لا فائدة من مقالاتنا وتحليلاتنا ونصائحنا وتحذيراتنا لأفواج من الفاسدين الوقحين فهذا النوع من السلوك المنحرف ليس جديدا أو مكتشفا بل إرث قديم لم تنفع معه كل الوسائل ولم يتمكن حتى الرسل والأنبياء من تغيير العقول المنحرفة لهؤلاء كيف يمكننا التعامل مع الذين أدخلوا العراقيين في هذا الدرب الضيق من المنافقين والظالمين واللصوص والمرائين والجواسيس والعملاء والانتهازيين والطائفيين المتطرفين والمتحزبين واللاهثين وراء المناصب ومن يمسك بذيولهم وأوقعوا أبناء العراق اليوم ( الصابرين الصامدين ) في فخ لا يمكن الخلاص منه .. إن للأمن شؤوناً وشجوناً تتطلب إضافة في البحث والكتابة , وربما تتطلب جرأة من نوع خاص في الطرح أو الكتابة وقد يؤدي بالكاتب الصحفي إلى مالا تحمد عقباه وخاصة إن الحديث يوجب التطرق إلى قضايا حساسة قد تستنفر مشاعر بعضهم وقد ينزعج بعضهم الأخر ومن خطورة الموقف في أيامنا هذه إن معالجات التنفيس عنه غالباً ما تأتي بطرق نارية وبمختلف الأسلحة المتوفرة في بلادنا اليوم كتوفر الوسطاء وأصحاب الخطوة والجاه الذين يمتلكون خرائط التعيين في جميع مؤسسات ووزارات الدولة العصرية الجديدة برغم أنهم متساهلون في قبض الثمن من العاطلين بالدينار العراقي وليس بالعملة الصعبة وهذه حسنة لابد من الاعتراف بها لهؤلاء الناس , أما التطرق إلى موضوع الأمن يعد مؤجلاً اليوم . فالتحدث عن الخدمات الأساسية للمواطن البسيط المحروقات ،الكهرباء ، البطاقة التموينية ، البنى التحتية , الصحة ، البيئة.هذه الأزمات تحتاج إلى حلول سريعة فأنني لا اعتقد بان المسؤولين في الحكومات العراقية الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة ! ليعلمون الحجم الكبير من التذمر الشعبي إزاء المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي يوميا بسبب التماسيح الموجودة داخل تلك المؤسسات والتي تتعامل بالعلن مع كل طريقة جديدة قد تؤدي إلى هلاك المواطن العراقي الجريح ، عراقنا اليوم في خطر تام يصرخ ومنه الدماء تنفر يطلب النجدة والمساعدة العاجلة فيما تنشب في لحمه الحي السكاكين وينهب ثرواته الفاسدون والطامعون , الذين يعتقدون أن بلادنا مزرعة مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها وقوات الاحتلال جاءت لهذه الأرض رافعة شعارا للعراقيين يجب تغادروا ارض المعمورة , ولكنهم نسوا أن في العراق عباقرة كثرا وشجعانا كثر وحكماء كثرا لكن الوقت غير المتاح للمبارزات بين أولئك الشجعان والحكماء , بل هو وقت أيجاد المخارج للناس قبل أن يحترق البيت كله ويتهدم المعبد علي من فيه العراقيون أمام استحقاقات حاسمة اليوم وان الشعب العراقي ليس مهموما ما يقلقه الواقع الأمني والفراغ الطبقي وهوس البطالة المخيف وعدم توفير الخدمات الأساسية والإنسانية , تجاه هذا الشعب الذي لا زال يعاني منذ أكثر من نصف قرن آذ أصبحنا لم نقم بواجباتنا تجاه هذا الوطن فعلينا أن نعرف أن الاستحقاق أصبح أثقل والتضحيات اكبر ليس هنالك من يمكنه وضع نفسه خارج هذه الدائرة وخارج هذا الامتحان , وهنا أحب أن اذكر بان الحكومة العراقية الحالية , لا زالت عاجزة عن معالجة , و يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية , بمستوي طموح جميع العراقيين , ولجميع الأطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق , وهذا ما يريده العراقيين .