10 أبريل، 2024 1:48 ص
Search
Close this search box.

ظاهرة المعارضة التي أسوأ من النظام .. ومستقبل العراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

توجد ظاهرة عجيبة فيما يتعلق بقوى المعارضة للأنظمة العربية وهي ان المعارضة على الدوام تكون أسوأ من الأنظمة الحاكمة ، وتتدهور شؤون البلدان بعد سيطرة المعارضة على السلطة وتبدأ الجماهير بالندم والحنين والحسرة على النظم السابقة !

تعالوا نأخذ بعض النماذج على هذه الظاهرة وسنتطرق في الأخيرة للمعارضة العراقية طوال تاريخ الدولة :

– المعارضة المصرية :
أقدمت على إنقلاب الضباط جماعة جمال عبد الناصر عام 1952 .. وأزاحت النظام الملكي ، ومباشرة مايسمى قادة الثورة الضباط هجموا على الراقصات والممثلات وانشغلوا بحفلات السمر والسكر والعربدة وسرقة المال العام ، وصولا الى إشعال الحروب في اليمن ومع إسرائيل .. مما أدى خراب الشعب المصري وفقره وتخلفه ، ثم جاءت معارضة النظام العسكري في زمن جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك .. فكانت معارضة غوغائية لاتجيد غير التهريج ، ونتج عنها التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي حملت السلاح ضد الدولة وزعزعت الأمن والإستقرار في مصر ، وبعد تنازل حسني مبارك عن السلطة إنكشفت حقيقة ضعف وهزال المعارضة وإنتهازيتها وشهوتها للسلطة ، فقفز تنظيم الاخوان المسلمين وهيمن على السلطة وهمش بقية القوى السياسية وتسبب بالفوضى وغياب الأمن وكان نظام حسني مبارك أقل سوءا وضررا من المعارضة ، لغاية إنقلاب الجنرال السيسي الذي أنقذ مصر وأعاد الأستقرار إليها .

– المعارضة السورية :
هي مزيج من اليسار والإسلاميين ، أدخلت البلد في عدم الإستقرار وتسببت في مقتل الآلاف منهم في في خوضها معركة غير متكافئة في مدينة حماة وغيرها عندما سحقها النظام بالدبابات ، ثم جاءت ثورات الربيع العربي ، وإنطلقت المعارضة وأول خطوة قامت بها هي الصراعات على السلطة والإنقسامات ، ثم تأسيس دكاكين مسلحة إرهابية مرتبطة بعد دول خارجية من بينها إيران التي أسست فصائل مسلحة متطرفة لتشويه سمعة المعارضة وتخويف العالم منها ، وإنتهى زعماء المعارضة في التوزع على بلدان أروبا وأميركا وكندا في الحصول على اللجوء وترك الشعب السوري في المخيمات .. ومن حيث حساب ( الأقل ضررا ) يظل نظام الأسد الإجرامي الوحشي الطائفي أقل ضررا من المعارضة وأقل سوءاً فقد حافظ على وحدة البلاد وكان يتوفر الأمن في كل مكان من سوريا.

– المعارضة الليبية :
كانت عنصرا مباشر في تقسيم البلد وتدميره بالحروب الأهلية ونهب الثروات ، وكان نظام القذافي الدكتاتور المجنون أقل سوءا وضررا من المعارضة .

– المعارضة في اليمن :
مجموعة من الهمج الرعاع من عملاء إيران والجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة .. دمروا اليمن وقسموها ، وكان النظام السابق لعلي عبد الله صالح أقل سوءا .

المعارضة في تونس :
شوهت الصورة المدنية للمجتمع التونسي بصعود جماعة الاخوان المسلمون .. والشعب بعد إزاحة النظام أصبح غير مستقر ومقبل على حرب أهلية أو إنقلاب عسكري ، وكان نظام زين العابدين بن علي أقل سوءا من المعارضة .

– المعارضة العراقية :
في العهد المالكي كانت المعارضة مدفوعة من المخابرات الروسية التي حركت الحزب الشيوعي ، ثم القوميين الذين كان يحرضهم جمال عبد الناصر ، ومجموعة زمر الضباط الانقلابيين الجهلاء والطامعين بالسلطة بدعم من الإتحاد السوفيتي السابق ، ومجرد ماحدث إنقلاب 14 تموز سنة 1954 حتى بدأ العراق في طريق الصراعات الدموية ثم الإنقلابات والقمع ، ثم الحروب والموت الجماعي والفقر والجوع ، لغاية عام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين ومجيء الموجة الثانية من المعارضة للسلطة بعد موجة جماعة إنقلاب 14تموز .
والموجة الثانية من المعارضة كانت إيرانية بإمتياز وقامت بكل وقاحة وسفالة وإجرام بحرق العراق وتدميره وسرقة ثرواته وتسليمها الى إيران ، ولأول مرة بتاريخ العراق المعاصر تصبح إيران هي المتحكم به التي تنصب رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان ، وانهارت الدولة وصارت مصدرة للإرهاب وكل أنواع الجرائم المافيوية ، ومؤكد ان نظام صدام حسين رغم كل بشاعات جرائمه وحروبه هو أقل سوءا وضررا من النظام السياسي الحالي .

ماذا عن المعارضة الحالية ومستقبل العراق ؟
مؤسف جدا لايوجد شيء يبشر بالخير ، وإذا كان على الهتافات الوطنية فقد سبق وان رددها المعارضون السابقون الذين هيمنوا على السلطة الآن ، وعليه ليس لدينا ضمانة ألا تتكرر نفس المشكلة والخراب ويتحول المناضلون الحاليون الى لصوص وعملاء في المستقبل ، فالمشكلة باقية فيما يخص البنية النفسية والعقلية للشخصية العراقية وضعف قدراتها في أن تكون بمستوى المباديء الوطنية قولا وفعلا ، علما التضحيات التي قدمها أفراد الأحزاب لا يعتبر عملا وطنيا ، بل هي تضحيات حزبية لا يوجد على تلك الأحزاب إجماع وطني وبالتالي فهي تفتقر للشرعية .
على الأرجح المستقبل السياسي للعراق سيظل يعاني من نفس أمراض السياسيين المزمنة وهي : اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية ، واللصوصية والعمالة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب