تعليقاً على حدثي عقد مؤتمر القمة بين العراق والأردن ومصر ، وزيارة مصطفى الكاظمي للسعودية .. كتبت مقالتين هنا في موقع كتابات.. أكدت على ان إيران تريد إرسال رسالة طمأنة الى أميركا ومحورها العربي بعرض مشروع تقاسم العراق ، وفي المقابل هللت معظم وسائل الإعلام والكتاب فرحا بعودة العراق الى حضنه العربي وأُعتبر الأمر إنجازا وفتحا كبيرا للكاظمي رئيس الوزراء الشكلي بدون سلطة ، والذي ليس لديه سيطرة حتى على شوارع بغداد رغم وجود مليون جندي وعنصر أمن تحت سلطته معظمهم فضائيين تذهب رواتبهم الى إيران مع باقي الفضائيين في الوزرات الأخرى .. ويوم أمس ظهر على شاشة إحدى الفضائيات بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء والمطلع على كواليس النشاط السياسي في العراق ، والصديق الشخصي للكاظمي ، وكشف عن معلومة أكد فيها ان زيارة الكاظمي الى السعودية جاءت ضمن سلسلة مهمات يقوم بها الكاظمي كلفته بها إيران لنقل رسائل الى السعودية ، وانه منذ مدة طويلة قام بنقل عدة رسائل لسعوديين ، والإتفاقيات التي أبرمت بين العراق والسعودية هي حبر على ورق وغطاء لمهمة نقل الرسائل.
وواضح ان الكاظمي تتعامل معه إيران على انه مجرد موظف لديها تكلفه بمهمات ساعي بريد لديها مثل كافة المسؤولين العراقيين وآخرهم عادل عبد المهدي الذي صرح عن قيامه بمهمة ساعي بريد بين إيران والسعودية ، والمثير للسخرية إستمرار أكاذيب الكاظمي المعتادة إذ صرح في وسائل الإعلام انه ليس ناقل رسائل للسعودية قبل زياته لها ، وهي كذبة تضاف الى قائمة الأكاذيب التي أطلقها وفي مقدمتها وعود إعتقال ومحاسبة قتلة هشام الهاشمي وريهام يعقوب وباقي الناشطين والمتظاهرين !
في الأفق تلوح ملامح تحولات في المشروع الإيراني بعد تغير خارطة مراكز القوى على أرض سوريا ودخول روسيا وتركيا والوجود الأميركي .. وإستعداد دول الخليج إعادة إعمار سوريا مقابل تخليها عن الحليف الإيراني .. هذه المتغيرات جعلت إيران تدرك انها خسرت نفوذها في سوريا وفي طريقها للرحيل من هناك .. لذا أصبحت إيران تركز على الإحتفاظ بالقسم الشيعي من العراق بمدنه وسكانه وثرواته ، مقابل منح القسم السني الى المحور الأميركي العربي ، أي إيران صارت تتصرف بمصير وسيادة العراق وثرواته علنا دون خجل وبكل وقاحة تساوم عليه بإعتبارها دولة محتلة للعراق وتطالب بالثمن وعقد الصفقات بشأنه !
هل تنجح مثل هذه الصفقة ؟ .. إدارة الرئيس ترامب رفضت مثل هذه الشراكة في العراق ، لكن الآن الأمر يتوقف على مدى إستعداد إدارة بايدن على إهتمامها بالعراق ووحدته ومصالح أميركا ، ومؤسف ادارة بايدن تبدو مرتبكة وأشبه بإدارة من هواة السياسة ، وأيضا يعتمد على موقف السعودية وباقي دول الخليج وإسرائيل وماهي الضمانات التي تقدمها إيران بخصوص أمنهم القومي بشأن نشاطات الميليشيات في العراق .. لكن الأمر المؤكد ان إيران مقبلة على إجراء مفاوضات مع أميركا واروبا ودول الخليج وإسرائيل وهي مذعنة ومجبرة على مناقشة وجودها في دول : اليمن والعراق ولبنان وسوريا ، وكذلك موضوع صواريخها إضافة للبرنامج النووي .
مؤلم جدا ان يتحول العراق بكل تاريخه وثقله الى ورقة مساومة بيد العجم الإيرانيين بسبب العملاء من العراقيين .. أمر غريب عداء الشيعة الإسلاميين لوطنهم وخيانته من (( إبن العلقمي )) الى الساسة والأحزاب الشيعية الحالية !