23 ديسمبر، 2024 4:38 ص

ظُلمٌ يتكرر لعزيز العراق

ظُلمٌ يتكرر لعزيز العراق

“من أشد أنواع الظُلم, أن يلعب الظالم دور الضحية, ويتهم المظلوم أنه ظالم”/ ديفيد هلبرت , عالم رياضيات ألماني.

خلال صفحات التأريخ, نجد أن الظلم كثيراً ما يطال, الشخصيات التي تحمل المشاريع الخلاقة, من قبل طغاة حاقدين, أو أناس يتجاهلون قيمة ما يحملون.

نتناول في هذه المقالة, شخصية من الشخصيات, التي نشأت ترعرعت, في بيت العلم وبين كتب العلماء, فقد ولد في مدينةٌ تَشع بنور العلوم؛ ليغادرها مُكرهاً مع أهله ومحبيه, أملاً بالعودة وإرساء قواعد دولة العدل.

السيد عبد العزيز الحكيم, ولد في النجف الأشرف ولد عام 1950, أصغر أبناء زعيم الطائفة الإسلامية, السيد محسن الحكيم, قدس سره الشريف, درس على يد علماء أفذاذ, كالسيد الشهيد محمد باقر الصدر, والسيد محمود الهاشمي, والمرجع الأعلى السيد الخوئي, إضافة للرعاية من قبل أخوته, ومنحه كثيرا من علومهم وشمائلهم, ونخص بذلك السيد شهيد المحراب.

كان عام 1979 نقطة تحول كبيرة, في حياة السيد عبد العزيز, فبعيد الإنتفاضة الرجبية, ليدخل معترك الحركة السياسية والإجتماعية, لمواجهة الظروف المُستجدة, أختير من قبل السيد محمد باقر الصدر؛ كعضو في اللجنة الخاصة, لبناء مشروع المرجعية الموضوعية, ما يثبت أهليته للقيادة.

بعد الظلم الذي تعرض, له السيد عبد العزيز الحكيم, من قبل الحكم البعثي الصدامي, حيث اعتقل لمرات كثيرة, وإعدام أكثر من ستين شخصاً, ما بين عالم وأكاديمي, ولم يسلم بعض الأطفال, هاجر مع ما تبقى من آل الحكيم؛ حيث لم يجدوا حينها ملاذاً, غير الجمهورية الإسلامية في إيران.

سقط صنم البعث, ليعود مع أخوته المجاهدين, وهو يحمل مشروع بناء العراق وخدمة مواطنيه, مستلهما من المعاناة كل خطوة, توصله للهدف المنشود, ويكفينا فخراً به, كلمة المرجع الأعلى السيد السيستاني, دام ظله الوارف, عند مقابلة لأقطاب المعارضة العائدين” أقدر جهادكم لكني, لا عنكم شيء, وسيكون تعاملي معكم, من خلال السيد عبد العزيز الحكيم حصراً.”

شخصية نادرة التكرار, بحيويته ونشاطه ومثابرته ومودته, لجميع من خالطه طيب القلب شجاعاً, ويستحق أن يقال له حقاً, أنه رجل المهمات الصعبة, وقد كان له الدور الأسمى, بعد رحيل أخيه شهيد المحراب, في تحمل المسؤولية, وحلحلة كثير من الأزمات السياسية.

لم يزول الظلم عن تلك الشخصية النادرة؛ حيث فقد المعارضون العائدون, الرؤية المستقبلية لبناء للعراق الجديد, فعارضوا بشدة مشروعه, بإقامة إقليم الوسط والجنوب, الذي يحفظ حقوق تلك المحافظات المجاهدة المظلومة.

ولنا أملٌ بمن أوصى به من بعده؛ ولده السيد عمار, ليزداد الظلم بمخالفة الوصية, حسدا من قلوبٍ لا تحمل رد الجميل, ليولد على يده, مشروع تيار الحكمة الوطني, سعياً لإعمار حقيقي, ببناء دولة المؤسسات.

ثُلم المشروع السياسي, برحيل عالمٍ قلما نجده, في عراقنا الجريح, الذي صبر عقوداً أملاً بالحرية, وتوفير الرخاء للمواطن, إلا أنَّ القدر الإلهي, له ما له علينا.

صبراً على المصيبة, فلم نفقد الأمل, ما دمنا للحق عارفون, وعلى الوصية مبايعون وللظلم محاربون, ولتحقيق العدالة ساعون.