27 ديسمبر، 2024 8:49 ص

ظل دولة .. ولا ظل حائط

ظل دولة .. ولا ظل حائط

يطبق الشعب العراقي المثل المصري القائل (ضل رجل ولا ظل حيط ) لكنهم حرفوه ليصبح ( ظل دولة ولا ظل حائط ) وهم يعرفون جيدا أن لا وجود لمؤسسات لدولة في العراق وهذا امر يعترف به المسؤول والمواطن المثقف والجاهل الرجل والمرأة الشيخ وحتى الطفل لكنهم يريدون أشخاص يسيرون أمورهم في ضل هذا الوضع المزري لأننا لا نملك قضاء وأنما ظل قضاء  .وفي نفس الوقت هم يعرفون أن هذا الضل هو لمجموعة من قطع الدومينو العملاقة تم وضعها وترتيبها من قبل بعض اللاعبين الكبار وهي أيلة للسقوط في أي  لحظة يريدها اللاعبين الكبار .  وبسقوطها سوف ترسم صورة أخرى للعراق .  هؤلاء اللاعبين الكبار  أعطوا لشعب معظمه من البسطاء  ضل ليحتموا به مؤقتا ووضعوا كل قطة من قطع  الدومينو  العملاقة في مكانها وإعتقدت هذه القطع المصنوعة من الكارتون أنها لا تقهر . لكن اللاعبين الكبار يعلمون جيدا أنها مصنوعة من الورق لن تصمد أمام نيرانهم أذا ما أوقدوها لكنهم تركوها تتمادى قليلا لتزيد من غضب البسطاء والفقراء حتى عندما تقتضي الحاجة الى تغيرها أو حرقها لن يزعل أحد على رحيلها .المشكلة أن هذا الشعب لا يعلم أن ضل الدولة هذا يدمر مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة والتي بدأت نتائجه تظهر للعلن مثل الإنهيار الاقتصادي الذي يعيشه البلد والتفكك الاجتماعي والبنى التحتية المدمرة وتدهور الصناعة والزراعة  وسيطرة الشركات الأجنبية على النفط من خلال العقود طويلة الأمد التي وقعها ضل الدولة مع هذه الشركات والذي أذا ما حاول التنصل منها فسوف تتدخل الدول الكبيرة والعظمة بكل ما تملك من نفوذ وقوة لحماية هذه الشركات التي تتبع لها وهي تمثل مصالحها . والمشكلة الأعظم  أن البعض يعتقد بأن السير إلى خيار التقسيم إلى دول هو الحل الأمثل (دولة شيعية .دولة سنية . دولة كردية ) ولكن هؤلاء قصيري النظر لم يفكروا بمن سيحكم الدولة الشيعية هل.والدولة السنية من سيحكمها هل هو تنظيم داعش أم حزب البعث وأنصاره أم العشائر السنية المختلفة فيما بينها على لا شيء وهذا يعني أيضا صراع مسلح إلى أبد الأبدين ولن يعترف بها أحد .والدولة الكردية من سيحكمها عائلة البارزاني أم عائلة الطالباني أم حزب العمال الكردستاني pkkأم جماعة التغير أم الإسلاميين الأكراد وهذا أيضا يعني صراع مسلح سوف يستمر لمدة طويلة ومن ثم أيضا لن يعترف بها أحد.ناهيك عن التركمان والمسيحيين و الإيزيديين والشبك والصابئة . تجزئة العراق إلى ثلاث دول سوف يقود إلى  تجزئته إلى عشرات المناطق الذي يحتلها مئات المسلحين من مختلف الديانات و الطوائف والمذاهب والأفكار والقوميات والذي لن ولم يعترف بها أحد من المجتمع الدولي قد يتم إستغلالها دوليا وإقليميا لكن لن يعترف بها أحد .