18 ديسمبر، 2024 9:44 م

عائداً الى الخلف ( هامّاً بمغادرة الحضرة العلوية المشرفة) بخطوات قصيرة وبطيئه

عائداً الى الخلف ( هامّاً بمغادرة الحضرة العلوية المشرفة) بخطوات قصيرة وبطيئه

وبالتحديد عند باب الطوسي الذي مسح عليه بكفه اليسرى ووضع اليمنى بلطف على صدره . ذلك الصدرالذي حمل النور والمعرفة والعلم، وحمل الوجد والالم والحزن، كعادته عندما يستأذن أمير المؤمنين هامّاًبالخروج من حضرته، وقبل ان يلتف ليكمل طريقه استوقفه أحد الشباب من طلاب العلم قائلًا – نعم هذا انت. انت هو الشهيد الصدر وارتمى على كتفه ويده يقبلهما . لم يرد السيد على صراخ الرجل وهمّ بالخروجبسرعة لكن سرعة تجمهر الناس حوله منعه من ذلك

كما انه انتبه لنفسه كيف يُنادى بالشهيد وهو واقف بينهم حي ! ونبهه ذلك إلى ان ثمة شي غير طبيعي وأنهناك الكثير مما يحتاج إلى التوضيح! وليس اخرها موضوع شهادته أو منفاه، عدا انه ليس من عادتهالخروج من باب الطوسي .

تعالت الاصوات بمعجزة عودة الشهيد محمد باقر الصدر الى الحياة وحثت الجموع السيد الصدر بالتوجهالى بيت المرجع السيد السيستاني لكنه اصر على رغبته بالتوجه الى بيته مستغربا اصرار الناس علىذهابه الى بيت السيستاني ولماذا السيستاني بالخصوص ! ملتمساً بلطف ممَّن يقفون في طريقه التنحيوالسماح له بالمرور، فجأة انفضّت الجموع خوفاً وهلعاً وكأن عزرائيل صفق بجناحه بينهم ، وامسك 3 شباببيدي السيد الصدر واقتادوه عنوة كالمعتقل وبدون اي احترام : ( من انت ومن الذي دفعك ضد بيت الصدر ؟ )سأله احدهم ، فلم يجبه السيد فاعاد عليه الاخر ذات السؤال ، فقال له السيد وهل تعرفون من بيت الصدرأحداً يا أبنائي ؟ فقالوا له نحن اقرب الناس الى بيت الصدر ونحن نمثلهم ! فقال تمثلون آل الصدر بهذهالاخلاق !

تمثلون آل الصدر ولا تعرفوني !

حوار عقيم دار بين السيد العائد من المجهول وبينهم انتهى بخيبة الأمل حين تأكد له انهم لايعرفونه حقاً .

في هذه الاثناء انتشر الخبر في كل ارجاء المدينة والبلد وتأكد للجميع خبر حياته او بالأحرى عودته، ولكنالخبر بقي بين تداول الناس وشهود العيان وتأويلاتهم ولم يمر له اي ذكر في اي من قنوات الاعلام العامةوالخاصة بالرغم من معرفة الجميع بالجهة التي اعتقلت او اخذت السيد . ومع اختفاء السيد الصدر، اختفىفجاة كل ذكر لساسة البلاد في قنواتهم التي كانت تنفخ في ابواقهم صباحًا ومساء وبرغم كل لقاءاتهم التيلم ينجحوا بالتعتيم عليها، لم يخفى على الشارع العام مدى اضطراب الساسة والعلماء وكل الذين كانوايتنابزون

بحبهم أو قربهم من الشهيد الصدر وعدم ترحيبهم بفكرة عودته حياً مرةً أخرى، وكذلك لم يخفى على كلالناس سبب الوفاة المفاجي بعد ايام قليلة للسيد الصدر الذي حرم بعد شهادته الثانية حتى من لقب الشهيد.