23 ديسمبر، 2024 3:06 م

منذ ان دخلنا نفق الحروب ، ونحن ننتشي لافعال القوة ..نصفق للانتصارات الزائفة ونرقص على انغام الاغاني الحماسية ونحن نودع ابناءنا الى ساحات القتال والموت..ومع تواتر السنين ، صارت مظاهرالقوة ملاذا لنا من الخوف من المجهول ، فبات بعضنا يتشبث بالسلطة ..بأية مهنة لها علاقة بها سواء بالقوات المسلحة او الامنية او حمايات المسؤولين عسى ان يحمل سلاحا او يرتدي بدلة رسمية تؤهله ليكون محميا في الشارع ..وبات بعض آخر ينتمي لكتل او احزاب تمده بالقوة والحماية ..أما من يفضل العيش بسلام وممارسة اعمال وهوايات يحبها وكسب رزقه بطرق شرعية حتى لو كان المكسب بسيطا فسيكون مكشوف الظهر أمام من تربى على ثقافة القتل ، ولن تبرر له سلميته وبراءته الخلاص من القتل بدون سبب ولأي سبب ..
خلال الاسبوع الفائت ، تعددت الاسباب وبقي الموت واحدا وقريبا جدا منا بل صرنا نشعر جميعا بأننا نوشك في اية لحظة ان نصبح زبائن لموت مفاجئ وسريع ومريع غالبا…
الفنان الشاب كرار نوشي مثلا قتل بايدي مجرمين يمارسون القتل كعقوبة لكل من يخالف افكارهم المتحجرة ..وماحدث بعد ذلك يخالف كل قوانين العالم التي تقول بان المجرم والقاتل لابد وان يلقى العقوبة ..العكس هو الصحيح في بلدنا فالمجرم حر وطليق ويمكنه ان يعاود الكرة ويقتل بريئا آخر دون عقاب أو حساب بينما تمارس العقوبة بحق كرار وغيره من الأبرياء لأسباب شتى ..
في نفس الاسبوع ، تعرض أحد المواطنين في سيطرة الصقورقرب الفلوجة لهيمنة القوة على الشارع العراقي فلم تشفع له براءته او محاولته العيش بسلام وأصبح ضحية لتهور رجل أمن استخدم سلاحه لفض الازدحام قبل ان ينتبه الى ان هناك خللا في تامينه–كما ذكر قائد عمليات تحرير شرق الانبار-الذي اعتبر حادثة القتل غير متعمدة ، في الوقت الذي يروي الاهالي فيه قصة مختلفة فالقتل حدث بعد مشادة كلامية مابين شاب كان ينوي عبور السيطرة ومنتسب في القوات الامنية انتهى بمصرع الشاب ..وهكذا كان للقوة حضورها في الشارع ليس لخدمة المواطن وتحقيق العدالة له بل لقتله –عن طريق الخطأ – ..
اسباب اخرى للموت وجدت لها مكانا خلال هذا الاسبوع كوفاة شرطي مرور في البصرة تحت تاثير موجة الحر لوقوفه عدة ساعات في حرارة الشمس التي بلغت درجتها اكثر من 50 درجة مئوية بملابس غير مناسبة وفي مكان خال من المظلات المرورية ..وهذا الرجل لم يقتل بيد مجرمة بشكل مباشر لكنه ذهب ضحية الاهمال الحكومي فلا من تقليص لساعات عمل شرطة المرور في الظروف الجوية ولامن عناية صحية تقيهم عوارض التعرض لضربة الشمس أوالتيفوئيد…واذا كان يمكن لاسرة قتيل سيطرة الصقور أن تحصل على فصل عشائري من اسرة المنتسب فمن سيدفع ثمن حياة شرطي المرور ؟…
انه الموت –السهل- الذي يتنقل كاللص بيننا في العراق ليختطف ارواحا بريئة تحت مسميات واسباب مختلفة كالقتل الطائفي ، واختلاف الافكار، والانفجارات ،بينما تبقى الضحية واحدة دائما ..(المواطن العراقي ..حين يكون مكشوف الظهر )!!