علمتنا سياط القدر أن نتعامل مع آراء أو تصاريح ساسة الولايات المتحدة الإميريكية بمنتهى الحذر آخذين الأمر على محمل الجد الذي لا هزل فيه خاصة ً وأننا كنا نستهجن ما يتفوه أؤلئك الذين وطئت سُرف دباباتهم ومدرعاتهم ومجنزراتهم أرض العراق غُزاة مُحتلين بذرائع التدخل الدولي لدواعٍ إنسانية ، ونزع أسلحة الدمار الشامل ، واستبدال الأنظمة الديكتاتورية بالديمقراطية و………. حتى أثبتت الأيام زيف كل ما أدعوه بعد أن إنكشفت السوءة وبانت العورة ، ما يعنينا هنا : ما أن جثم الإحتلال على صدورنا وكتم على أنفاسنا حتى بدأنا نسمع الكثير من التصريحات لساسة أميركا عن نشوب حربٍ أهلية ( سُنيّة شيعية ) فكان رد فعلنا إزدراء الأمر والسخرية من تلك الأقاويل والترهات إذ أيعقل أن يقتل الإبن أحد والديه أم سينتقم من إخوته لأبيه أو لأمه وخؤولته وبقية رَحِمِه (إن هذا لشيٌ عجاب) فلم نُعِّد العُدّة لتدارك الأمر وقطع دابره وإستئصال شأفته ووأد الأمر في مهده رغم علمنا أن أذرع الإحتلال من أحزاب وسياسيين نذروا أنفسهم لتدمير البلاد والعباد كانوا في سعيٍ دؤوب للإيغال بأهل العراق على شتى مشاربه وحدث ما كُنّا عنه نحيد وللأسف لم يدرك جُلّ أهل العراق ما يحاك لهم في دهاليز المنطقة الغبراء (الخضراء) إلاّ بعد غاصت الأقدام حتى الركب في الدماء الطاهرة البريئة ولكن الحمد لله من يعي متأخراً خيرٌ ممن طمس الله على عقولهم وأعمى بصائرهم قبل أبصارهم .
لتأتي مرحلةٌ أخرى وهي تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات مبنية على أسس عرقية ومذهبية ( دويلة كردية وأخرى شيعية وثالثة سنية ) كما أشار إلى الأمر السيناتور عن الحزب الديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (جوزيف بايدن) مستثمرين الطَرْقَ على الوتر الطائفي ومحاولات إثارة الفتنة في العراق بوصفها أسهل الطرق لتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وتمزيق وحدة الصف وإنهاء اللحمة الوطنية ، ولئلا نُلدغ من جُحرٍ مرتين آثرنا أن نأخذ بزمام المبادرة ونقطع الطريق أمام ما يبتغيه المحتلون شرعنا أنا وكوكبة من أساتذة جامعة الموصل (أ.د عكلة الحوري والدكتور أحمد العبيدي و…..) بتثقيف الشارع على الفدرالية السياسية إستناداً إلى المادة 117 من دستور العراق الدائم لسنة 2005م آخذين بنظر الإعتبار ضرورة أقلمة المحافظات على أساسٍ جغرافي بعيداً عن الأسس العِرقية والمذهبية التي تَفُت في عضد البلاد والعباد وعقدنا الكثير من المؤتمرات واللقاءات ومن بينها أكثر من لقاء مع محافظ نينوى السابق (أثيل النجيفي) في العام 2010م وما بعدها علماً أننا تعرضنا للإتهام بالعمالة لمشروع جو بايدن من قبل بعض أعضاء مجلس محافظة نينوى آنذاك وللأمانة أبدى النجيفي تفاعلاً مع الأمر لكنه وضع العصا في العجلة بضرورة أن نتبنى الأمر برمته وتثقيف الشارع الموصلي على تقبل هذا الطرح و… وكنت قد كتبت مقالاً بهذا الصدد نُشر عام 2009م في الصحف التي كانت تصدر في محافظة نينوى آنذاك ثم شرعنا بكتابات أخرى نُشرت على موقع كتابات الموقر وموقع العراق تايمز وغيره بعنوان الأقاليم (الفدرالية أو اللامركزية السياسية) بين شدٍ وجذب …وبين مؤيد ومعارض؟؟؟ وللأسف وصل بنا الحال إلى ما وصل إليه اليوم لا بيت ولا أهلٌ ولا وطن
كان لي وطنٌ ابكي لنكبته….. واليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا أرى في بلادٍ كنت اسكنها….. إلاّ حثالة ٌ ناس قاءها الزمن
ومن كان ينتقدنا ويكيل لنا الإتهامات ويُشهر بنا أصبح يعّضُ أصابع الندم وندرج أدناه روابط لما نشرناه لاحقاً كما أسلفت
http://www.kitabat.com/ar/print/21496.php
http://www.aliraqtimes.com/ar/print/23451.html
وما يعنينا اليوم هو التصريحات المتتابعة والمتلاحقة للكثير من الساسة الأمريكان فضلاً عن تصريحات قادة الإحتلال الأميركي عن الإنهيار الوشيك لسد الموصل (سد صدّام سابقاً) لتأتي هذه التصريحات متزامنة مع تصريحات أمريكية وعراقية عن تحرير الموصل (بلا قتال) وقد أورد موقع الإتجاه بريس نقلاً عن (حسين المالكي ) عضو إئتلاف دولة القانون: المعركة مع داعش انتهت وسيتم تسليم الموصل بدون قتال
http://aletejahtv.org/index.php/permalink/50607.html
ونحن نرى أن آلية تحرير مدينة الموصل وباقي محافظة نينوى ستكون بتفجير سد الموصل (المُفتعل) وإغراق المدينة البالغ تعداد نفوسها المدنيين المحاصرين الآن 2,000,000 نسمة (مليوني نسمة) ليتم بذلك إنهاء مدينة نينوى الأنبياء وموصلها الحدباء وجميع أهلها وإغراق البشر والشجر والحجر وبذلك تكون أميركا قد نأت بنفسها عن اللائمة كونها أقامت الدنيا ولم تُقعدها : بأن سد الموصل آيل للإنهيار في أي لحظة …؟؟؟!!! وتتخلص من داعش وأهل الموصل بالضربة القاضية فضلاً عما سيتأتى عنه الطوفان في المدن المحاذية لنهر دجلة الذي أقيم عليه سد الموصل ويقيناً لن تكون بغداد بمأمن عن الخطر الداهم والمحدق ، اللهم إني بلغت ….. اللهم فأشهد
اللهم إني أستودعك الموصل وأهلها الطيبين
ونستودعك العراق وكل بلاد المسلمين