8 أبريل، 2024 3:28 م
Search
Close this search box.

طيور “سبايكر “

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعبت البنادق

ولم يتعب منجل الموت

من تهشيم المُهَج  الغضّة

في محرقة “وادي الرافدين” 

أرواح صغيرة

فاضت عن الأرض

التي لاذت ببعضها

كان الشرر يتطاير من العيون

والقلوب

والأصابع

كاتمات الأنفاس

وكانت الحناجر محشوّة  بالتراب

والحفرة بحيرة دم

أمضى الذباب قيلولته فيها

 

عندما سقطوا

مثل جدار من دم

 ولحم نيء

وقبلات مذبوحة

سقطت الطفولة

من عليائها

 

سقط الليل

على الجماجم المثقوبة

والأجساد على الأجساد

سقط الجنرال

من جديد

سقط صندوق الاقتراع

سقطت طيور

كانت تحلم بالطيران

في سماء العراق

لكنّها ،على حين غرّة،

وبلا مقدّمات

وقرع طبول

وجدت أرواحها مبعثرة

في ترابه

ووسط ظلام اللحى

واللهجات

سمعوا نحيب “أبناء الشمس”

فوق جبل “سنجار”

سمعوا صراخ جواري الظلام

في أسواق راياتهم السود 

سمعوا بكاء جرس

أفلت من مجزرة الجزية

في خريف”أمّ الربيعين”

سمعوا في الظلمات ذا النون

يستغيث وسط المفخّخات

إذ نادى

 وهو مكظوم

سمعوا أنّات أرحام أمّهاتهم

وهنّ يبحثن عن جثثهم

في مقابر الوطن الجماعيّة

وثلّاجات الطب العدلي

 

بعد أن تأكدن

إن  العراق تعب

من الموت الانفرادي

والدفن الانفرادي

والحزن الانفرادي

فابتكر موتا جديدا

لا يكلّف أكفانا فضفاضة

ومصلّين على جنائز

ومشيعين…

موتا لا يقبل القسمة

على جرحين

وحين تضعه

تحت الشمس لا يجفّ

كما يحصل مع أيّ موت

في سنّ الرضاعة

 

موتا لا يحتاج سوى

حفرة

ورصاص عشوائي

و”الله أكبر”

 

موتا سهل الاستعمال

وسريعا

وبالجملة ….

 

لذا أخلى الطريق لهم

ليصعدوا خفافا إلى السماء

زرافات ووحدانا

وقفوا ببابها

محدثين ضجة

ذلك لأنّ طيور “سبايكر”

لم تخلق إلّا لسماء صافية

تليق بأجنحتها

فبلغت عرش الربّ

قبل أن يرتدّ طرف الموت

سالكة في عروجها

الخطّ السريع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب