10 أبريل، 2024 6:35 ص
Search
Close this search box.

ظلامية العقول وقصور الفهم والادراك

Facebook
Twitter
LinkedIn

ظلامية العقول وقصور الفهم والادراك /// الاحتلال وحسب القانون الدولي يتحقق بوجود قوات عسكرية اجنبية على ارض دولة اخرى رغما عنها
باتت المصالح الأمريكية في العراق بمهددة، بفعل ما أطلقته إيران من تصريحات بشأن الانتقام من مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي تعرض للاغتيال في العاصمة العراقية بغداد.

وتتواجد القوات الأمريكية في العراق بقواعد عدة، و يستعرض هنا أماكن قواعد عسكرية تستخدمها، والمهام المتعلقة بها. ويثير تزايد أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، خلال السنوات الثلاث الماضية، تساؤلات ملحة حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية التي ترسمها واشنطن في البلد الذي انسحبت منه أواخر عام 2011. وبدأ الوجود الأمريكي العسكري بغزو العراق، عام 2003، لكنها انسحبت بقرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2011، لتعاود مرة أخرى عقب اجتياح تنظيم الدولة لمدن واسعة من البلاد منتصف عام 2014. وأبرم العراق والولايات المتحدة، اتفاقية الإطار الاستراتيجي عام 2008، الذي نظم خروج القوات الأمريكية المحتلة (2003- 2011)، والعلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية وغيرها بين البلدين، في مرحلة ما بعد إنهاء الاحتلال. وشرعنت الولايات المتحدة عودتها إلى العراق، بموجب اتفاقية التعاون الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية مع بغداد.

***وأقر البرلمان العراقي، قرارا لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، وكذلك إلغاء أو تعديل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين***.

كردستان وكركوك-في كردستان العراق وفق اتفاقية مع أمريكا، تستخدم القوات الأمريكية “قاعدة قرب سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير، إضافة إلى قاعدتين حلبجة بمحافظة السليمانية والتون كوبري في كركوك”، وفقا لمصادر عراقية وقالت مواقع محلية في حينها إن “الاتفاقية قضت أيضا بدفع الأمريكان رواتب قوات البيشمركة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تدريب تلك القوات، فضلا عن تجهيز وتسليحها بأحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وكشفت مصادر خاصة مطلعة، أن “القاعدة العسكرية في مدينة حلبجة، قد تقلق إيران كونها في السليمانية والتي ستعتبر بمثابة اليد الأمريكية التي تمتد في العمق الإيراني,أما القاعدة الثانية في منطقة ألتون كوبري بمحافظة كركوك، فإنها تتميز بموقعها الإستراتيجي المتميز وسط الطريق بين مدينتي كركوك وإربيل وكحلقة وصل بين وسط العراق وشماله، حسبما ذكرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها
الموصل والأنبار – وعلى صعيد محافظات الغرب والشمال، فإن القوات الأمريكية اتخذت قاعدتي “عين الأسد” في قضاء البغدادي و”الحبانية” في الأنبار كقاعدتين عسكريتين، عقب سيطرة تنظيم الدولة على أغلب مدن المحافظة في 2014.
فإنها سبق أن أكدت انتهاء واشنطن من تأسيس قاعدة لقواتها في مطار القيارة العسكري جنوبي مدينة الموصل، بعد تأهيل المدرج وبناء كانتونات سكنية لعوائل العسكريين ولم تكتف القوات الأمريكية بقاعدة واحدة في الموصل، فقد شرعت بتشييد قاعدة أخرى عند سد الموصل، لكنها ليست بحجم قاعدة القيارة الجوية، حسبما كشف سابقا عضو مجلس محافظة الموصل خلف الحديدي وفي محافظة صلاح الدين، تتخذ واشنطن قاعدة بلد الجوية مقرا لها للتحكم بطلعات طائرات “إف 16″ التي منحتها للعراق مؤخرا، أما في معسكر التاجي شمال بغداد، فتوجد قوة أمريكية لأغراض التدريب، وفقا لستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون.
الغايات والأبعاد – التواجد الكثيف للقواعد الأمريكية في العراق، بأنها تأتي في سياق الترتيب للصدام المحتمل مع الوجود الإقليمي الإيراني في المنطقة، والذي يشكل العراق التواجد الأكبر له بالمنطقة وزيادة التواجد العسكري الأمريكي في العراق، كأننا اليوم أتى علينا عام 2003 من جديد، لكن إيران في وضع أضعف، ولن تستطيع أن تفعل اليوم ما فعلته في 2003”.
و أن أمريكا اضطرت للخروج من العراق أواخر 2011 بضغط إيراني، لأن الأخيرة قاومت أمريكا في العراق عبر المكون السني، لأنها خشيت أن تكون طهران الهدف التالي للغزو بعد بغداد، لأن بوش الابن عدّ إيران وسوريا من دول “محور الشر و تواجد القواعد الأمريكية في المحافظات السنية، الهدف الأول منه هو الاستعداد لإعادة تشكيل البنية الأمنية والسياسية لهذه المناطق التي تحتاج قبل كل شيء إلى مواجهة النفوذ الإيراني المتمثل بالمليشيات ويشار إلى أنه يوجد في العراق حاليا نحو 6132 جنديا أمريكيا على الأقل منتشرين في قواعد عسكرية بأرجاء البلاد، يتولون تدريب الجيش العراقي، وتقديم المشورة؟؟؟

