8 يونيو، 2024 3:34 ص
Search
Close this search box.

ظاهرة اللطم عند العراقي المثقف

Facebook
Twitter
LinkedIn

الخطأ الإجرامي الأكبر المرتكب بحق عقل الانسان العراقي هو محاولة البعض (تلك الجهة التي تعرفونها ) السيطرة عليه والعمد على اغفال امكانية استعماله للاغراض الطبيعية التي خلقه الخالق لها من مسائل التأمل والتفكر والتصور والعقلنة والفرز, ولانهم يعلمون ان صفة توجيهاتهم هذه ليست منفتحة ودائما هشة غير مكتملة على الدوام تفشل بالاجابة على مجمل الاسئلة الواقعية التي قد تطرح والناتجة كحالة من حالات العقل العلمي لذلك سمتها تلك المجموعة ثوابت  .! ثوابت ماذا و من اين جاءت؟ فالانسان يخطيء ويصيب , وما يعتقده اليوم يكون غدا هراء وهكذا .. لذلك هم يطبقون اجندات خاصة يريدونها ان تبقى , هم يعتاشون على الفوضى و القتل من اجل الهاء العقل العراقي عن التفكر ومنعه من الاقتراب من حالة  العقلية السليمة لذلك يقاسي العراقي ,نحن هنا لا نطلب من القاريء العزيز ان يكون فيلسوفا ومحللا  تنكشف كل الامور المخفية امامه بل نلتمس منه ان يفتح هذا الباب الذي اغلقه باتجاهنا ليكتشف ماذا نفكر نحن وهل نحن على صواب ام خطأ ولا بأس اذا اراد ان ينتقدنا!..هنا يأتي دور المثقف العراقي النائم(كما اراه) ليصحى و لا يفترض به ان يأخذ الامور كما تقال له بل عليه ان يمحصها ويعقلها لانه ليس ببغاءً يردد ما يقال له فحينما قلنا انه مثقف فمعناه انه وصل مرحلة يستطيع فيها التمييز.
مقالنا اليوم ليس محاولة منا لخلق نوع من التشتت الفكري بل نسعى لنوع من التماسك الذاتي  الواعي للمعرفة , هذا التوليف الذي يسمح لفسحة الاختيار لان تكون فاعلة و مفيدة لا مقلدة تقليدا اعمى (هكذا وجدنا عليه اباءنا و نحن على دربهم سائرون ..اين بصمتكم اي وجودكم في الحياة وتأثيركم ) لماذا المثقف يصطدم بجدار(الطائفية) الصلد حين يسال اسئلة علمية ثم للاسف يختار اجابات جاهزة غير علمية استنادا الى اسس ليست علمية مما يتسبب باسترجاع ذاك الباب العازل الذي لا يسمح له رؤية الحقيقة والواقع وايصالها للاخرين كي يطور عقولهم ويصقلها لتستشعر الحياة بحقائقها لا بخزعبلاتها التي تبقيه يدور حول نفسه وهذا ما يبدوا لي من ان العراقي يفتقر لفلسفة العلوم  الخلاقة التي من شئنها ان تكشف امامه الجدليات والاتباع من منظور جديد صافي مريح .فوجدت ان العراقي المثقف يمتلك فلسفتين متضادتين في الحياة : الاولى القبول بثوابت محاطة بجدران لا تسمح له اختراقها, تكذيبها  او نقدها والثانية جدلية متماثلة  في رباط واحد يوحد اللذة والألم معا ! وهذا يقترب من الفكر السادي لو درسها جيدا لوصل الى هذه النتيجة..فهو يعقل اشياء من دون ادلة حسية وبدون انطباق علمي على الواقع المباشر .. من الغريب والغريب جدا ان تنتصر روح العنصرية والطائفية لديه على العقل وعلى ما درس وتعلم لذلك هو بحاجة الى انماء روح الجدلية لديه لانها ستعطيه بالنهاية صورة متكاملة للزاويتين التي حشر بها عقله وتميزه (كن متميزا يا اخي لا ملمعاَ للأشياء البالية فهي بالية لا ينفعها التلميع)  ..خذ مثلا اللطم كظاهرة و كجوهر لو حاولنا هنا الفصل بين هاتين الحالتين اللتين تمثلان عند الكثيرين( شيء قائم ) بذاته .ان نفصل بين الحالتين ,ان نغلب احداهما على الاخرى فاننا نكون قد اقتربنا من تطبيق فلسفة العلم الطبيعي المعاصر التي تسمو بالعقل ليؤمن عن قناعة محاطة بجدران مبنية من السعادة والراحة الفكرية التي ستخرجه بلا شك من ظلمة الجهالة والاتباع الاعمى الى نور الادراك .فلا يعقل ان يكون العراقي المثقف الذي يتميز عن الاخرين بدراسته التي جعلت عقله يمتلك علما يفتقر اليه كثيرون تابعا ومقلدا لافكار بالية وغير صحيحة ..الشيء الطبيعي في الحياة ان يعلم المعلم تلاميذه لا ان يرمي علمه خلف ظهره وينقاد لافكار طلابه الغير نامية الناقصة ..لذلك اشعر باسف بالغ حين ارى المثقفين وهم يخشون اظهار رفضهم للقيم البالية المتخلفة كاللطم وما يصاحبها وغيرها واحزن أكثر عندما اراهم ينحدرون لمستوى العامة الغير مثقفة المتبِعين بغير ادراك ليمارسوا هم انفسهم ذلك(اللطم) !
