ظننت سوف اجد شارعنا … مشجّر !

انها قضية من قضايا الخيبات والإخفاقات والمفارقات وملفات الفساد الغير مسبوقة لا في العراق ولا في العالم !فقد زارنا صديق مغترب عن الوطن لسنين وقد عاد له من استراليا بُعّيد الاحتلال بأيام .. وعاد في زيارته الثانية بعد عقد من سنوات التغيير الدراماتيكي ليخبرني انه كان يتوقع ان يكون شارعنا في الحي الشعبي في مدينة النجف في حلة جديدة او حسب قوله كنت أظن أني سوف اجد شارعنا مُشجّـر وان المدينة في حلة جديدة باعتبارها عاصمة التشيّع والحكم بيد من يدّعون انهم ممثلين عن الأغلبية الشيعية التي كانت محرومة ومستلبة الحقوق في الثروة والحكم .. لم يستطيع صديقي ان يجد تفسيراً لسوء الأحوال في المدينة عن سابق عهدها وهو قد سمع من خلال الاعلام ان الدولة قد رصدت ميزانية ضخمة من ملايين الدولارات لاعمارالنجف باعتبارها عاصمة الثقافة الاسلامية للعام ٢٠١٢ ، 
اضافة الى حصة المحافظة من الموازنة الاستثمارية ، ولكن الذي حصل لم تنل المحافظة هذه المرتبة وتم تأجيل المشروع بحجة ما تم انجازه لا يتناسب ومكانة النجف و لا يتناسب مع أهمية المشروع … وصرفت الملايين عبثاً في مشاريع لم تكتمل وتافهة كما تماثيل الشمع لبعض الشخصيات المنقرضة او في فقرات تافهة وسوف تندثر بالتقادم والاهمال ، وذهبت اكثر مبالغ الميزانية المرصودة الى جيوب اللصوص ذوي العلاقة بالموضوع فهذا الشيخ كان تحت يده عشرات الملايين من الدولارات ولم يقدم مستندات أوجه صرفها وآخر على نفس الشاكلة بحوزته الملايين ولم يعرف احد مصيرها وضاع الجمل بما حمل .. حتى ان المفارقة الاغرب ان هذه الوجوه التي غلَّست عليها النزاهة والرقابة المالية وأعضاء مجلس المحافظة المعنيين بقضايا الفساد .. 
لم تصوت على زيد او عمر من أعضاء المجلس في الدورة الجديدة لان هؤلاء سوف يكشفون ملفات الفساد الكبيرة في مشروع النجف عاصمة الثقافة ولذا أعطوا اصواتهم لمحافظ سكت على ملفات فسادهم وسجل الموضوع في دفتر السرقات المنسية او السرقات المسكوت عنها !
والسؤال هل تتوقع ياسيدي ان ترى الشوارع مشجرة في عصر حيتان الفساد الاسلاموي الإيماني المشايخي او تراها مصخمة ملطمة ؟!
لك الله ياعراق الخير