في 20-3-2003 بدأت القوات الامريكية غزو العراق تحت عنوان” تحرير العراق”، في 1-5-2003 ، اعلن بوش انتهاء ما يسمى بتحرير العراق وانطلاق ” الحرب على الارهاب*في 22-5-2003 صدر قرار مجلس الامن رقم 1483 الذي حول القوات المحررة الى قوات محتلة، بعد سنة تقريبا صدر قرار مجلس الامن رقم 1546 في 8-6-2004 الذي غير المسمى الى قوات الاحتلال متعددة الجنسيات والتي تعمل في العراق بطلب من حكومته وبتجديد سنوي استمر حتى 28-12-2007 عندما اصدر مجلس الامن قراره رقم 1790 الذي جدد لها حتى 31-12-2008 بناء على طلب الحكومة العراقية .مقاومة الشعب العراقي التي كبدت قوات الاحتلال بمختلف جنسياتها وخصوصا الامريكية منها الخسائر الجسيمة بالأرواح والمعدات، هي السبب الرئيسي والحقيقي لخروج القوات الامريكية وتوابعها من قوات الدول الاخرى من العراق. ولان امريكا تريد استمرار هيمنتها على العراق فرضت على الحكومة العراقية نوع من الاتفاق سمي “اعلان المبادئ” الذي وقعه رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي وجورج بوش في عام 2007، وهو الاساس الذي بني عليه ” الاتفاق الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية ” المتكون من احدى عشر قسما؛ الاهم فيه بالنسبة لأمريكا القسم الثالث والذي حدد التعامل العسكري مع العراق وفق الاتفاقية الامنية SOFA والتي تنص في المادة الاولى “المجال والغرض”:-” يحدد هذا الاتفاق الاحكام والمتطلبات الرئيسية التي تنظم الوجود المؤقت لقوات الولايات المتحدة في العراق وانشطتها فيه وانسحابها من العراق”.

عنوان المادة السابعة والعشرون من الاتفاقية الامنية والتي ألزمت في الفقرة الاولى منها امريكا باتخاذ الاجراءات المناسبة التي تشمل الاجراءات الدبلوماسية او الاقتصادية او العسكرية او اي اجراء اخر لردع اي تهديد خارجي او داخلي يتعرض له العراق او وقوع عدون ما عليه وهذا مالم تفعله امريكا عندما استولت داعش بتخطيطها ودعمها على عدة محافظات ووصلت الى أطراف العاصمة بغداد، بل انها غدرت بالحكومة العراقية ومن وثق بها من الشخصيات والكتل السياسية التي كانت تراهن عليها بينما الفقرة الثانية من هذه المادة والخاصة بما يسمى التعاون في تدريب وتجهيز وتسليح قوات الامن العراقية، فقد ركزت عليها لأنها الخطوة الاولى التي انطلقت منها لإبقاء قواتها في العراق واقامة قواعد عسكرية قتالية تمددت بعد عام 2014 لتشمل اغلب محافظات العراق.

من حسنات ترامب ان كانت له حسنات انه كشف المتبقي من حقيقة صناعة داعش عندما قال في 10-8-2016 ان داعش صناعة امريكية وبتأسيس اوباما وشراكة هيلاري كلينتون وفي 10-6-2014 وبسيناريو هوليوودي ادُخلت داعش الى العراق وسلمت لها الموصل وصلاح الدين واجزاء من ديالى حتى وصلت الى حدود العاصمة الشمالية، عندها طلبت العراق تطبيق بنود الاتفاقية الامنية وتحديدا المادة السابعة والعشرون، الا ان الامريكان رفضوا ذلك وقالوا للحكومة العراقية لن نتدخل الا بقرار من مجلس الامن الدولي وتحت الفصل السابع وفي 15-8-2014 اصدر مجلس الامن القرار رقم 2170 تحت الفصل السابع والذي اعادة قوات الاحتلال الامريكي للعراق مع انشاء ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة داعش ( قوات متعددة الجنسيات ) بمعنى العودة الى القرار رقم 1546 في 8-6-2004.

