23 ديسمبر، 2024 1:21 م

ظریف العدو الذي يجب احترامه ..

ظریف العدو الذي يجب احترامه ..

22 شهرا متواصلاً يفاوضُ الدبلوماسيَ الإيراني المحنَّك “محمد جواد ظریف” و مساعدیه ، وزراءُ خارجیة
القوی العظمی الست ، بکثیر
من الحرفیة و الثقة و التحدي. فالرجل یحمل في تاریخه السیاسي جملةً من العناوین ، اتاحت له العمل في میدان التفاوض بمزیج من الصلابة و المرونة . لکنَّ التاریخ السیاسي وحده لیسَ کفیلا في صناعة وجوه یخلدهم التاریخ .
   فالوزير ظريف ابدی على مدى العامين الماضيين تميزاً في الدبلوماسية کتميزه وطلاقته في الإنکلیزیة ، حتی قال عنه احدُ الکتاب الأمریکیین أنه ایرانيٌ بعقلیة أمریکیة !.
   وغير ذلك فرئیس  الدبلوماسية الإيرانية یتمتع بکاریزما فریدة، و یعرف طریقة تفکیر خصومه و الأمریکيین منهم تحدیداً ، تماماً کمایَعرف المجتمع الإيراني بلْ اکثر ،بعد أن قضى معظم سنینَ حياته في الولایات المتحدة وخلالها، تعرَّف علی معظم الشخصیات السیاسیة المؤثرة ، مُلقیاً مئات المحاضرات في ابرز مراکز الدراسات و الجامعات الامريكية .
   و لکثرة خطاباته ، تذکر “ليسا اندرسون/رئیسة کلیة العلاقات الدولیة في جامعة کولومبیا”  لإحدی الصُحف ، أنها سألته یوماً ، عن نیَّته فیما اذا کان یفکر في الترشُّح للإنتخابات الرئاسیة الأمریکیة  ؟!.
   یُعرف ظریف في ایران بأنه صاحبُ دبلوماسیة الإبتسامة ،
و في -فیینا- حیثُ جولة المباحثات الأخیرة ، اَدرج في قاموس السیاسة  -دبلوماسیة الشرفة-  ؛ لطلاته المثیرة ،من شرفة محل إقامته  في فندق کوبورغ ، و ردِّه علی اسئلة الإعلامیین !
   و لعلَّ وسطیته و عدم انتمائه لأي حزب او تیار سیاسي بعینه وإبتعاده عن مُختَلِف الخلافات والمشاحنات  الداخلية ، اهَّلتهُ لیحظی بشعبیة جماهیریة قلَّ نظیرها . البعض في ایران یعتبره بطلا قومیا اعطی الخارجیة مکانتها وأعاد لها اعتبارها بعد أن خَفَّت بریقها  لسنین مضت ، و هناك من یعتبر مشارکته في کلِّ الحکومات الإيرانیة رغم توجهاتها السیاسیة المتباینة میزة اضافیة.
   هو بدأ نشاطه عام 1985  کأحد أعضاء بعثة بلاده في الأمم المتحدة في فترة رئاسة وزراء میرحسین موسوي، قبل ان یحمل عنوان مساعد وزیر الخارجیة في فترة  (1992-2002) التي تزامنت مع جزء کبیر من رئاسة کلٍّ من اکبر رفسنجاني و محمد خاتمي .
   و في عهد خاتمي نفسه و في عام 2002 عُیِّنَ سفیرا رسمیا في الأمم المتحدة ليواصل مهامه خلال ولایة محمود احمدي نجاد حتی عام 2007 .
   و منذ ان تصدی لعلاقات البلاد الدولیة في 2013 و هو قریب جداً من المرشد آیة الله علي خامنئي و محط ثقة الأخیر و تقدیره و ثنائه . حتی وصفه البعض من انصار النظام بأنه و الجنرال قاسم سلیماني ، وجهان لعملة واحدة ، فکلاهما یقاتلان دفاعا عن الجمهوریة الإسلامیة ، أحدهما في السیاسة و الآخر في ساحة المعرکة !.
  بينما امتدحه أكثر من مسؤول أمريكي ایضا و مرارا .
   “کیري” احدهم ، لم یُخْفِ اعجابه بشجاعته و اسلوبه و اخلاصه و مثابرته .
   و قبله  “هنري کسنجر”  ثعلبُ السیاسة الأمریکیة کان قد اهداهُ کتاباً یحمل عنوان “الدبلوماسیة” ؛ و کان قد کَتَبَ علی صفحته الأولی :  “الی ظریف .. العدو الذي یجبُ احترامه” .