23 ديسمبر، 2024 3:06 م

ظهرت عوراتهم وسقطت ورقة التوت ..

ظهرت عوراتهم وسقطت ورقة التوت ..

إن الحرب التي تدور رحاها  الآن على ارض الشام قد كشفت الكثير من الأوراق التي لا يمكن كشفها وقراءتها لولا الأحداث  فيها  وانه لولاها  لبقيت هذه الأوراق  طي الكتمان إلى عقود طويلة قادمة  .ولكن الله بالمرصاد وان حبل الكذب قصير كما يقال ..
كشفت الثورة السورية التي اندلعت بإرادة شعب ذاق الويلات من نظام دموي هو امتداد بل هو سابق في الجريمة والخيانة لنظام صدام البعثي فنظام بشار وصدام لا يختلفان كثيرا كلاهما من منبع واحد خطا  انهر من الدماء على ارض العراق وسوريا واستباحا الدماء البريئة للشعبين .. فأن مسلسل المقابر الجماعية والإعدامات الميدانية والتعذيب والاغتصاب وهدم المساجد والبيوت الآمنة على رؤوس ساكنيها واستخدام الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة والمفخخات والعبوات كل هذه الأدوات  من جغرافيا واحدة   لنظامين توأمين  مجرمين متوحشين ومتوحدين في الأيدلوجية والأسلوب …وتضاريس هذا المسلسل المعاد   قد كشفت النوايا على اختلاف أشكالها ومرجعياتها ..وهذه النوايا مكتوبة بلغة سادية عنصرية  حروفها ورموزها الطائفية والنهب والصالح الشعوبية الضيقة ..
قد كشفت حقيقة الأدوار لكل من إيران والنظام المرتبط بها في العراق في دعم النظام الإرهابي البعثي في سوريا وهذا ليس غريبا من فلسفة النظام الإيراني الطامع المتمترس خلف ساتر الدين والأسلمة المزيفة , ليس غريبا من هكذا نظام يرى أنه احد محاور صراع الحضارات الذي يدور رحاها في المنطقة ..ويريد إجبار العالم قبوله كند وقطب لا يستغنى عنه ..
فإيران ومعها نظام المرجعية  في النجف التي تقف داعمة حكومة بغداد بكل قوة وشراسة فالمالكي نفسه صرح في لقاء جمعه مع شيوخ العشائر في بغداد قبيل الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب بأن  السيستاني وعند زيارة المالكي له قال له انه يحبه ويحترمه وانه فعل أي السيستاني مالم يفعله مع أي شخصية أخرى أن قام مودعا له حتى باب دهليزه المقدس .. إن هذا النظام المدعوم كليا من طهران الذي تمكن وبغفلة من الزمن من السيطرة على مقدرات الأمور في بغداد يرفع  عقيرته بلا خجل أو وجل لدعم النظام البعثي في سوريا وكم أوجعوا  رؤوسنا وملئوا الدنيا زعيقا ونباحا كاذبا وادعاءات انفعالية وصخب مخادع بأنهم ضد البعث وتوجهاته وأفكاره الماسونية الصليبية العفلقية وبقية الشعارات الواهية وحملة اجتثاث البعث التي تشبه إلى حد كبير حملة صدام الإيمانية التي لم يؤمن فيها احد …. وسرعان ما كشفت الثورة السورية أباطيل المبطلين وخداع المخادعين وإذا  بهم يهرعون لدعم  نظام البعث في سوريا دعما منقطع النظير مستفزين بذلك الحزن والألم الشعبي بالمستوى العربي والعالمي  على أبناء سوريا وهم يقتلون بالجملة أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنا ..فها هم يرون حليفهم البعثي يواجه ثورة الشعب فادلهمت دنياهم ادلهام سجف الليل ولبسوا جلابيب حنادس الظلام  وشرعوا فتاوى  أئمة الظلال والظلام  وأضفوا عليها هواجس الطائفية لدعم تلك العصابات الفاشية  والزمر المنحطة التي أدمنت القتل والتدمير حيث تستمد زخمها الإجرامي من ثقافة الحقد الأعمى والجهل والأمية  والخرافة وفقدان الذاكرة والهوية وتحتسي خمور النذالة والخيانة من عواصمها الإقليمية في الجوار العراقي التي أصبحت مصدر االشرور لعراقنا الحبيب وللمنطقة برمتها واستعانوا بهلوسات الكوراني ومشايخ الصفوية الفاسدة لتخويف الناس من الوحش القادم المجهول الذي لا يعرف له شكلا او شخصا إلا في مخيلة الإيرانيين المريضة ..
فأين فوبيا البعث الذي كنتم تخوفون وأين أخطاره الذي كنتم تشيعون .. واخجلتاه من فاضحات السرائر وموبقات الجرائر أصحاب الذنوب والعيوب الذين سلكوا طرق المهالك بعد أن اسودت وجوههم وخرست ألسنتهم وطبع على قلوبهم وغلت أيديهم وباءوا بغضب من الله وعظيم سخطه وهم يرون  بأعينهم العوراء كيف يلقى ببراميل البارود ممزوجة بالوقود وهي ترمى على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ .. (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) فهالت الأهوال وحالت الأحوال وظهر وجه الأشرار بفضيحة العار والشنار فدهتهم  الدواهي وغشيهم العذاب وأذلهم الخسران المبين وأصابهم كسر لا يجبر وفقر لا يزاح وهلعة لا تسكن وذلة لا تعز وأحلام وأماني لا تبلغ وخلة لا تسد وكرب لا يفرج وظمأ لا يطفى وقرار لا يستقر وبئس للظالمين بدلا ..