منذ 10-6-2014 بدأت القوات الامريكية تنفيذ مخطط الاحتلال الثاني للعراق من خلال ادخال قواتها الى بغداد واربيل، وخلال فترة محاربة العراقيين لداعش، القوات الامريكية احتلت اراضي عراقية وتوسعت فيها، فهي اليوم تمتلك (31) قاعدة ومعسكر ومحطة ثابتة ومتحركة وما لا يقل عن (34000) عنصر مقاتل، عدد القواعد التي تحتوي على مطارات سبعة هي قاعدة عين الاسد-الحبانية-المطار-التاجي-بلد-القيارة وحرير، الاباتشي والشينوك هي الطائرات المتواجدة في هذه القواعد، العدد الاكبر من القوات الامريكية في قلب بغداد وتحديدا في التاجي – المطار- المنطقة الخضراء ومحيط بغداد ، كافة انواع الصنوف القتالية متواجدة واخطرها القوات الخاصة الامريكية (المجوقلة)، وابرز مهام هذه القوات هي تطويق المدن وتأمين الانقلاب على النظام السياسي المستهدف، هذا فضلا عن القوات الاسترالية والفرنسية وباقي قوات ما يسمى بالتحالف الدولي وقوات الناتو، واقعا كل هذه القوات وعلى رأسها الامريكية هي قوات احتلال لها اهدافها التي تعمل لتحقيقها.

تصريحات ترامب في قاعدة عين الاسد بتاريخ 26-12-2018 ، وفي تصريحات اخرى له لشبكة سي بي اس بتاريخ 2-2-2019 حدد الهدف من وجود هذه القوات بالاعتداء على سوريا والتجسس على ايران‘ هذه مهامها الخارجية والتي تتقاطع مع الدستور العراقي وتحديدا المادة السابعة ثانيا، والمادة ثامنا منه، والهدف الرئيسي للاعتداء والتجسس على دول الجوار العراقي هو حماية الكيان الاسرائيلي

لجنة الامن والدفاع البرلمانية السابقة والحالية مع اغلب القيادات الامنية تؤكد ان القوات الامريكية تنقل وتدرب وتسلح وتدعم الدواعش في سورية والعراق، وهي الان تعمل بخط ثاني موازي وهو تجنيد مرتزقة يحملون الجنسية العراقية وتدريبهم وتسلحهم بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وفي وقت لاحق سيكون الانتقال الى المرحلة القادمة المبنية على تحقيق هدفين لقوات الاحتلال، الاول استهداف المدن واستقرارها بالدواعش، والتصادم مع القوات الامنية وخصوصا الحشد الشعبي بواسطة المرتزقة.

المخطط الامريكي متعدد السيناريوهات للمنطقة عموما وللعراق خصوصا اصبح واضحا جدا ومفتاح خريطة تطبيقه اشد وضوحا منه، لذلك العراق يحتاج ان يكون برلمانه على مستوى مواجهة هذا المخطط وبشجاعة المقاومين الذين يشكلون جزء كبير ومهم من مجلس النواب، واحدى وجوه هذه الشجاعة الذهاب بقوة وبحزم لإصدار قانون اخراج القوات الاجنبية وعلى رأسها القوات الامريكية، بسقف زمني ملزم للحكومة التي يجب عليها ان تكون حازمة وقوية بتنفيذ ارادة الشعب العراقي بالتوجه اولا وفق الاطر الدبلوماسية للقوات الاجنبية بقرار الطرد، وحتما ان القوات الامريكية سوف لن تقبله او تنفذه وعندها لكل حادث حديث

الفتنة (بكل انواعها) اهم سلاح تستخدمه امريكا لتنفيذ مخططاتها في اي مكان في العالم ومنه العراق، الا ان مرحلة مقاومة الاحتلال الامريكي والانتصار عليه في 2011، ومرحلة محاربة داعش والانتصار العسكري عليه في 2017، وكل التجارب التي مرت على الشعب العراقي قبلهما او فيهما او مما سيأتي بعدهما، اعطت الدروس الكبيرة في الوعي، وظهرت فيها مصاديق كثيرة للوطنية والانتماء للأرض والتضحية من اجل العراقيين، كل هذه التجارب وغيرها خلقت لدى العراقيين وعي مبني على اسس وطنية صحيحة هو اساس التعامل مع المتغيرات في كافة الاصعدة ، والحفاظ على ما تم انجازه وعدم جعل التضحيات الكبيرة التي قدموها تذهب سدى خصوصا في بقاء العراق دولة واحدة قوية مستقلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب