23 ديسمبر، 2024 1:47 ص

ظريف والکذب على الطريقة الايرانية

ظريف والکذب على الطريقة الايرانية

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي تأسس على ثلاثة مقومات أساسية وهي قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب الى الخارج والحصول على أسلحة الدمار الشامل، وذلك في سبيل تحقيق وإنجاز مشروع خميني في المنطقة، ومن أجل ذلك فقد إعتمد کل الطرق والسبل المختلفة وحتى الاساليب الوصولية منها وفق قاعدة(الغاية تبرر الوسيلة)، وقد کانت أهم وسيلتين إتبعهما هذا النظام بهذا السياق ممارسة الکذب والخداع الى حد يمکن القول بأن للنظام الايراني مدرسة خاصة به في أصول الکذب وطرق صياغته وتوجيهه.
عراقة الکذب في هذا النظام تعود الى مٶسس النظام، أي خميني نفسه الذي أکد مرارا وتکرارا من إنه”لامعنى للصلح بين الاسلام والکفر”أثناء الحرب ضد العراق، وقد عاد ليتجرع کأس سم موافقته على وقف إطلاق النار ويثبت لشعبه وللعالم الاسلامي بأنه لم يقل کلامه ذاك إلامن أجل الکذب والخديعة، ومن بعده فقد جاء خليفته الذي صار هدفا للتطاول عليه بعد کل الفشل الذي حققه منذ تسلمه لمنصبه وماجره على البلاد من مآسي ونکبات وبالنسبة لأکاذيب وخدع خامنئي فحدث ولاحرج، فمن جهة يفتي بعدم جواز صناعة القنبلة الذرية لکنه وفي السر يأمر بالمضي قدما لإنتاجها وفي حالة أخرى يٶکد بأنه لايمکن التنازل عن البرنامج النووي، ولکن وعند إبرام الاتفاق النووي ظهر عکس ذلك تماما.
محمد جواد ظريف، وزير خارجية النظام الذي هو أکثر المتمرسين في ممارسة الکذب في توزيع إبتساماته المشبوهة، والذي طالما أدلى بدلوه کواحد من زمرة الکذابين في النظام الايراني، قال في تصريح مثير بأن(الحضور الأمريكي في المنطقة كان خطوة خاطئة منذ البداية وعاملا في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها)، ولم يقف عند هذا الحد بل وأضاف وبصورة غير عادية أن(دراسة تاريخ تطورات المنطقة منذ عقود حتى اليوم, يثبت أن حضور العنصر الأجنبي في المنطقة الهامة والحساسة وبأي ذريعة لن يؤدي إلا إلى إثارة التوتر وزعزعة الأمن وتغذية الخلافات)، وعندما نتمعن في هذا التصريح الفنطازي لظريف ونسحبه على التدخلات المشبوهة التي قام ويقوم بها نظامه في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبلدان الاوربية والعالم، فإننا نجده يتطابق عليه تماما، ذلك إن الامريکيين لم يأتوا الى المنطقة إلا بعد أن ضمنوا دور النظام الايراني الذي کان بمثابة”أبرهة الحبشي”في أفغانستان وفي العراق.
ظريف لايشعر بالخجل والحياء وهو يطلق هکذا تصريح مثير للسخرية في وقت لايزال فيه السکرتير الثالث لسفارة النظام الايراني في النمسا رهن الاعتقال في بلجيکا بتهمة قيادته لعملية إرهابية ضد التجمع السنوي للمقاومة الايرانية، کما إنه لايخجل أيضا من إن سفير نظامه في ألبانيا والسکرتير الاول للسفارة هنا قد تم طردهما لقيامها بنشاطات إرهابية وتجسسية تماما کما يفعل سفراٶهم في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن وصدق المثل المصري القائل: اللي إختشوا ماتوا!