18 ديسمبر، 2024 8:47 م

ظهرت حقيقة عمارالحكيم والتحالف الوطني

ظهرت حقيقة عمارالحكيم والتحالف الوطني

انتقد اتحاد القوى اجتماع الهيئة العامة للتحالف الوطني، تحت قيادة عمار الحكيم، وهو رد فعل تعودناه من اتحاد القوى، الذي اثبتت التجربة ان معظم مكوناته واعضائه اتباع ينفذون مايريده الاخر، لتحقيق اهدافه مقابل الاموال او بموجب صفقة معينة ينتفع منها احدهم، اما شارعهم ومايريد، مستقبل اجيالهم فهو اخر مايفكر به هؤلاء، ان ادركوا ان لهم جمهور، دفع ويدفع اثمان باهضة، كان هؤلاء الساسة سببها الرئيس، تارة لتبنيهم النبرة والنعرة الطائفية واثارة عواطف الجمهور السني وتآليبه ضد واقع يفترض ان يتعايش معه، لتثمر ردود افعال هذا الجمهور بأغلبيته احتضان تنظيم الدولة، والانضمام اليه، لتحقيق اجندة امريكية خليجية لا يختلف فيها الا معاند.
 بالعودة الى موقف اتحاد القوى على انعقاد هيئة التحالف الوطني، نجد مقدار الانهزام بهذا الموقف، خاصة واننا تعودنا من تحالف القوى ردود الافعال فقط، حيث نوهنا مرات ومرات الى مكامن الخطر والقوة لدى السلطة الحاكمة، وضعنا لتحالف القوى مؤشرات على رجال ايران ومنفذي اجندتها التي صدعت رؤسنا تصريحات اتحاديو القوى في انتقادها دون فعل.
التحالف الوطني كما ذكرنا سابقا حزم امره، وعاد لاقوى قادته في تنفيذ وفهم ماتريده ايران، عمار الحكيم الذي رضع السياسية الايرانية واساليب الوصول الى الاهداف الاستراتيجية، ابتدأ الخطوة الاولى التي سيقلب بها الطاولة على منافسي الشيعة في الساحة السياسية وسينجح بدون شك، رب سائل يسأل كيف؟ وماهي المعطيات؟ 
  الاول: ان اغلب نواب البرلمان العراقي”عدى القادة”،يشعرون بالتهميش والتغييب، فلا رأي ولا موقف، انما يختصر دور اغلبيتهم على رفع او خفض الايادي اثناء التصويت بناء على مزاج او موقف “شخصي او حزبي او كتلوي” لرئيس الكتلة، لذا تجد هؤلاء النواب ضيوف دائميين لدى القنوات الفضائية للتعبير عن ارائهم، مما جعل حالهم لايختلف عن حال من انتخبهم، فكلاهما ينتقد ويشتم دون آثر او تآثير، مع ملاحظة الفارق ان النائب يتلقى ملايين كثمن لصراخة ورفع او خفض يدة!  عمار الحكيم شخص ذلك بدقه، ليعالجه بأجتماع الهيئة العامة للتحالف الوطني، ومن اعمالها مناقشة قرارات ومواقف التحالف من قبل جميع نوابه قبل اتخاذها، هذا سيعيد للنائب كرامته وشخصيته امام نفسه وعائلته وجمهوره، فلم يعد”ريموت”، يحركه رئيس كتلته، اذن النواب سوف يتمسكون بتحالفهم ويتمسكون برئاسته التي ستعيدهم كنواب للشعب بحق، هذا سيقوض بلاشك سلطة الفوضويين واصحاب الصفقات والمساومات في صفوف قادة التحالف، الذي كان النواب اداتهم الرئيسة في المشاغبة وتعطيل بناء الدولة، وكان اتحاد القوى يعول عليهم في تعطيل المشاريع التي تبني الحكم الشيعي، الثاني: الدعم الذي حصل عليه عمار الحكيم من ايران الذي نصبته رغم انوف مناوئية، والمرجعية التي تريد وحدة الشيعة وتعدها سبيل لتوحيد بقية المكونات، وهو الشعار الذي رفعه عمار الحكيم كسبب لقبول رئاسة التحالف الوطني.
الثالث: الكاريزما والصفات التي يمتلكها عمار الحكيم لها سحر خاص على مستمعيه، وهو سر بقائه في الواجهة رغم خسارته للثقل العددي في الحكومة والبرلمان، فضلا عن الثقل الاسري والتاريخي الذي ورثه عمار الحكيم، وسهل عليه التربع على عواطف وتأييد الشيعة وان ظهر خلاف ذلك لدى بعضهم، لكن توحيده للشيعة سيعيده للاغلبية كأبن ووريث شرعي لجده محسن الحكيم وعمه واباه، هذه المعطيات تقول ان الغد في العراق سيتغير جذريا عن الامس واليوم، وان اجندة ايران ورجالها في العراق سوف تقوى وتترسخ، كيف سيواجهها الشركاء؟ وهي تعلن عن نفسها في اول اجتماع للهيئة العامة للتحالف الوطني، بأن الكثرة العددية ستكون الفاصل في اقرار القوانين الخلافية، ونذكر بأن التحالف سبق وان فعلها في اوج خلافاته الداخليه عام٢٠١٣، عندما اصر حليفهم الكردي على بعض المطالب في الميزانية، اتفق التحالف ومرر الميزانية دون الاكراد وخضوع اتحاد القوى للواقع حينها، هذا كما قلنا في اوج خلافات التحالف الداخلية، فليقيم شركائهم الموقف وهم متحدون موحدون متفقون، قيادات ونواب على القرارات والقوانين المطروحة.اجزم ان الشركاء الاخرين وبالتحديد اتحاد القوى بعد ان فات الاوان، ولم تعد المشاغبة والصفقات مجدية، لاسبيل لهم الا الرضوخ لواقع على الارض يقول، ان الشيعة هم الاغلبية السكانية في العراق، هذا ينتج اغلبية برلمانية يسهل عليها تمرير اي قانون او قرار، رغم انوف كل النواب، ممايؤشر ان مبدأ”خذ وطالب”، لم يعد مجدي، خاصة مع عمار الحكيم الذي عرف كأباه لايتنازل مثقال ذرة عن استحقاق شيعي مهما كان، وخلفه ايران الذي تريد العراق للشيعة فقط وباقي المكونات اتباع، التعويل على تحالف ” سني- كردي”، انتحار ومغامرة جديدة لساسة السنة، عليهم ان لايذهبوا بأتجاهها والا خسروا كل شي، نؤكد كل شي، الاكراد الان قوى وليس كما كانوا قوة، واصبح خلافهم ايديلوجي بعد ان كان خلاف نفوذ، الرضوخ للواقع والقبول بحقوق تناسب نسبة المكون السني في العراق دون زيادة او نقصان، ترك النظر من الشبابيك الى جوار العراق، من أتراك او خليج، مصارحة الجمهور بالحقائق على الارض، وصفه سحرية ندعوا ان يركن لها ساسة السنة للعيش والتعايش مع واقع يقول؛ انهم كمكون وساسة في اردى واضعف حالاتهم….