ظهرت في المجتمع العراقي الجديد -بعد سقوط الصنم الطاغوتي ونظامه الديكتاتوري البغيض-حالة غريبة وبعيدة عن مفاهيم وعقائد الطائفة الشيعية والمذهب الجعفري وهذه الحالة تعتبر خطيرة جدا لما فيها من تأسيس وتنظير مخالف للمفاهيم الأساسية والمعتقدات الضرورية في هَذَا المذهب الذي عرف عنه بأنه من المذاهب الدينية القوية والتي تحافظ على مبادئها واعتقاداتها الفكرية والأخلاقية بحيث أصبح هذا المذهب من المذاهب التي ينظر اليها بأكبار وأعجاب وقد قدم الغالي والنفيس من دماء العلماء والمراجع والشهداء في سبيل الحفاظ على هذه الأسس والمبادىء القيمة ومن هذه الأسس والمبادىء مسألة الأجتهاد والتقليد التي تعتبر ميزة مهمة من مميزات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لأنها تمثل الأرتباط الواعي بين القيادة الدينية الحقيقية وبين الناس ولا يكون هذا الأرتباط على مستوى الفتاوى الفقهية العبادية والأبتلائية فقط بل ويشمل أعلى المستويات الأجتماعية والسياسية والأقتصادية بل وحتى الجهادية والعسكرية ولهذا تعتبر من ضروريات المذهب الجعفري ومن أبرز عقائده،فكل فقهاء الطائفة مجمعون برسائلهم العملية على هذه المسألة(يجب على كل مكلف لم يبلغ رتبة الأجتهاد أن يكون مقلدا ،وعمل العامي بلا تقليد باطل ) ،وبحسب أطلاعي على المباني الفكرية والثقافية والعقائدية لأتباع سيد مقتدى الصدر فأنهم يمثلون المثال والمصداق الحقيقي الأوضح والأبرز لحالة رفض مسألة الاجتهاد والتقليد عمليا وأن أعترفوا بها نظريا أمام المجتمع لأن التقليد كما يعرفه الفقهاء في رسائلهم العملية :هو العمل أعتمادا على فتوى المجتهد ،فلذلك هم أول من أسس لهذه الحالة الغريبة والخطيرة في المجتمع الشيعي على الأقل في زماننا الحاضر هذا وبما أن أتباع سيد مقتدى الصدر لا يتبعون مجتهدا بعينه ولا يقلدون أحدا من الفقهاء على الإطلاق فهذه البداية والظاهرة الغريبة يترتب عليها سلسلة من التداعيات والفتن الخطيرة التي لا يعرف تأثيرها وسوء عاقبتها الأ الله سبحانه وأهل العلم ونذكر بعض هذه التداعيات التي مرت بها الأمة: :
1-عملهم باطل (عمل العامي بلا تقليد باطل). وتكفي هذه العبارة لكل المؤمنين الصادقين بإيمانهم أن ينتفضوا على واقعهم ويحاولوا تغير وجهتهم بكل ما أتوا من قوة خوفا على آخرتهم . ٢-إيجاد فتنة في المجتمع جديدة،وهي خلق تيار فكري لا يؤمن بأعتقاد الأمامية الأثني عشرية وهو إنكار مسائل الأجتهاد والتقليد وأن كانت بأعتقادهم أنها شبهة مصداقية أي أنهم لايعتقدون بوجود مصداق خارجي مناسب لأفكارهم من الفقهاء ليقلدوه الأ أنه بدعة جديدة في المذهب الجعفري وقد أحدثت شرخا عظيما في البناء الشيعي يحتاج في أعادة بناءه الى فترة طويلة من الزمن وجهود كبيرة من العلماء الربانيين وان كانت بحسب الظاهر أنها غير مؤثرة الأ في فئة معينة من الناس والتي يطلق عليها السيد مقتدى الصدر بالجهلة الأ أنه في تزايد لأسباب سياسية وأقتصادية وأخلاقية.
٣-الأثار النفسية والأجتماعية التي تركتها هذه الحالة على أصحاب هذه الأتجاه من قلة الوعي والألتزام الديني والشرعي مما أدى الى ظهور حالة من التطرّف الفكري والأستبداد بالرأي وعدم أحترام الرأي الآخر والأنغلاق على الذات وفقدان مبادىء وأسس الحوار وأستبدال ذلك كله بأسلوب التسقيط والتشويه وأستخدام العنف في تصفية الآخرين المختلفين معهم بالرأي وهده النتيجة أدت بطبيعة الحال الى أستغلالها من قبل أطراف آخرى لتشكل بهم جناح عسكري تحت عنوان مقاومة المحتل الأمريكي وقد جلب هذا الجناح العسكري الويلات والمصاعب على كل طوائف الشعب العراقي الشيعية والسنية بل حتى على أبناء جلدته من أتباع سيد مقتدى الصدر من القتل والتسليب والنهب والسرقة وقد أنشطر هذا الجناح العسكري الى عدة عنواين آخرى غير تابعة لسيد مقتدى الصدر كعصائب الحق ولواء أبي الفضل العباس وغيرها.
٤-تسمية أنفسهم بأسم التيار الصدري للتمويه على أنهم مازالوا مستمرين بمسألة التقليد ومشروعية بقاءهم على تقليد الميت لسماحة السيد الشهيدمحمد الصدر (قدس سره) مع أن كل الفقهاء لا يجوزون البقاء على تقليد الميت -حتى السيد الشهيد الصدر نفسه- الا بالرجوع الى الفقيه الحي الجامع للشرائط وقد قالها السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) (الذين يدعون أنهم يرجعون اليه) وبلسانه الشريف :(لا تقولوا قولا ولاتفعلوا فعلا الا بالرجوع الى الحوزة العلمية الشريفة ) والرجوع الى الحوزة الشريفة يعني الرجوع الى أحد الفقهاء المجتهدين تقليدا أولا وأمتثالا ثانيا وهذا مما لا يمتثلون به لا قولا ولا فعلاو لا أصولا ولا فرعا ولكن لأجل الضحك على السذج (الجهلة) ولأظهار مشروعيتهم المزيفة الفارغة بهذا ألأسم والعنوان .
٥-محاولة قائدهم السيد مقتدى الصدر سد الفراغ الحاصل من هذه الأشكالية العقائدية وذلك بالأجابة على المسائل والأستفتاءات الشرعيّة الموجه اليه من أتباعه بعنوان أسلامي جديد (سماحة حجة الأسلام والمسلمين)وهَذَا عنوان أسلامي لأحد وكلاء المرجعيات الدينية لأجابة بحسب فتاوى ذلك المرجع الديني الذي يرجع اليه وبما أنه لايوجد لذلك الوكيل مرجع ديني يرجع اليه فأصبح عنوانا فضفاظا مطاطيا يناسب قياسات كبيرة ومهمة في عالم السياسة الدينية الحديثة ،ومن جواب أستفتاءاته عن أحد الأسئلة يقول(أن البقاء على تقليد السيد الشهيد الصدر(قدس) مبرءا للذمة الى زمن الظهور) حتى يبقى السيد مقتدى الصدر قائدا الى زمن الظهور ،وهنا أزدادات الأوضاع تعقيدا أكثر ومشاكل أكبر
٦-وبما أن قائدهم ليس مجتهدا كما هو واضح للجميع فحاولوا أن يصنعوا حوله شيئا من الشرعية العقائدية فقالوا عنه أنه المهدي المنتظر (حاشاه أمامنا من هذه الأباطيل) فزادوا في الطين بلة فخلقوا فتنة أكبر وأخطر من الأولى في المجتمع( وقناة الأضواء تشهد على ذلك وأن أغلقوها) وهذا شرخ أخر في البناء العقائدي الشيعي.
٧-التشويه والتغطية على القائد الشرعي الحقيقي (بعنوانه العام الحوزة العلمية الشريفة أو عنوانه الخاص المرجع الأعلم والأكفأ قيادة)الذي يكون عليه وجوب حماية الأمة من كيد الأعداء الخارجين والداخلين والوصول بهذه الأمة الى بر الأمان وهذا شرخ أعظم وأوسع والقائمة مستمرة من الشروخات والفتن ولا أعلم ماذا وكيف ستنتهي اليه هذه القائمة ؟؟!!!!فحسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان على ما يصفون.