23 ديسمبر، 2024 4:50 ص

طُوبى لنا نحن مَنْ سرقنا بلدنا… هذه ذكرياتنا

طُوبى لنا نحن مَنْ سرقنا بلدنا… هذه ذكرياتنا

 

لما التباكي والتظلم ونلعن مَنْ إحتلنا في ليلنا ونهارنا ونحن مَْن سرقنا بلدنا! هل نسينا ام تناسينا تلك الأيام عندما أعُلِن عن تغيير النظام… إنطلقنا مسرعين نلهث لجني المزيد والمزيد مِنْ اي شئ تتلقفه يدينا رخيصٍ أم ثمين.

تباً لنا! لقد أحتار فينا كلُ مَنْ أراد ان يُصّدق تظلمنا عندما قلنا لقد قهرنا حاكمنا: نترجاكم أنقذونا ممن أذلنا.. فصار الذي أبتغيناه. هل لنا أن نسلب أموالنا؟ أيعقل أن يسرق مالك الدار نفسه! هذه هي حقيقتنا! لقد عثنا وعبثنا في بلدنا اكثر مما لو كان قوم يأجوج ومأجوج قد سلّطهم الله علينا!

لما لا نذّكر أنفسنا بتلك الأيام قبل ثلاث عقودٍ من الزمن عندما سبينا بيوت ناسٍ آمنين ونهبنا مالهم وكنا نقول لأنفسنا نحن لسنا بمخطئين! هم مَنْ يكيدون الشر لنا عندما كنا نحن آمنين! هل لمرارةِ شخصٍ تم سبيه أن تمر دون عقابٍ أو بلاءٍ مُبين!

نعم هذا ما فعلناه! نحنٌ قومٌ يسلطنا الله على أنفسنا… قتلنا ملكنا في ماضي زماننا… وكل ما جرى لنا بعده تبع ما أقترفته يدينا… لهذا فنحن نسرق دارنا وهذا هو واقع حالنا.

لو جئنا وسألنا بابلنا وأكدنا وهم مِنْ شواهد حضارتنا: هل تريدون البقاء في عِراقنا؟ سنجد لسان حالهم يستصرخنا ويتوسل إلينا ويقول: إقتلعونا مِنْ هنا… لقد أخجلتمونا وجعلتم العار يصيبنا: ‘هل تسرقون ما تملكون! أبى المنطق أن يجد تفسيراً لما تقترفون.’

لقد أخجلنا عِراقنا… وحضارتنا… حمورابينا يندب غابر الزمان الذي أوجده في بلادنا… هو مَنْ سّن أول قوانين كوننا ونحن أحفاده مَنْ سرقنا بلدنا… طُوبى لنا! مُبارك لنا حاضرنا الذي أجتر أرذل القوم ليكونوا حُكامنا… هذا صنيعة فعلنا فنحن مَنْ سرقنا بلدنا… فلنرددها في ليلنا ونهارنا: طُوبى لنا نحن مَنْ سرقنا بلدنا…