23 ديسمبر، 2024 2:46 م

ظاهرة معادية للتطور و الانسانية و الحضارة

ظاهرة معادية للتطور و الانسانية و الحضارة

لم تکن هجمات باريس الارهابية کأية هجمات إرهابية أخرى بل کانت مختلفة تماما من حيث إنها أکدت و بکل وضوح إن منجل التطرف الاسلامي والارهاب يمضي قدما ولايلوي على شئ في إستهداف کل معالم الانسانية و الحضارة و التقدم و يسعى بمنتهى الصلافة و الوقاحة فرض المفاهيم و الافکار الرجعية القرووسطائية المتخلفة على المجتمع الدولي و فرض منطق الغاب و الهمج.

تنظيم داعش و سواه من التنظيمات المتطرفة التي تحترف الجريمة المنظمة بأساليب و أنماط إرهابية بالغة البشاعة، تأسست جميعها بعد تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية في إيران و الذي أذاق و يذيق الشعب الايراني و شعوب المنطقة الامرين بممارساته و إنتهاکاته و أفکاره و طروحاته العدوانية التي تسعى للعمل من أجل تخريب و تشويه البناء الاجتماعي و الفکري للشعوب و إحلال نمط و سياق مضت عليه مئات القرون على هذه الشعوب، ولذلك فإن مايفعله تنظيم داعش و يهدف إليه و أي من الاحزاب أو التنظيمات أو الميليشيات التي على شاکلته، هو ذات مافعله و يفعله و يهدف إليه من غايات النظام الديني المتطرف في طهران.

التطرف الاسلامي الذي يستخدم الارهاب بمختلف أنواعه و أنماطه کوسيلة من أجل تحقيق غاياته المشبوهة المعادية للإنسانية، يعتبر بشکل خاص بعد الهجمات الارهابية في 13 نوفمبر في باريس، بمثابة آفة و وباء فتاك للبشرية و الحضارة و التقدم وإن عدم السعي لأخذ زمام المبادرة و العمل الجدي من أجل القضاء على هذه الظاهرة جذريا فإن الخطر سيهدد الجميع، تماما کما أکدت السيدة مريم رجوي في خطابها الموجه لمواساة الشعب الفرنسي بمناسبة تلك الهجمات الارهابية بإن هذه الظاهرة المشؤومة”أي التطرف الاسلامي” هي عدوة للسلام وللإنسانية اينما كانت.

لقد آن الاوان لکي يتم العمل من أجل جبهة دولية عريضة مضادة لهذه الظاهرة الشريرة و المعادية للإنسانية ولکن شريطة أن يتم إستبعاد کل دولة يفوح منها رائحة دعم او مساندة التطرف و الارهاب کالنظام الديني المتطرف في طهران و النظام السوري الدکتاتوري، حيث إن هذين النظامين يتوسلان بمختلف الطرق و الاساليب من أجل إبقاء التطرف الاسلامي و الارهاب بمثابة سيف ديموقليس مسلطا على رٶوس شعوب و بلدان المنطقة، وقطعا فإن إستبعاد هکذا نظامين مشبوهين هو بمثابة ضمانة أکيدة لنجاح هذه الجبهة و ضمان تحقيقها للنتائج المرجوة من وراء قيامها.

[email protected]