23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

لا يزال معجون التشكيل “طين اصطناعي” الذي اصدرته شركة الصدر لانتاج الدمى و العاب الالواح في خمسينيات القرن الماضي و اسمته “طين الصدر” يحقق نجاحاً تجارياً منافساً و بشدة معجون بلي دو منتج هاسبرو الامريكية.

اضافت الشركة بالسنوات السابقة عدة ملحقات و قوالب جديدة “ادوات بلاستيكية يوضع المعجون داخلها فيصير شكله مثل القالب” و الوان كثيرة كما اصبحت العلبة تحوي كمية كبيرة متدرجة بين المرونة و الصلابة لتزيد من المساحة الابداعية.

لم تشهد اصدارات الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات و التسعينيات فروقات واضحة فكان ابرز ما فيها قالب الرجل المعمم و قوالب زخرفية ترمز الى شعارات حزبية سياسية و دينية و استمرت هذه الملحقات ترافق العلبة لسنوات طويلة.

المنصة و الرجل المعمم ذو الكفن قوالب ظهرت في التسعينيات و اختفت في بداية الالفية الثالثة و توقفت الشركة عن اضافة اشكال جديدة لبضعة سنوات.

حقق طين الصدر ازدهاراً ملحوظاً في عهد مقتدى الصدر رئيس مجلس الادارة الحالي و ابو درع المدير التنفيذي السابق فالاخير ادرج الى القائمة معجوناً دموي اللون قوامه يشبه السائل و خريطة كبيرة بحجم كرة القدم لمنطقة السدة مكتوبة اسفلها جملة خالدة قالها باحدى المؤتمرات “قتلانا في الجنة و قتلاهم خلف السدة”.

كافة الالوان متوفرة لتصنع اشكالك التي تريدها حتى ان حاولت تصميم شكل بشري فبامكانك استعمال قالب الرجل ذو التسريحة الغريبة و تلوين شعره باللون الذهبي و البني كذلك الرجل ذو اللحية الكثيفة حليق الشارب و الرجل المقنع، استعمل اللون الاسود للقناع و الابيض للعينين و مؤخراً اعيد انتاج المنصة و الرجل ذو الكفن مع تغييرات في شكله اذ غدا اكثر شباباً و اضخم قليلاً.

قوالب البنايات فكرة ممتازة زادت من متعة اللعبة كقالب المدرسة يقف في ساحتها رجل يمسك مدفعية هاون و قالب المنزل جواره سيارة بطة و قالب مولدة كبيرة بجوارها رجل يحمل بلوكة و اخيراً قالب لشارع فيه صورة محمد باقر الصدر و محمد محمد صادق الصدر و مقتدى الصدر و ستجد ايضاً مجسمات صغيرة للعبوات الناسفة و المسدسات الكاتمة و قوالب مستطيلة مخطوطة بكلمات القائد و تغريداته على تويتر.

يوم امس كان بدن ابو الليل يتجول مع زوجته زهرة و مر على متجر العاب فاشترى مجموعة علب من طين الصدر لاطفاله و فرحو بها جداً.

بينما كان جالساً يقلب قنوات التلفاز جاءت ابنته الصغيرة نحوه :
بابا شوف شسويت بالمعجون

لما نظر الى ما صنعته مدحها و مدح عملها فركضت الى غرفتها فرحة لكنه ضحك بشدة عند خروجها من الصالة

كانت تحمل هاتفاً مصنوعاً من المعجون مكتوب على شاشته :
ئنته ئبن زنه