با سادة انها اخطاء متراكمة متناسقة تلك التي تكوّن الديباجة التي يسعون لأن يمتلكها العراقي الشيعي فمن اجل ان نسعى الى تقدم حقيقي في الفكر العلمي العقلاني يستوجب انقلابا تحولي وطفرة باتجاه المعرفة ذاتها فالاخطاء المتراكمة لا يمكن انهائها واحدة تلو الاخرى لانها متقابلة متناسقة ومتشابكة  هم جعلوها مكدسة فوق بعض كي يصعب الافلات منها لتجبر الانسان على اقناع النفس بالرضا بلا معقولية الاتباع والتطبيق لذلك تبرز هنا فائدة معرفة هوية العقل في الأنا لتؤسس عقلا علميا  مبني ذاتيا لضمان منهج سوي دائم. فعلى المثقف ان يعرف اولا من هو وما يمتلك من علم يفترض ان يوظفه من اجل تغيير هذه العادات والقيم التي لا تتواكب مع العصر.ويقترح بدائل ذات فائدة تتلاطم مع العقل المنحرف لتريه الخيار الاحسن ,وبسؤال بسيط مفاده :لماذا يستمر القتل والقتل المضاد ,بتمعن وادلة شاهدها الكثير سنجد ان من يشعل الفتنة هم انفسهم من يسيطرون على العقل الشيعي وهم من حدد قالبه .اذن تبرز هنا ضرورة ملحة وهي أولى في طريق العلاج الصحيح الا وهي ابعاد العامة من الانصياع لايران وبيان سيئات ذلك وكيف انها لا تعير اي اهتمام بالعربي العراقي وان كان شيعيا وهذا هو المدخل الصحيح.لماذا ؟, لاننا لو تمعنا بالواقع سنجد ان ايران هي سبب مشاكل الشعب العراقي بكاملها فليس المتبِع بمنأى عن المعاناة والألم او القتل وليس الرافض لها كذلك ..اذن المعاناة متساوية وموزعة على الكل ..لماذا ؟,الجواب ببساطة لان ذلك يخدم مصالحها ويعطي الديمومة للكراهية التي تغذي القتل والقتل المضاد .. فما الضرر في ان نرفض كل ما يأتي من طرف ايران ..لنعطي الشعب فسحة للحرية والتفكر لا ان يتحول الشعب الى عبيد لتنفيذ اجندات ايران على حساب الشعب العراقي. ولتكن هذه تجربة يخوضونها بأنفسهم في ما يسمى انتخابات قادمة وليمارسوا حريتهم في اختيار شيء جديد يختلف كليا عن ال 14 سنة الماضية ..هم يريدون العراقي ان يقدس ايران باعتبارها راعيا لهم ويخاف ويكره اخيه العربي ويخشاه.لانهم صوروه بصورة العدو .اليوم سني وغذا مسيحي وبعدها ليبرالي او شيعي يساري او هذا من اتباع الصرخي او الصدر وهكذا فلن تنتهي قائمة القتل لديهم ..وهكذا أيضا يريدوننا أن نكون  مثل غنم الراعي التي تخشى الذئب وفي النهاية  من يأكلها هو الراعي او أمثاله.!
لتبديل العقل أي عقل يفترض بنا ايجاد منهج واحد لمختلف المواضيع المتخلفة حتى توصلنا لعقلية متفتحة واضحة فنكون قد اسسنا قاعدة البحث عن الواقع الذي يناقض المعارف القديمة  ,لا يرفضها كموقف رافض وحسب بل كموقف يتصالح فيه عقل الانسان مع احاسيسه الجوهرية ليكتشف انها خطأ وأن هنالك بدائل كثيرة اسعد ولذلك هو رفض البالي.. ان نصل للادراك علينا الخروج من الجمود ان نخرج من العقلانية المركبة ( واقصد بها هنا :مجموعة الممارسات السنوية الخاطئة )الى العقلانية الجدلية (أي لماذا نمارسها كل عام ..ما فائدتها , ماالنفع منها ,ماهي دلالاتها,كيف ينظر الاخرين لنا .ماالرسالة التي نرسلها لغيرنا ,ماالجهد والمادة الضائعة, بماذا يمكن الاستفادة منهما كبديل . أين قدسية العمل وملايين يتركون عملهم اين قدسية الزمن والكثير يضيعونه بممارسات غير سوية )  فنحن لا نتحدث عن ثوابت دينية وتعاليم ربانية قرانية حين نضع العقلانية الجدلية بعيدا ونستبدلها بالمركبّة او نخشى الجدلية في عادات وضعها البشر من اجل ان تبقى هذه الفئة من الشعب منقادة اليهم وتابعة,لذا فالمثقف الذي لا يخشى لايجب ان يستحي أيضا اذا ما امتنع عن تطبيق هذه العادات بنفسه أولاً ولا يخاف فهو قد اقترب من ميزته ورسالته في الحياة واستحصل على الفائدة من دراسته وبدأ يشع كالمصباح الذي يشق الظلمة شقاَ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب