الشؤم نقيض اليمن، و هذا الرجل يلاحقه الشؤم أينما ذهب، و هو شقيق طويس في عصرنا ، و سيظل مثل سالفه ، يلاحقه النحس حتى مماته، و عيسى بن عبد الله المدني ذاك ، كان مولى لبني مخزوم، و قد فعل مثل الكاظمي بادىء الامر فسمى نفسه «طاووس»، ولكن الناس صغّروه الى طويس لما ظهر شؤمه و بؤسه، وقد اشتهر اولا بالغناء المنفر كما اشتهر صاحبنا بالشعر الغنائي الفاشل. كان طويس هذا طويلا أحول، ولا يجيد إلا النقر بالدف، وكان مولعا بالشعر و لايحسنه.
ورغم انه كان يتظارف و يدعي الدماثة الا انه كان يتقى لأمرين: لعثمة في لسانه، ولتشاؤم الناس منه، حتى انهم كانوا يضربون الأمثال بشؤمه، فقالوا فيه: «أشأم من طويس»، ولا يلام الناس بما وصفوه، وهو من قال عن نفسه: أنا عبد النعيم، أنا طاووس الجحيم، أشأم من مشى على الحطيم.
وقد حصل أن كان يتجول يوما في المدينة، فتجمع الناس من حوله، فقال لهم: يا أهل المدينة، (توقعوا خروج الدجّال ما دمت حيا بين ظهرانيكم، فإذا مت فقد أمنتم، )
فإن أمي كانت تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم، واني ولدت في الليلة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم،
وفطمت في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق،
وبلغت الحلم في اليوم الذي استشهد فيه عمر بن الخطاب، وتزوّجت في اليوم الذي استشهد فيه عثمان بن عفان،
وولد لي ولد في اليوم الذي استشهد فيه علي بن أبي طالب، وأضاف، وقال شعرا في نفسه:
أنا أبو عبد النعيم *** أنا طاووس الجحيم
وأنا أشأم من دب *** على ظهر الحطيم
ولما امتدحه رجل يوما رد عليه اخرون : والله إنه على ذلك فقد كان مشؤوما، فقد ولد يوم مات نبينا،
الكاظمي اينما يتوجه لاياتي بخير و قد افقرنا و اربك حالنا و اتعس فقراءنا اكثر مما كانوا عليه و اضاف اليهم ملايين مثلهم اخرين
و ها هو اخيرا يتطاوس ليرسم العلم على وجه طفل فيرسمه مقلوبا فيضع سواده الى الاعلى لعجمته و لشؤمه فان هذا السواد الذي رفعه و اخفض اللونين الاخرين اشارة الى ايام سود ، و الى انه
اشأم من طويس