءه الطيني ومازال سقف بناءه متراصف من الخشب والقش وصريفة البردي..
انه عائلة الحجل المنتمية بجذورها الى قبيلة الجبور عشيرة الواوي يسكنون قرية كانت بالأمس القريب نائية وبعيدة عن المدن التي من حولها كونها لم تكن تملك طرق معبدة اما اليوم فلقد رأيت قسم من طريقهم الرئيسي معبد بمادة الزفت مع الجير الاسود…
عندما تحل ضيفاً على هؤلاء القوم تشعر وكأنك قد ملكت الدنيا باسرها لضيافتهم التي لا يمكن وصفها بهذه المقالة.. يقدمون لك الخيرات مع الهلا ومرحبا ولسان حالهم يقول اعذرنا من قلة واجب الضيافة ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فوالله انني وجدت فيهم الامير حاتم يخرج من جديد ولكنه هذه المرة من آل الحجل من ابناء السلطان جبر.. ورغم كل تداعيات الثقافة الحضرية في المدن الا انك اخي الكريم تشاهد النظافة في المأكل وطيبه ولذته إضافة الى الثقافة العالية التي يتمتع بها ابناء هذه القرية وذكائهم ودقة معلوماتهم ومعرفتهم بما يجري حولهم من احداث كانت سياسية او عشائرية وكذلك حفظهم لتراثهم وقولهم الشعر البدوي وبطريقة بلاغية دقيقة جداً…ولقد كانت مجالسهم مؤنسة واضحة المعاني لا يوجد فيها اي نوع من الاضغاث في الكلام..
ومع تلك الابعاد النائية للقرية تجدهم يستقبلون في مضيفهم العامر اشخاص اتوا اليهم من القبائل العربية الاخرى والاهم فيهم ان الجميع يقومون بواجب خدمة الضيف وبنفس واحد والجميع يعرف واجبات الضيافة والكل قد تخرج من مدرسة الضيافة العربية والقهوة مازالت دلالها عامرة والفنجان مازال معطر بالبن..
فلله دركم يا عائلة الحجل الجبورية العربية وانتم تسكنون عند الجانب الشرقي لقطر نجمة الممتد بالقرب من شارع بغداد الى ناحية القيارة في عمق جزيرة جنوب الموصل
ولله منا شهادةً بكرمكم وجودكم وبارك الله لكم في اعماركم وبارك الله في رزقكم وفي مواشيكم التي هي جزء من مصدر الدخل لديكم ..
وبارك الله في طيبة والدتكم الشيخة ام ناظم التي انجبتكم كراما عزيزين والتي وهبها الله صفات الكرم وزرع قلبها على محبة الناس…
لكم منا التحيات ايها الكرام ولكم منا السلام في الختام ولقرية الطاسة التابعة لناحية الشورة العز والازدهار…..